facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سياسة التصحر والرعي الجائر


عمر كلاب
28-01-2017 12:42 AM

مصطلحات قديمة شعرنا لوهلة انها انقرضت مثل الامراض السارية القديمة “ السل والكوليرا “ وما تيسر من امراض كنا نهرب من تطعيماتها في مدارس وكالة الغوث، كما نهرب من حبة زيت السمك التي بتنا نشتريها باسعار خرافية، هذه المصطلحات مثل الرعي الجائر والتصحر تعود بكثافة وبتطبيقات سياسية حديثة كتلك التي نركض الى تنزيلها على اجهزتنا الهاتفية الذكية، فنحن نعيش حالة رعي جائر لموجوداتنا المالية وموجوداتنا الثقافية والاجتماعية، هناك وحش تكنولوجي هائل يبلع كل موروثانا وموجوداتنا ونجح في تحويلنا الى اتباع يمشون كما المضبوع خلفه، ويسند السياسي والاقتصادي الرسمي هذا الوحش ويقوم بتغذيته بكل الطاقة اللازمة لممارسة عمله بنهش ما تبقى من روحنا وما تيسر من اموالنا البخيلة في القدوم الكريمة في الرحيل، فالراتب يأتي كل شهر ويرحل خلال دقائق .

منذ سنوات لم نسمع ولم نقرأ عن الرعي الجائر الذي كان احدى المشاكل الكبرى في المحافظات وفي احياء عمان، حيث يقوم الرعاة باطلاق مواشيهم على البيادر والحقول لتعيث فيها فسادا، وكانت المشاجرات متصلة بسبب عدم ضبط الرعي، ويبدو اننا قبلنا مبدأ الرعي الجائر وما عاد مشكلة بحكم ان حقولنا اغتالتها عمدان الاسمنت وطحنت البيادر خلاطات الاسمنت الكبيرة مثل وحوش افلام الرعب، لكن الرعي الجائر اعاد انتاج نفسه بلبوس جديد وعلى شكل ضرائب ورسوم وغرامات وما تيسر من اسماء نعرف بعضها ولا نعرف بعضها الاخر، فنحن الآن نتعرض لاكبر حملة رعي جائر لموجوداتنا بعد ان فقدنا كل ممتلكاتنا الوطنية ولاحقا فقدنا كل موجوداتنا الشخصية دون حماية من الرعي الجائر الذي يلبس الان ربطات عنق ويعمل وفق قوانين ناظمة .

الرعي الجائر تحالف بوعي مع التصحر والتجريف لتربتنا الوطنية، فهو يستطيع ان يوفر لنفسه الحياة والتغذية بكل الظروف، فانتهاء الحقول والبيادر لا يوقف الغول الكامن، فبدأت عمليات التصحير والتجريف وبدأت الفوائد والمنافع، فجرى تصحير العقل الجمعي وتجريف الوعي العام، وصارت اكبر قراءة هي بوست على موقع تواصل واندثر الكتاب بنسختيه الورقية والالكترونية ويكفي ان تجلس في جلسة حوار او ورشة عمل لتكتشف مدى التصحر وكمية التجريف الحاصلة على الادمغة التي اصبحت مجرد كتلة لدنة محشورة داخل تجويف عظمي موضوع اعلى الجسد، فالاشاعة سيدة الموقف وغياب الحلول وكثرة التوصيفات حاضرة بكثافة وسط سلبية مهولة ترى في نشر بوست او الاعجاب ببوست منتهى المواجهة كافية لابراء الذمة الوطنية والقومية .

متلازمة التصحر والرعي الجائر وتجريف الوعي اخطر كثيرا على الحالة الوطنية من السرطان الصهيوني وايدز الارهاب الاعمى والفكر الظلامي، لان هذه المتلازمة هي البيئة المثالية لاستشراء السرطان وانتشاره دون مقاومة من الجسد، وهي الحاضنة المثالية لنمو الارهاب والتطرف، ونحن نعيش محشورين بين هذه الاضلاع الثلاثة التي تضغط على اجسادنا دون رحمة وبلا هوادة، وسط غياب استراتيجية واجراءات عملية لمواجهة هذا الآفات، تبدأ من زراعة الوعي بتغيير المناهج وسياسة التعليم العالي واعلاء قيمة الحوار والرأي الاخر والتصدي للرعاة الجائرين وحاملي معاول الهدم وفؤوس قطع الاشجار الوطنية وسائقي الجرافات التي تسرق التربة الوطنية، صحيح اننا لم نعد نسمع عن الرعي الجائر ولكننا لم نعد نسمع ايضا عن عمان خضراء في الاعوام القادمة او عن زيادة الرقعة الزراعية في المحافظات .

دون العودة الى سياسة الزراعة الفكرية والزراعية ستزداد مساحة التصحر ودون وقف الرعي الجائر على موجوداتنا وجيوبنا ستسمن المواشي ويموت المواطن .

omarkallab@yahoo.com

الدستور





  • 1 السفير الدكتور موفق العجلوني 28-01-2017 | 08:44 AM

    نعم اخي عمر ..بوركت :
    متلازمة التصحر والرعي الجائر وتجريف الوعي اخطر كثيرا على الحالة الوطنية ... ونحن نعيش محشورين بين هذه الاضلاع الثلاثة التي تضغط على اجسادنا دون رحمة وبلا هوادة، وسط غياب استراتيجية واجراءات عملية لمواجهة هذا الآفات، تبدأ من زراعة الوعي بتغيير المناهج وسياسة التعليم العالي واعلاء قيمة الحوار والرأي الاخر والتصدي للرعاة


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :