facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فريال سليمان: المرأة قوية .. وانا تحديت السرطان وغلبته


08-03-2017 10:25 AM

عمون- نوف الور- وكأن التاريخ الاردني على وجه الخصوص يصر الا يًكتب بمعزل عن المرأة، التي عبرت فوق سطوره بجبروتها عبر العصور، فكانت جنبا الى جنب مع الفلاح منذ بزوغ اشعة الشمس الاولى، تحرث وتزرع وتحصد نتاج تعبها ، تحيك وتنسج وتلبس مما تخيطه هي ، ويرتدي ايضا من صنعها افراد بيتها، هي المرأة الاردنية التي شقت طريقها بكد ذراعها، وفي بعض الاحيان كانت وحيدة في هذا الطريق الا انها تصر ان تكمل حتى النهاية، وتصمم على ان النهاية سعيدة.

فريال سليمان، امرأة في زمننا هذا الا ان اصراراها هو ذات الاصرار القديم، الذي عرفه التاريخ وسجله بحروف من نور، نتحدث عن امرأة تحدت الاخطر حتى رست بنفسها وعائلتها المكونة من 3 مهندسين ومهندسة وفتاة بعمر الورد ما تزال على مقاعد الدراسة الثانوية الى بر الامان بلا ربان للسفينة بعدما اختار الله زوجها الى جواره وهي في 39 من عمرها، قصة اصرار سطرتها فريال بماء من ذهب، قصة بدأت منذ 10اعوام وبصدفة ارادها كاتب الاقدار ان تكون هكذا:
في يوم ما من العام 2007 بينما كانت تصطحب فريال عددا من النساء الاردنيات اللواتي يراجعنها في مكتبها الى مركز الحسين للسرطان وبحسب طبيعة عملها في البحث الاجتماعي والتوعية والتثقيف لأمهات الوطن وفتياته ، كان محور كلامها حينها في التحذير من اهمال المرأة جانب الفحص المبكر لسرطان الثدي.
وبعد سجال جاء صدفة بينها وبين الطبيب الذي يقوم بإجراء الفحوصات، بأن عليها ايضا ان تهتم بذات الامر، اكدت فريال انها لا تشكو من اي سبب يستدعي هذا الفحص راضخة في النهاية لقرار الطبيب ان لا ضرر من اجراء الفحص ولا ضرار.

ولحظة ظهور النتيجة وقعت الصدمة بانها الوحيدة التي تعاني من سرطان الثدي ضمن المجموعة التي اقتادتهم بنفسها لإجراء هذا الفحص، ورم لم يتعدى نصف سنتيمتر في الثدي الايمن، كان كفيلا بان يجعل الارض تدور وكأنها تبحث عن محورها، كل شيء بات غريبا كنتيجة الفحص تماما.

حملت فريال خطواتها الثقيلة الى منزلها والصدمة ما زالت الرفيق الوحيد لها، وبعد ساعات فاضت عيناها ببكاء مر، لجأت الى اكبر اشقائها فشريك حياتها كان قد اسلم الروح الى بارئها قبيل اشهر فقط، باحثة عن عقل يفكر معها في لحظات شل عقلها عن التفكير.

امومتها كانت مصدر القوة.. والعلاج
بدأ تأثير الصدمة بالزوال، ونوبة الكأبة التي عاشتها تتلاشى وبدأ العقل بالتفكير لا بحياتها بل بحياة فلذات اكبادها، فهي قائد سفينتهم، هي "عامود البيت" الوحيد، الذي لو انهار سقط البيت بجله وجملته.

60 يوما وبعدها عقدت العزم متوكلة على الله وبعزيمة وايمان، لتبدأ مرحلة العلاج، حينها عزمت على اخبار ابنائها فللعلاج اثار واضحة ستغير من ملامح جسدها التي اعتادوا عليه قويا دائما.


وبدأت الرحلة على عدة مراحل منها جرعات العلاج الكيميائي وجراحة لاستئصال الجزء المصاب وعلاج هرموني واشعاعي، لتشفى تماماً من المرض وتعود الى حياتها الطبيعية، التي لم تتعطل كثيرا اثناء المرض، الذي منحها بمحية المحيطين جرعة قوة ومناعة تجاه مصائب الحياة.

ثلاثة اعوام وعاد "الخبيث"
منذ تلك الصدفة الموجعة لم تهمل فريال فحصها الدوري للكشف المبكر عن هذا الخبيث الذي دخل حياتها رغما عن الجميع، لتتفاجأ بعودته بعد 3 اعوام تقريبا كضيف ثقيل جدا كما كان اول مرة ليستقر هذه المرة في المنطقة المتبقية من الثدي.

لم يكن لهذه المفاجأة وقع سابقتها، بل جاء الاستقبال اخف وطأة، وباشرت فريال بالعلاج، الى جانب شغفها بالأعمال الخيرية للأقل حظا والاسر المتعففة، وعشقها للتواصل الاجتماعي المباشر مع المحبين، تحديدا لأولئك الحاملين في وجوههم سمات الفرح وفي حضورهم طاقة ايجابية، التي ساندتها في التخلص من فكرة أن "السرطان اول طريق الموت".

وعاد مرارا....
فريال كانت تظن بأنها الان قد تخلصت تماما من ذاك الكابوس المزعج، الا ان هذا الشيء القاتم اختبأ هذه المرة في الرحم ، ولم تتوانى عن العلاج لحظة واحد، في سبيل الحياة‘ فأزالت الرحم بالكامل، وناضلت متسلحة بالإيمان والحب والعطاء، لتواجه السرطان مجددا العام الماضي وهو يمتد خلسة ليستقر في الثدي الايسر، الا ان القوة التي امتلكتها فريال جعلت منها " امرأة حديدية بقلب ام"، جبروت تحديها للحياة فاق خطورة تكرار الاصابة بالمرض.

سيليكون مكان الثدي المستأصل

مرحلة صعبة على جميع النساء اللواتي يجبرهن القدر على ان يضعن قطعة من السليكون مكان الثدي المستأصل بسبب المرض، الا ان فريال تقبلت هذه الجراحة وكأنها كواحدة من تلك النساء التي تلجأ الى السليكون لتزيدها انوثة وجمالا، وهذا ما حدث فعلا، لم تتراجع عزيمتها بل اعتدت اكثر، واصبحت تتجمل، واستمرت بقوة في مساندات المرأة الأردنية في كافة الميادين، وأطلقت عدة مبادرات خيرية لهن وللأسر المتعففة في مأدبا –مدينتها الحبيبة- وفي باقي محافظات المملكة، فريال اليوم ما تزال على رأس عملها بعزم اقوى، تزور دور رعاية المسنات، والايتام، وبيوت الإيواء، تقترب من كافة شرائح البشر بقلب ام مقدمة كل ما تملك لبناء وطن محب، وشباب قوي، واسر متينة وامرأة صامدة رغم كل موجات الصعاب، فريال نموذج للمرأة القوية، التي تحدت السرطان وغلبته.

لمثل هذه الانسانة يصنع في كل يوم من العام تكريم للمرأة......





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :