استهداف الكعبة المشرفة في التاريخ29-10-2016 12:00 PM
عمون - لم يكن غريبا محاولة استهداف ايران لمكة المركة فقد سبقهم في ذلك القرامطة الذين هدموا جزءًا من الكعبة٬ وسرقوا حجرها الأسود٬ وقتلوا أعداد كبيرة من الحجاج٬ ثم أمروا المسلمين بالحج الى منطقة القطيف "شرق السعودية" لكن المسلمين رفضوا الأوامر فقتل القرامطة في حينه نحو الـ30 ألفًا حاجا. لكن ماذا عن تاريخ استهداف الكعبة المكرمة؟ وقعت المحاولة الأولى لهدم الكعبة؛ حين عقد تبع أسعد أبي كرب الحميري٬ وابنه حسان، وهما من ملوك اليمن٬ العزم على هدم الكعبة، بعدما لاحظا إقبال الناس على زيارة الكعبة والتجارة في مكة، ما كان يؤثر على التجارة في اليمن؛ فقررا هدم الكعبة ونقل حجارتها إلى اليمن، ليكون البيت اليمني الجنوبي كعبة ميقصدها الناس، بدلاً من كعبة مكة الشمالية، ولكن باءت المحاولة بالفشل. أبرهة الحبشي وحادث الفيل وفي عام 570 الميلادي، وقبل أشهر قليلة من ميلاد النبي محمد، شيّد أبرهة ملك الحبشة، كنيسًا حتى يقصده الناس للحج، وأيضا لتنشيط حركة السفر والتجارة في بلاده٬ ولكن أحداً لم يأت إلى كنيّسه فعزم على هدم الكعبة المشرفة في مكة، مستخدمًا فيلًا ضخمًا في مقدمة جيشه، ولكن الله أهلكه وجيشه والفيل بالطير الأبابيل.
يزيد بن معاوية وإحراق الكعبة وفي سنة 680 ميلادية، لما مات معاوية بن أبي سفيان، سادس الخلفاء في الإسلام ومؤسس الدولة الأموية في الشام، بايع المسلمون ابنه يزيد خليفة للمسلمين٬ ولكن عبدالله بن الزبير رفض مبايعته؛ فأرسل يزيد جيشا إلى المدينة بقيادة مسلم بن عقبة فدخلها ثم اتجه إلى مكة٬ ولكنه توفي قبل أن يصل إليها٬ فخلفه في قيادة الجيش الحصين بن النمير، الذي حاصر مكة لفترة٬ واستطاع الحصين أن يسيطر على جبل أبي قبيس وجبل قعيقعان في مكة؛ فأخذ الحصين يرمي الزبير وأتباعه بالمنجنيق فأصيب المسجد٬ ولم يكتف الحصين بذلك٬ بل رمى المسجد بالنار فاحترقت الكعبة٬ وضعف بناؤها٬ ولكن الحصين عاد إلى الشام بعد أن توفي يزيد. غزوة العتيبي واقتحام الحرم المكي وفي التاريخ الحديث، وتحديدًا في غرة شهر المحرم سنة 1400هـ٬ الموافق 20 نوفمبر/تشرين الثاني 1979 ميلادية، اقتحم أكثر من 200 مسلح الحرم المكي الشريف، مدعين ظهور المهدي المنتظر بقيادة جهيمان العتيبي؛ حيث دخل جهيمان وجماعته المسجد الحرام لأداء صلاة الفجر يحملون نعوشا لأداء صلاة الجنازة عليها٬ وما أن انقضت صلاة الفجر٬ حتى قام جهيمان في المسجد الحرام ليعلن مزاعم أمام الناس بظهور المهدي المنتظر وفراره من “أعداء الله” واعتصامه في المسجد الحرام؛ حيث قدم جهيمان صهره محمد بن عبد الله القحطاني على أنه المهدي المنتظر، ومجدد هذا الدين٬ وقام وأتباعه بمبايعته٬ وطلب من جموع المصلين مبايعته أيضا٬ وأغلق أبواب المسجد الحرام؛ حيث وجد المصلّون أنفسهم محاصرين داخله٬ وفشل حراس الحرم في التعامل معهم فاستدعوا مزيدًا من قوات المشاة والحرس الوطني٬ وفي النهاية تم القبض على عدد منهم وقتل الباقي٬ وحكمت المحكمة بإعدام 61 منهم. في موسم الحج عام 1986 ميلادية، تلاحظ أثناء تفتيش أمتعة حجاج إيرانيين قدموا على متن طائرة إلى السعودية، أن جميع الركاب يخبئون في قاعدة حقائبهم مادة متفجرة شديدة الانفجار٬ وبعد التحقيق معهم اعترفوا بأنهم كانوا يخططون لتفجير الكعبة والحرم بكامله. وفي العام التالي 1987 ٬ نظمت عناصر من حزب الله السعودي بالتعاون مع الحرس الثوري الإيراني٬ مظاهرات في موسم الحج٬ قصدوا منها قتل الحجاج٬ وتدمير الممتلكات٬ وإظهار الحكومة السعودية على أنها حكومة غير قادرة على تولي شؤون الحج والحجاج٬ وأنها تقتل حجاج بيت الله٬ ونتيجة الأعمال الغوغائية من تكسير وتخريب وإحراق العديد من المتاجر والسيارات في الأماكن المقدسة٬ وسد الطرقات؛ ما أدى إلى تعطيل الآلاف من الحجاج عن أداء مناسكهم٬ وأدى إلى الازدحام والفوضى وسقوط العشرات من النساء والأطفال والعجزة تحت أقدام المتظاهرين؛ ما دفع رجال الأمن إلى التصدي لهم ونتيجة للاشتباكات سقط 402 قتيل من الحجاج منهم 85 من رجال الأمن السعودي. ويأتي، إطلاق المتمردين الحوثيين، وهم من الشيعة أيضًا، أمس الخميس، صاروخًا باليستيًا من مناطق سيطرتهم في الأراضي اليمنية باتجاه مكة المكرمة، كواحدة من حلقات مسلسل استهداف البيت الحرام. وتقود المملكة العربية السعودية منذ مارس/ آذار 2015 تحالفا عسكريًا عربيًا لدعم شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في مواجهة خصومه من مسلحي جماعة الحوثي، المدعومين من إيران، وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح. وكان الحوثيون قد سيطروا على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر/ أيلول 2014، ما دفع الرئيس هادي وأعضاء حكومته إلى الفرار إلى جنوب البلاد، حيث اتخذ من عدن عاصمة مؤقتة، لكنه ما لبث أن لجأ إلى الرياض. وتمكنت القوات الشرعية التابعة لهادي، المدعومة من قوات التحالف من استعادة خمس محافظات جنوبية، إلا أن السلطات واجهت صعوبة في فرض نفوذها بالكامل في عدن التي لا تزال تشهد وضعا أمنيا هشا في ظل تنامي أدوار الجماعات المسلحة فيها، وبينها مجموعات جهادية كتنظيمي داعش والقاعدة. |
| الاسم : * | |
| البريد الالكتروني : | |
| التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
| رمز التحقق : |
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة