عمون - كتب فايز الفايز - ولأن فواجعنا أصبح لا موعد لها ، فقد آن الأوان أن تتضافر الجهود والأفكار ، للخروج من حالة اللا مبالاة والرضى بالحد الأدنى من الوعي المروري ، ونشارك في صنع استراتيجية شعبية للمرور في وطننا ، بعدما باءت كل المحاولات بالفشل .. ، ففجعت الأمهات بفلذات أكبادهن حين كانت قبلة الصباح هي الوداع ، وقتلت الخيبة الآباء حينما لم يعود أبناءهم لموعد العشاء ، واسودت الدنيا ببياضها وألوانها في أعين الأطفال والأولاد الذين ذبح الجنون حلمهم ، وأبكى الجدران عويلهم ونياحهم على أب فقدوه ، كان لهم الحلم والرفيق ومصباح الطريق ، أو على أم تلاشت فجأة صورتها من أمامهم ، فلا صدر حنون يبكون عليه ، ولا مقعد دافىء يتراكضون إليه ، فانطفأت شمعة كانت تضيء لهم طفولتهم ، وتمزقت شفاههم حينما انفجر رأس طالما أشبعوه تقبيلا .

أو أبوين قتلهما الكمد ، بعدما طال عليهما الأمد ، يرجون ثمرة غراسهم ، بعدما استخلصوه قطعة من قلوبهم ، وريحا من روحيهما ، ودما متدفقا في شرايينهما ، وسوادا في أحداقهما ، طفلا رأوه فرحة ، وشابا جعلوه ذخرا حين تعاقب السنين شبابهما بالمشيب ، وتحدودب الظهور ، ويرهف الشعور ، وتبحث الأذن عن كلمة أبي أو أمي حين يعز المعيل والنصير .. ثم فجأة تهوي " الدار " بهما ، فلا طفلا ولا أبنا ولا نصير ، فقد ذهب ضحية حادث سير ، قتيلا ، بريئا ، فجيعا ، مفجعا ، تستصرخ دماءه الله كي يرحمهما ، فما شهدا الوقيعة ، بل دمرتهما الفجيعة ، فكان أشلاءً مبعثرة ، قبل ان تتبعثر حياة الوالدين أشلاء ً كأوراق شجرة عجوز صفراء بعثرتها الريح السموم .

لم يعد يخفى على أحد إن هناك وحش خبيث يختبئ لأفراحنا ولطفولتنا ولذخر بلدنا ، بين اللحظات ، والدقائق والساعات ، وكل يوم يكبر هذا الوحش أكبر من سلاح القضاء عليه ، حتى ليخيل للمرء فينا أحيانا أن لون الإسفلت الأسود سيتحول جراء هذا الوحش الأعمى الى اللون الأحمر القاني .. إنه حوادث السير .

يا أهل العقل اعقلوا .. إن كانت الحمامة تهدل حزنا على "عكليها " ، والثعالب تضبح على هجارسها ، فكيف بالإنسان الذي خلقه الله وكرّمه ، وحرم دمه ، ومنع إيذاءه ، أن لا يخشى على صغاره ، ويدرء الخطر عن أهله وجيرانه ، كيف يلقي بنفسه الى الهلاك المهلك له ولغيره ، عبر مركبة صنعت لتحمله ، لا ليحملها على قدمه وكفه المضمخة بالدماء الزكية .

أعزاءنا .. أهلنا .. أخوتنا .. أخواتنا : انتم تملكون مصير الدماء .. وأطفالكم لا يملكون سوى البكاء ، فلنتقي الله بتلك الدماء !!

شاركوا مع " عمون " في حملة ( عصف فكري ) لكبح جماح وحش الشوارع ، والحد من حوادث السير نتيجة القيادة الخاطئة للمركبات .. تفاعلوا .. أكتبوا عن أفكاركم .. نصائحكم .. مبادراتكم .. أحلامكم .. ذكرياتكم ،، فلتستفيق فينا المسؤولية ، ولنقضي على الأنانية والطيش والإهمال ،، حقناّ للدماء البريئة .. بعدما استنفدنا شعبيا ورسميا كافة الجهود لوقف الكارثة .. وأضاعت القوانين والمخالفات والمناشدات مفاتيح الخلاص ..
شارك أخي المواطن في رأي أو فكرة راشدة ، فلعل رأيك أو فكرتك تضرب فجأة لتكسر الصخرة عن حلّ

ولنتذكر حديث جلالة الملك في هذا الهم الوطني ، حين قال : { إن الحد من الحوادث المرورية ونتائجها المأساوية ينطلق من خطط وإســـتراتيجيات عـلـمـيـة مدروسة تتعامل معها الجهات المعنية بالنقل والمرور والسلامة على الطرق بــحــزم و جــديــة }

