اعتقد الكثيرون و في مقدمتهم دولة الكيان الصهيوني الغاصب بان الزمن كفيل بمعالجة اثار نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948 و التي نتج عنها ضياع الجزء الأعظم من ارض فلسطين قبل احتلال ما تبقى في الخامس من حزيران 1967 ، و ذلك المعتقد قام على نظرية تدافع الأجيال و الاختفاء التدريجي لمئات الالاف من الآباء و الأجداد الذين شردتهم احداث النكبة الى مهاجر قسرية مختلفة .

اليوم ، و بعد 69 عام من النكبة ، يتجلى وهم ذلك الاعتقاد ، لان الأجيال الفلسطينية لم تنقل لبعضها البعض الإرث و الذكريات فحسب ، إنما نقلت ايضاً الألم الطري و الإيمان بالحقوق المقدسة ، الوطنية منها و الفردية ، لتتسع الرقعة ممن عاشوا وقائع النكبة مباشرة الى من أصبحوا ضحايا لنتائجها ..

و في مثل هذا اليوم من كل عام يتجدد الموعد مع مرارة الذكرى لدى كل أبناء هذا الشعب المكافح ، و بصورة خاصة لدى من واجهوا النكبة ومعطياتها وجها لوجه ، غير ان إرادتهم و ثقتهم تظل صلبة قوية ، لانها تستند الى دماء الشهداء و صمود الاسرى الأبطال ، و عزيمة اجيال فلسطينية متجددة لن تنفك عن الكفاح قبل استعادة حقوقها مهما طال الزمن.