نتذكر حارة ابو عواد التي كانت مسلسلاً جميلاً في ذلك الوقت، وكان فيها الراحل حسن إبراهيم "مرزوق" صاحب التكان "الدكان" التي تبيع العلكة والصابون وبعض الأغراض القديمة التي كانت تحتويها الدكاكين في القرى من ملبس وكعيكبان وصاجات وبنورة وفتلة ونحوها.

تذكرت كل هذا وانا أراقب حال الدكاكين الحزبية في الأردن بعد ان كثر عددها وقل أثرها وبليت بضاعتها ولم يعد يقودها شخص طيب مثل مرزوق الذي يدخل السرور عليك بنكتته وحركاته الشعبية الفطرية البعيدة عن التصنع الذي تمارسه الدكاكين الحزبية اليوم!

لقد تطورت قرانا ولم يعد فيها دكاكين مثل دكان مرزوق، لقد صار الأردنيون يذهبون الى المولات الضخمة التي يجدون فيها كل حاجاتهم فهل يمكن أن تفهم أحزابنا ان عهد الدكاكين قد ولى، وإننا في زمن المولات؟!

منذ زمن بعيد ونحن نتحدث عن تيارات ثلاثة يمكن ان تكون هي المولات السياسية التي نسعى لها، فما الذي يحول دون اتحاد الدكاكين لتتحول إلى مولات كبيرة تستقطب وتجذب وتنعش فتفيد وتستفيد.

ان الدكاكين الحزبية تزداد يوماً بعد يوم بل صارت الدكاكين تفرخ دكاكين أصغر في سياق غريب على المنطق والرقي والتحضر والإبداع والإنتاج وتحقيق الأهداف.

لا مكان اليوم للصغار ولا مجال باستمرار الخداع فالأردنيون يعلمون أن الهدف من هذه الدكاكين هو الحصول على الدعم الحكومي المغلوط والمفرط بأموال دافعي الضرائب! ولا يمكن ان يتم الإصلاح في الأردن بدون برلمان سياسي، وهذا لن يكون عبر الدكاكين بل يتم عبر المولات الكبيرة ولهذا فإننا اذا تركنا التقدير للناس فلن يغيروا ولهذا لابد من إجبارهم على إنشاء المولات بتغيير قانون الأحزاب ولا يتم الضحك على الذات والإصلاح والمستقبل.

لابد من تغيير قانون الانتخاب لتصير الانتخابات على أساس حزبي فقط وبغير ذلك لن نتقدم خطوة للأمام وستبقى الدكاكين الحزبية مظاهر لا فائدة منها بل ستبقى عبئاً على الوطن والمواطن.