وتاليا بعض المعلومات الإحصائية الرسمية التي لخصناها ، لنضع أمامكم إضاءات معلوماتية عن حوادث السير في آخر إحصائية شاملة ورسمية حتى بداية هذا العام :
ـ أفضت حوادث السير خلال عطلة عيد الاضحى التي انتهت أمس السبت الى وفاة 23 مواطنا وإصابة 168 وهي حصيلة 800 حادث سير .
ـ بلغ عدد الوفيات منذ بداية العام و حتى نهاية عطلة العيد حوالي 585 حالة وفاة نتيجة لحوادث السير .
ـ عدد الوفيات المسجلة في العام الماضي 2007 بلغت 992 حالة وفاة نتيجة حوادث السير وعدد الجرحى 17969 جريحا
ـ بلغ عدد حوادث السير حتى نهاية العام 2007 ، 110630 حادثا ، بمعدل 303 حوادث يوميا
ـ بلغت الخسائر المادية حسب دراسة تكلفة الحوادث المرورية للعام المنصرم أيضا ما مجموعه 281 مليون دينار .
ـ يبلغ عدد المركبات المسجلة في المملكة حتى بداية هذا العام 841933 مركبة
ـ بلغ عدد الحاصلين على رخص السوق مليون ومئة واثنان وخمسون الفا ومئتان وثمان وثلاثون سائقا
ـ أعلى معدل لأعمار السائقين المشتركين في حوادث السير هو ما فوق 60 عاما بمعدل 12% ، ثم يليه الأعمار مابين 24 عاما و26 عاما بمعدل 11,09 % ، ثم تتناقص ابتداءا من الأعمار 27 وحتى 29 عاما ، ثم من الأعمار 30 وحتى 32 عاما ، ثم تأتي الأعمار ما بين 21 وحتى 23 عاما .
ـ أكبر فئة سائقين تسببوا بحوادث سير نسبة الى فئتهم العمرية من المرخصين هي مابين 18 الى 20 عاما.
ـ نوع الحوادث نسبة الى عدد الوفيات والجرحى : الاصطدام 94,5 % ثم المشاة 3,7 % وأخيرا التدهور بنسبة 1,7 % .

ـ أخطاء السائقين : سجلت الإحصائيات أسباب وقوع الحوادث تبعا للأخطاء التي يرتكبها السائق على النحو التالي .. :
1 ـ عدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة أثناء القيادة ، وتسببت بـ 234 حالة وفاة
2ـ اتخاذ المسرب الخاطىء وتسبب في وفاة 261 مواطن
3ـ تجاوز السرعة المقررة وتسبب بـ 159 حالة وفاة
4ـ عدم إعطاء أولوية المرور للمركبات 137 حالة وفاة
5 ـ التتابع القريب و تسبب بـ 9 وفيات

حصة المحافظات من حوادث السير :
العاصمة عمان سجلت أعلى نسبة حوادث سير خلال العام الماضي بنسبة بلغت 66,75 % وبحصيلة حوادث بلغت 73844 حادثا .
تليها محافظة أربد بنسبة 6,69 % وسجلت 7402 حادث ثم الزرقاء بنسبة 5,56 % وسجلت 6151 حادثا .. وكان لواء البتراء الأقل تسجيلا بنسبة 0,22% وبحصيلة بلغت 238 حادثا .

ـ وقت الحوادث الكبرى : سجلت أعلى نسبة حوادث سير فيما بين الساعة الثانية الى الثالثة ظهرا
ـ أكثر الأيام حبلا بالحوادث : سجلت أيام الخميس أعلى معدل وقوع للحوادث بنسبة بلغت 16,5% تليها أيام الآحاد " الأحد " بنسبة بلغت 15,6 % وجاءت أيام عطلة الجمعة كأقل الأيام تسجيلا للحوادث بنسبة بلغت 9,6% .
ـ أعلى الأشهر تسجيلا للحوادث : سجل شهر آب أعلى نسبة حوادث سير بلغت 9,58 % ، وأدناها شهر شباط بنسبة 6,01%

ـ أنواع المركبات المشتركة بالحوادث :

سجلت حافلات النقل أعلى نسبة حوادث بمعدل بلغ 51,54 % من حوادث السير
ثم مركبات الركوب المتوسط بنسبة بلغت 49,53 % .. وقسمت على :
نقل مشترك 28,66% ... ثم سيارات الركوب الصغيرة بنسبة 25,72 % ، وهذه الفئة هي الأكبر تسببا بالوفيات

ـ الحالة الجوية للطقس حين وقوع الحوادث : سجلت أعلى معدل في الطقس الصافي وبحصيلة بلغت 103073 حادث ، ثم في الطقس الماطر 5916 حادث ، وفي أيام تساقط الثلوج تدنت النسبة بحصيلة بلغت 296 حادث مسجل .
ـ حالة سطح الطريق : في الطرق الجافة كانت الحصيلة هي الأعلى 99167 حادث ، ثم الطرق المبتلة 10027 حادثا ، ويبرز هنا تسجيل 608 حوادث على الطرق الترابية ، ثم الطرق المغطاة بالثلوج 416 حادث .
ـ حالة الإضاءة : سجلت ساعات النهار أعلى معدلات حوادث بنسبة بلغت 78,94 % وبحوادث بلغت 87333 ، .. وأقلها عند ساعات الغروب ، ثم ترتفع المعدلات في ساعات الليل قليلا عن معدلات الغروب .
ـ عيوب الطريق : سجلت الحفر والمطبات أعلى نسبة عيوب طريق تبعا لوقوعات الحوادث على الطرق .
ـ بلغ عدد المخالفات المسجلة للعام الماضي أيضا 1,362,518 مخالفة حصة كل من : سيارات الركوب الصغيرة 747670 مخالفة ، ثم ركوب متوسط 233217 مخالفة وأخيرا الباصات الصغيرة 148790 مخالفة .
.. أعزاءنا : بعد أن وضعنا بين أيدكم ملخص عام عن حوادث الطرق للعام الماضي ، نتمنى من الجميع الإدلاء بأفكارهم ، علّ من بينها نجد ضالتنا المنشودة ، وأن نضع أمام المسؤولين مشاريع أفكار وتنويهات تصب في المصلحة العامة ، نحو الحد قدر الإمكان من حوادث الطرق أو تخفيفها للحد الأدنى .