كان لمسرحية كابوس العصر الأثر الكبير لمن حضرها وذلك يوم الخميس الثالث عشر من تشرين الثاني في رحاب جامعة الاسراء وعلى مدار ساعتين من الضحك المتواصل والدموع على حكاية الشباب مع آفة المخدرات وكيف انها بدآت تفتك بمتعاطيها وتلقي بهم في غياهب السجون وظلمة الحياة والانحراف وارتكاب الجرائم من اجل الاستمرار في تعاطيها ، اما سيناريو هذه المسرحية الذي لا يقل ابداعاً في اداء ممثليها وهم من طلاب جامعة الاسراء فكانت ولا اروع اداءاً وحضوراً تبشر بوجود شباب قادر على العطاء تمثيلاً وليكون نواةً لفناني الاردن مستقبلاً فيما لو وجد من يأخذ بيدهم ويشجعهم ويطور مهاراتهم، فكانت احاسيسهم فياضة ابتداءً بمن مثل دور الاب وحتى يشبع شهواته ورغباته قد تزوج بسيدة اخرى كانت هي القنبلة الموقوته التي دمرت اسرته فيما بعد فنرى ابنه طالب الجامعة المجتهد ادت به هذه الزوجة الى الانحراف وزجه في عالم تعاطى المخدرات ، وتلك ابنته الاخرى انحرفت بتوجيه وتشجيع من زوجة ابيها ، ولا ننسى الاب الفلاح البسيط تعلم على يديها ارتداء الملابس الحديثة واصبح يتعاطى الحشيش ، ولا يدري ماذا يفعل ابناءه بحثاً عن شهواته وارضاء لتلك الزوجة الثانية الخبيثة والمنحرفة والكل ركب سفينة الانحراف تتلاطم بهم امواج المخدرات بحثاً عنها باي ثمن حتى لو كان الشرف الغالي .

اما مفاجأة المسرحية فكانت بعودة ابنه المسافر وهو ضابط شرطة وعندما عاد ويا ليته لم يعد ليرى ما آل اليه وضع اسرته وهو يلقي القبض على اخيه متلبساً بتعاطي المخدرات وابيه متسكعاً في النوادي الليلة ارضاءً لتلك اللعينه ، واخته هائمة على وجهها والتي كانت مثالاً للبراءة والحشمة تتجه نحو الانحدار وراء الرذيلة بحثاً عن شراء بضعة غرامات من الهيروين، فانتابه الالم والحسرة على اسرته التي ضاعت وتردى بها الحال الى هذا الحد بسبب هذه الزوجة الفاسدة والمخدرات القاتله. ومع كل هذا فقد ابكت هذه المسرحية الحضور .

وكم مثل هذه القصة في بلدنا الحبيب وقد تجرع الابناء ظلم الاباء وانانيتهم وقد انحرفوا باخطاء اباءهم وقلة رعايتهم وكأنهم (الآباء) ولدوا ليراهقوا طول العمر ، لذا فانني اشكر كل من ساهم في انجاز هذا العمل المبدع من مؤلف ومخرج وهو المربي الفاضل نور العماوي وكل من شارك في نجاحها من الطلبة متمنياً ان يتم عرضها في كل جامعاتنا ومدارسنا الثانوية لتكون عبرةً وعضة وتوعية لطلابنا الاعزاء ، شاكرين ومقدرين ايضاً رجال الامن العام الاشاوس خاصةً من يعملون بدائرة المخدرات لحفاظهم على شبابنا وبناتنا من هذه الآفة ولتكون الاردن خالية من المخدرات ومخاطرها .
bsakarneh@yahoo.com