facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العين ما بتعلى على الحاجب


عدنان الروسان
09-02-2017 04:26 AM

من المفترض أن لا تعلو العين على الحاجب ، أو هكذا قال بعض حكمائنا حينما كان الوطن يكتظ بالحكماء ، و في هوامش الحاضر الذي سيكون في المستقبل تاريخا و حينما تخضع النظرية الميتافيزيقية السياسية و الاجتماعية لنظرية الشواش أو الإيكوس فإن الموازين تختل و تصبح الفيزياء التجريبية مضطرة للخضوع لنظرية الفوضى الفيزيائية التي تخضعنا لقواعدها المبعثرة تماما دون أن نعرف تفسيرات الطبيعة التي تتجاوب مع نظرية الإيكوس أكثر من تجاوبها مع نظريات العلم التجريبية.

في ظل ذلك و أثناءه يمكن ان تحصل أشياء كثيرة غير مفهومة ، و يمكن للأمة أن تلد ربتها ، و للعين أن تعلوا على الحاجب بل يمكن للحاجب أن يصبح عينا و يتصرف على هواه و بالتالي فإن ذلك يفسر بعض فوضى النظريات غير المفهومة أمامنا ، بعض الرجال يرتفعون بالمنصب و الكرسي كما يعلو مد المحيط و يصبح إعصارا من رفرفة جناح بعوضة بحسب الأيكوسيون و هم علماء تجريبيون اضطروا للخضوع لنظرية الفوضى الكونية غير المفهومة لديهم ، و بعض الرجال تكبر بهم المناصب و الكراسي و هم الذين يخضعون لقانون الكون المحكوم بالتدبير الإلهي الخاضع للفيزياء التطبيقية .

الوطن منظومة محكومة بفيزياء الإخلاص و الانتماء الوطني و كلما ارتقت المعرفة بالفيزياء السياسية كلما تماسكت منظومة القيم الوطنية الخالصة لوجه الله و المحكومة بدورها للسنن التاريخية التي لا تخطيء فالزمن لا يتوقف و إن توقفت عقارب الساعة و المخلصون لا يخسرون أبدا و إن تمادى بعض المبطلون في غيهم المصلحي و ظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله ، فالوقت كفيل بأن تستعيد الطبيعة قوتها التي لا تقهر أبدا و الوطن لا ينثني أبدا أمام قامات قد تتطاول لتبدو أنها أعلى مما هي عليه ، و ملأى السنابل تنحني دائما بتواضع مهيب يجعل اصفرارها يبدو ذهبا بينما الفارغات رؤوسهن شوامخ .

الذين يمضغون ثقافة الابتزاز كما يمضغ المدمنون القات، و لا يقدرون على استشعار معنى الانتماء العظيم و الولاء الصادق البعيد عن سحجات الدحية و صدور المناسف المغموسة بدماء الفقراء إنما يتنعمون كما تتنعم الأنعام و لا يقدرون على فهم منظومة القيم التي تفرق بين المواطن و المستوطن ليس بالمعنى الجغرافي بل بمعاني الأمانة و النزاهة و الذين يملأ قلوبهم الحقد و يحبون أكل لحم أخيهم ميتا فلم يكرهوه فلسفة و ظلما و يظنون ذلك "جدعنة " إنما هم جبناء يفضلون التخفي وراء براقع من الخوف و الجهل و الأوطان لا تبنى بالأحقاد و الضغائن بل بمنظومات متماسكة من العفة و الطهارة للاقتصاد و السياسة و الاجتماع و غيره .

الجبناء يقولون " إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت و نحيا وما يهلكنا إلا الدهر " و هم في حرب شعواء معه في معركة الخلد التي خسرها إبليس منذ بدء الخليقة ، الجبناء الذين يحرضون على غيرهم ، و يثأرون لمياه وجوههم المهدورة بأيديهم مدى الدهر على أعتاب عرض من الدنيا قليل يظنونه كثيرا و يزأرون فإذا نظرت وجدت أمامك فأر يزأر مستأسداً إذ رأى صورته في مرآة مقعرة نفخته حتى استحال مسخا صدق نفسه ، فنظر حوله فاستهواه ما انعكس في بؤرة المرآة فزأر فخرج فحيحا يحسبه الجبان زئيرا.

و إذا أراد الله نشر فضيلة قيض لها إضافة إلى الطيبين من بنى البشر و من غائب علمه من ينشرها دون حسنات ، و ينوي بها الضرر و ما يدري أن الكلمة الطيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ، ومهما علا من يعلو بسوء عمله فإنه واقع لا محالة و مهما سمت الأفعال فإنها إن لم تكن روافد الخير التي تصب في بحر الرحمن فإنها جافت لا محالة.

يا وطني ما أجملك لولا أنك أنجبت من عقك و خذلك ، و العين يا عين لا تعلو على الحاجب.





  • 1 المحامي محمد احمد الروسان.المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية 09-02-2017 | 08:26 AM

    حسن جميل قرابه --- بوركت

  • 2 السفير الدكتور موفق العجلوني 10-02-2017 | 01:19 PM

    استاذ عدنان بوركت على هذا المقال الراىع ، من اروع ما قرات . و السابقات ايضا . قلمً من ذهب .


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :