يُعدّ يزن النعيمات واحدًا من أبرز نجوم كرة القدم الأردنية في السنوات الأخيرة، وأحد الأسماء التي ارتبطت بفرح الأردنيين وإنجازاتهم التاريخية. لم يكن مجرد مهاجم يحرز الأهداف، بل كان رمزًا للعزيمة والانتماء، وصوتًا يعكس طموح جيل كامل يحلم برؤية الأردن في أعلى المحافل الكروية.

برز يزن النعيمات بشكل لافت خلال مشاركة المنتخب الأردني في كأس آسيا، حيث كان عنصرًا حاسمًا في مشوار “النشامى” التاريخي نحو نهائي البطولة لأول مرة في تاريخ الكرة الأردنية. بأهدافه الحاسمة وتحركاته الذكية داخل منطقة الجزاء، أشعل المدرجات وأدخل الفرح إلى قلوب الأردنيين في كل مدينة وقرية، مثبتًا أن الإصرار قادر على صنع المعجزات.

ولم تتوقف بصمته عند كأس آسيا، بل كان يزن أحد الأسباب الرئيسية في تأهل المنتخب الأردني إلى كأس العالم، ذلك الحلم الذي طال انتظاره. لعب بروح المقاتل، وقدم كل ما يملك داخل الملعب، واضعًا اسم الأردن فوق كل اعتبار، ليؤكد أن الانتماء الحقيقي يُترجم أداءً وتضحية قبل أن يكون شعارات.

ما يميز يزن النعيمات عن غيره ليس فقط موهبته التهديفية، بل انتماؤه العالي جدًا للأردن. يظهر ذلك في قتاله على كل كرة، وفي فرحته الصادقة بعد تسجيل الأهداف، وفي دموعه عند الخسارة أو الإصابة. هو لاعب يشعر الجمهور بأنه واحد منهم، يحمل أحلامهم ويدافع عنها داخل المستطيل الأخضر.

لكن كرة القدم، كما هي مليئة بالأفراح، لا تخلو من المحطات المؤلمة. تعرض يزن النعيمات لإصابة قوية ستبعده عن الملاعب عدة أشهر، خبر شكّل صدمة لجماهير النشامى التي اعتادت رؤية اسمه في التشكيلة الأساسية. ورغم قسوة الإصابة، بقي الأمل حاضرًا بعودته أقوى، كما عهدناه دائمًا.

اليوم، ينتظر الأردنيون عودة يزن النعيمات بفارغ الصبر، ليس فقط كمهاجم هداف، بل كقائد ملهم داخل الملعب. فقصته مع المنتخب لم تنتهِ بعد، وما قدمه للأردن سيبقى محفورًا في الذاكرة، دليلًا على أن اللاعب الذي يلعب بقلبه قبل قدميه، لا يغيب طويلًا عن القلوب.

سلامة يزن النعيمات، وعودة قريبة تليق بمهاجم الفرح الأردني.