فيما يراق الدم ، ويتم نحر الاطفال ، في غزة ، استذكرت وتذكرت المطبعين في الاردن ، وكدت اسأل لجنة مقاومة التطبيع في الاردن ، عن دورها ، هذه الايام ، ولماذا لا تعلن قائمة سوداء جريئة ، بأسماء المطبعين ، على مستوى الافراد والشركات ، في الاردن ، موردين ، ومستوردين..
من تجار المانجا الذين بلا احساس ، وبلا كرامة ايضا ، مرورا بتجار كل انواع الخضار والفواكه المستوردة من اسرائيل ، وبكل انواع السلع التي يتم بيعها ، ايضا ، الى اسرائيل ، وتم بيعها خلال السنوات الماضية ، او استيرادها ، ملف كبير ، يتوجب فتحه هذه الايام ، فهذا اوان فتحه ، وعلى كل من يمتلك معلومات ، حول شخص مطبع ، او شركة مطبعة ، ان يقوم باشهار هذه المعلومات ، دون خوف ، وان يذهب الى مجمع النقابات ، والى لجنة مقاومة التطبيع ، وان يقدم المعلومات التي بحوزته لهذه اللجنة ، التي ننتظر منها تحركا هذه الايام ، لكشف اولئك الذين يشاركون في دعم جيش الاحتلال الاسرائيلي ، بشراء السلع ، من اسرائيل ، ويشاركون في شرب دماء اهل غزة ، ويلوثون طهر هذا البلد ، العربي الشريف ، قدرا ومكانة وتاريخا ، والذين يسممون اجساد اولادنا ، بادخال المنتجات او السلع الى هذا البلد ، او حتى تصديرها ، لاصحاب الجدائل ، ممن ينتظرون افناء الشعب الفلسطيني ، بكامله ، بل وتمويل الافناء على حساب العرب والمسلمين ، بوسائل عدة.
ما هو شعور الذين اعتاشوا ويعتاشون من التجارة مع اسرائيل ، وهل هؤلاء ينامون بشرف ، ويقبلون اطفالهم قبل النوم ، ويتذكرون مشاهد القتلى والجرحى ، الشهداء والمرضى ، هل يتذكرون وجه "جميلة" التي قطعت اسرائيل ساقيها ، وكان حلمها ان تكون مراسلة اعلامية تلفزيوينة ، هل يتذكرون "لؤي" الذي فقد بصره ، هل يتذكرون وجوه الشهداء من الاطفال الذي رحلوا عن ابتسامات غريبة ، رغم غسل وجوههم بالدم ، هل المطبعون ، اناس عاديون ، ام اناس بلا كرامة ، اصلا ، وبلا شرف ، وما حكمهم الشرعي والقانوني ، هذه الايام ، هل تنطبق عليهم احكام الخيانة ، ام احكام الردة ، ام التجسس ، ام مؤازرة العدو ، ام يتوجب شرب دمهم ، مثلما شربوا دمنا ، ودم اهل غزة ، دون ان يرف لهم جفن.
هذه مناسبة. واكثر من مناسبة. لان يغسل كثيرون ايديهم ، من هذا "الوسخ" وان يقطعوا علاقاتهم الفردية والتجارية ، مع اسرائيل ، وان يتوقف الانسان للحظات ، ويتذكر اولاده واولاد الناس ، وان يتذكر ربه ، وانه ميت في نهاية المطاف ، وانه لن يأخذ معه شيئا ، سوى اللعنات ، ولن يأخذ معه سوى كشوفه المالية ، التي سيكتشف انها مولت رصاصا اسرائيليا ، لقتل الناس ، ولهدم المساجد ، وحرق المصاحف ، وهدم البيوت ، وجرح الابرياء ، وتشويه الاطفال ، وحرمانهم من اهلهم ، هذه مناسبة ، لان يتطوع كثيرون من هؤلاء ، لاغلاق بوابات الاختراق ، فيتراجع هؤلاء عن تصديرهم لاي سلع ، او استيرادهم لاي سلع ، خصوصا ، ان هناك من رد علي في وقت سابق ، من المطبعين بالقول.. لماذا تلومون المستوردين فقط ، ولماذا لا تتنبهوا الى من يصدرون السلع ، والشاحنات التي يرسلها تجار الى اسرائيل ، وفي كل الاحوال ، تبقى مذابح غزة ، سببا ، لصحوة ضمير البعض ، وان يتوقف البعض عند المشهد ، وان يتطهر البعض من المال الذي جمعه جراء علاقة تجارية مع اسرائيل ، بالتبرع لغزة بالادوية ، بكامل المبالغ التي جناها من هكذا تجارة مسمومة ، وبغير ذلك ، سيحصد مافعله امام الله ، وفي اولاده ، ان لم يكن عاجلا ، فعاجلا.
حتى قبل غزة ، لم يكن هناك اي تبرير لهذا التطبيع ، والامر يمتد الى اولئك الذين يطبعون سياسيا ، مع اسرائيل ، ويمتلكون علاقات سياسية ، فيستقبلون السفير الاسرائيلي في مكاتبهم ، او يلتقون مسؤولين اسرائيليين ، في سفراتهم ، تحت جنح الظلام ، الى اسرائيل ، وهم مواطنون عاديون ، لم يطلب احد منهم القيام بهذه الجهود التطوعية ، ولم يكلفهم احد ، بهذه المهمات القذرة ، التي يتم تنفيذها ، دون ضمير ، ودون ان يتذكر البعض ملايين المشردين والشهداء والجرحى والسجناء ، حتى كأن البعض بحاجة الى مذبحة ، كل يومين ، حتى يصحو ضميره.
مطبعون ام شركاء في دم اهل غزة.. سؤال اتركه بين ايديكم ، لعل هناك من يجيب.
m.tair@addustour.com.jo