facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل يستطيع الاردني تحمل المزيد؟


هشام الخلايلة
27-10-2016 11:33 PM

حبذا لو قامت كل وزارة او دائرة حكومية بعمل استبيان للمواطنين الذين يحصلون على خدمات من تلك الدائرة لمعرفة ما الذي يريده المواطن تحديداً، ولو فعلوا ذلك، لوجدوا العجب العجاب! فالمواطنون الاردنيون على اختلاف مشاربهم ومنابتهم وعشائرهم اصحاب طموح كبير، ولديهم من الأحلام ما لا يمكن كسره او تغيير مساره، فهم شعبٌ لا يقبل أن يكون كالشعوب الاخرى مجرد مواطنين عاديين، فهم ودائما يمتلكون المقدرة على التعايش مع واقعهم المؤلم بكل شجاعة..

وعلى سبيل المثال لا الحصر، فبرغم جميع المصاعب المالية التي يواجهها المواطن الاردني فما زال قادراً على طبخ المنسف ولو بالدجاج، ورغم الزيادات الاخيرة في الضرائب ورفع رسوم التنازل في السيارات غير المبرر، يقوم المواطن الاردني بالذهاب في رحلات قد تصل الى العقبة او البحر الميت وبدون اي تردد، فلا يأس مع زيادة الضرائب، ولا يأس مع الارتفاع الجنوني للاسعار، وكما علق صديق لي على وضع المواطن الاردني في احد اللقاءات حيث أنه قال (المواطن الاردني بيتحمل، شو ما بتعمل الحكومة بتحمل) ولم استطع فهم ما كان يقصده صديقي في وقتها، ولكن وبعد أن تفكرت في الامر، فهمت قصده وهو أن المواطن الاردني لن يستجيب الى رغبات الحكومات الاردنية المتعاقبة بتغيير نمط حياته وسيبقى يفعل كل الأشياء التي يحبها حتى لو قامت الحكومة بوضع الف ضريبة جديدة، فالمناسف سوف تستمر، وحتى لو رفعت الحكومة رسوم السيارات او رسوم التنازل عنها فالرحلات سوف تستمر ولو بالباصات المستأجرة نكايةً بالحكومات، وكل ذلك يعود الى السبب الذي همس به صديقي في أذني وهو أن الشعب الاردني يتحمل.

هل نقوم بتحميل المواطن الاردني اكثر مما يستطيع تحمله، الحقيقة تقول نعم، لقد انهكت الضرائب والاسعار الغير معقولة الأُسر الاردنية واضحت هذه الأسر تعيش كل يوم بيومه، ووصول الاردنيين الى هذا الحال في المصطلحات الاقتصادية يعني أن مواطنينا يعيشون تحت ضغط نفسي هائل بسبب محدودية المداخل، وارتفاع تكاليف الحياة المعيشية، وبناء على ذلك فإنه يتحتم على الحكومات الحالية والقادمة أن تأخذ هذه المسألة بغاية الأهمية وذلك لان استمرار المعاناة اليومية للمواطنين يعني مشاكل ليس لها حصر ومنها، زيادة العنف المجتمعي، ارتفاع معدل الجرائم وخاصة المالية، زيادة الإقبال على المخدرات، تفكك الأسر مما يؤدي الى انتشار الرذيلة بشكل اكبر بكثير مما هي عليه الان، اما الخطر الأكبر فهو في ظل الأوضاع الخطيره في دول الجوار، فقد يلجأ أعداء الوطن الى استغلال الوضع الاقتصادي الصعب للشعب الاردني من خلال إشاعة الفتن والقلاقل من اجل خلق حاله من عدم الاستقرار قد تكون لها نتائج كارثية لا قدر الله علينا جميعاً.

حمى الله اردننا المحبوب من كل مكروه

* خبير فُض نزاعات/استراليا





  • 1 معتز 30-10-2016 | 12:31 PM

    شكراً لك دكتور. والله الحكومة لازم تشعر مع المواطن ولو بشكل بسيط في ارتفاع الأسعار، وجميلة جداً ** المواطن الأردني بيتحمل **


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :