عمون – لقمان إسكندر – جاء التصريح الذي أدلى به الناطق باسم الحكومة الاردنية الدكتور محمد المومني اليوم خلال المؤتمر الصحافي في توقيته تماما، خاصة وأن المجتمع الدولي يعمل اليوم على "تشطيب" آخر التفاصيل المتعلقة بسيطرة النظام السوري على جنوب سوريا.

بعيدا عن الاحتفالية التي يقوم بها الموالون للنظام السوري، وما يقوله هؤلاء من ان النظام نجح في السيطرة على العديد من الاراضي، الا ان المراقبين ومنذ اسابيع كانوا يتابعون بعناية تفاصيل الشرط الذي وضعته الولايات المتحدة الامريكية لجيش العشائر اذا ما اراد استكمال القتال في الجنوب.

كان الشرط واضحا. يمنع على جيش العشائر قتال جيش النظام السوري، وأن عليهم في حال أرادوا رفع السلاح الاكتفاء بقتال تنظيم داعش فقط.
حتى عندما قيل لواشنطن ان بإمكان جيش العشائر قتال داعش والنظام معا رفضت واشنطن ذلك. كان واضحا ان الامر متعلق باتفاق تخفيض العنف الذي ابرمته واشنطن مع موسكو.

الدكتور محمد المومني ابلغ السوريين اليوم في المؤتمر الصحافي الذي عقده ان المملكة لن توافق على اقتراب اي من المليشيات الطائفية التي تقاتل الى جانب النظام في الجنوب السوري.

يدرك الخبراء العسكريون أن النظام لا يملك القوة ليقاتل بها وحده، وأن المليشيا الطائفية التي اعتمد عليها هي اساس قوته وصموده اضافة الى ما توفره موسكو وطهران من خدمات "ليست مجانية" بالتأكيد.

وربما في هذا السياق يأتي تصريح المومني، فهل هذا ما كان يقصده وهو يقول لدمشق ابعدي المليشيا الطائفية عن حدودنا؟

يحذر خبراء عسكريون التقت بهم "عمون" ومن بينهم العقيد أحمد شروف، والعقيد خالد الحبوس قائد المجلس العسكري في دمشق من اعتبار الجيش السوري اليوم هو نفسه الجيش الذي كان قبل سبع سنوات.

الخبيران العسكريان أجمعا معا على أن الجيش السوري الذي كان قبل الازمة السورية ليس هو نفسه الجيش السوري بعد سبع سنوات من الثورة، وأن الجيش السوري الذي كان تعداده نحو النصف مليون شخص لا يزيد اليوم على الخمسين الفا فقط، مشيرين الى ان الجيش اليوم عبارة عن مرتزقة مقاتلين جبلوا من العراق والباكستان وافغانستان وعدد من الدول.

العقيد شروف يشرح ذلك بالقول: هناك عناصر محلية جندت وأخرى وافدة، مشيرا الى ان السوريين الذين يقاتلون مع النظام لا يزيدون اليوم على الربع فقط.

وقال، انه عمل في الجيش نحو 35 سنة وكان يوجد آنذاك نحو النصف مليون سوري، اما اليوم فلا يزيد تعداد الجيش عن الخمسين الفا موزعين ومنهم من اجبر على القتال.

وتطرق شروف الى ما يراه المجتمع الدولي وقال: المجتمع الدولي يدرك هذا الامر لكنه بحاجة الى طرف سوري ضعيف يفاوضه لهذا يعمد اليوم الى شرعنة النظام السوري وجيشه من أجل تسوية يعد لها حاليا.

ونوه الى ان ما يريده المجتمع الدولي اليوم هو الإعداد لما بعد التهدئة بعقد مؤتمر دولي يكون النظام أحد أطرافه واصفا رئيس النظام السوري اليوم بالمختار الذي يجلب للتوقع فقط او انه التيس المحلل في المؤتمر الذي يراد له الانعقاد لاحقا.