عمون - من نوف منير الور- تختتم العقبة عامها بمشهد استثنائي يعكس تحوّل المدينة إلى وجهة سياحية متعددة الأبعاد، عبر حدثين بارزين يجسدان تلاقي التاريخ مع التنمية الحديثة، وهما افتتاح الكنيسة البيزنطية الأثرية، وانطلاق مؤتمر ومعرض "جايفكس العقبة 2025" المتخصص في الخدمات اللوجستية والشحن، يتزامن ذلك بينما تستعد سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة لدخول يوبيلها الفضي مطلع العام المقبل، مؤكدة قدرتها على البناء من إرثها التاريخي جسراً للانطلاق بثقة نحو مستقبل اقتصادي وسياحي متجدد.

يمثل افتتاح الكنيسة البيزنطية خطوة مهمة في مسار الحفاظ على التراث الديني والإرث الثقافي للمدينة، فالكنيسة تُعد من أبرز المعالم البيزنطية المكتشفة في جنوب الأردن، وتشكل نقطة تواصل بين العمق التاريخي والوئامي للعقبة وحاضرها المزدهر. كما يبرز هذا الافتتاح جهود "العقبة الخاصة" في إحياء المواقع الأثرية وتطويرها لتكون جزءًا من المنتج السياحي الحديث للمدينة، بما يعزز حضور العقبة على خارطة السياحة الدينية والثقافية على حد سواء.

وفي موازاة ذلك، يأتي مؤتمر "جايفكس العقبة 2025" ليعكس الدور الاقتصادي المتنامي للمدينة كمركز لوجستي إقليمي، فالمؤتمر يجمع شركات محلية ودولية متخصصة في النقل وإدارة الموانئ، ويشكّل منصة لتعزيز الشراكات والاستثمار في قطاع يعدّ من أهم محركات اقتصاد العقبة، كما ينسجم انعقاد المؤتمر مع رؤية سلطة العقبة في ترسيخ موقع المدينة كبوابة تجارية ولوجستية رئيسية على البحر الأحمر، تدعم التجارة الإقليمية وتفتح آفاقًا جديدة للنمو.

إن اجتماع الحدثين في نهاية العام يقدّم صورة واضحة عن الدور الذي تلعبه العقبة في الجمع بين تاريخها العريق وطموحاتها المستقبلية، ويُظهر قدرتها على تطوير منتجات سياحية واقتصادية مبتكرة. لتؤكد "العقبة الخاصة" مع دخولها يوبيلها الفضي أنها تستعيد تاريخ المدينة لتخطّ ملامح مستقبل أكثر قوة واستدامة وازدهار.