الهاشميون .. مدرسة الانتماء القومي .. ل سامح القرالة
22-01-2009 12:24 PM
من منح الله للاردن والاردنيين ، ان وهبنا الله مدرسة الهاشميين في القيادة ، هذه المدرسة الرائدة التي تخرج منها قادة عظام ، كان لهم دور اكبر من مساحة الاردن ، رواد في الانتماء القومي ، وفي الاخلاص للشعب والامة ، والتفاني قي سبيل قضايا العرب ، قادة تميزوا بالحكمة والعقلانية وبعد النظر ، وبالشجاعة والتضحية والفداء ، انها مدرسة القيادة والاستشهاد .
الهاشميون على الدوام كانوا قوميين حتى العظم ، وطنيين حتى النخاع ، لكنهم في مواقف مفصلية في حياة الامة ، انقلبت هذه المعادلة ، فكانوا قوميين حتى النخاع ، تضحية بكل ما هو قطري في سبيل الهدف القومي الاعظم ، لا غرابة في ذلك ، فالبداية كانت ثورة قومية لنهضة الامة العربية ، حررتها من التخلف والجهل والاستبداد ، تلك كانت الثورة العربية الهاشمية الكبرى ، التي انهت الاحتلال العثماني لاوطان العروبة ، فكان الاستشهاد شعارهم ، كأقصر طريق للعزة والكرامة ، فما اشبه اليوم بالبارحة ، فكم نحن اليوم بحاجة الى استنهاض الامة ، وكم نحن بحاجة لقول الثائر العربي القومي ، الشريف الحسين بن علي ، حين اطلق صيحته الخالدة " لقد طاب الموت يا عرب " ، فها هي اصداؤها تتردد اليوم في ذهن ، وعلى لسان كل عربي ، والأعداء يعيثون في ارض الامة فسادا .
نستذكر اليوم مآثر الهاشميين ، ونحن ننعم في حمى القائد ابا الحسين ، بكل ما يحسد عليه الانسان ، من نعمة الاستقرار ، والتقدم في كل المجالات ، نعمة القيادة الفذة ، لقبطان فذ ، يقود الاردن في بحر متلاطم الامواج ، تحف به الاخطار من كل جانب ، والركب يسير ، ينام الاردنيون ليلهم الطويل بأمن وأمان ، وقائد يسهر الليل ، يجوب الدنيا ، يحمل هم اصغر مواطن اردني ، ملك اصبحت اسرته خمسة ملايين مواطن .
كم كان الاردن رائعا في مواقف الاخوة العربية ، في محنة غزة الاخيرة ، كما كان في كل المحن ، القائد قدوة الشعب في عون الاشقاء ، فما قدمه الاردن كان عونا حقيقيا ، ساهم في نجدة اخوتنا في العروبة ، وساهم في دعم صمودهم ، فمن الدم الغالي الذي تبرع به القائد ، الى العون المادي ، الى الجهد الدبلوماسي ، بعيدا عن الصراخ الاجوف الذي لم يسمعه احد من ابناء غزة ، والذي لا يغني ولا يسمن من جوع ، وبعيدا عن المزايدات والتنظير ، فكان للاردن جهدا حقيقيا ملموس التاثير .
رغم ايمان جلالة الملك على الدوام ، بالفعل العاقل المؤثر ، فقد اوعز بفسح المجال لكل مظاهر التعبير الشعبي ، المعقول منها وغير المعقول ، ان تظهر للعالم مدى سخط الاردنيين على العدوان ، فكانت الحرية بابهى صورها ، رغم اساءات الحاقدين وسمومهم .
فتحية من القلب ، من قلب كل اردني ، الى القائد الشاب ، الذي يحمل هموم الامة ، حملا تنوء به الجبال ، الى القائد الشاب ، الذي يحمل حكمة الشيوخ ، كل التقدير والعرفان للمواقف القومية ، التي سيسجلها التاريخ ، في قائمة انجازات مدرسة القيادة الهاشمية ، فحمى الله الاردن ، ورعى الله ابا الحسين .
s_garaleh@yahoo.co