facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الياور .. !


عدنان الروسان
02-10-2017 02:44 AM

الياور في اللغة التركية تعني المرافق الشخصي ، أما في قاموس اللغة العربية ليس لها أصل الى أن أصل لها و ثبتها مجمع الياورات عندنا ، فصار الياور هو ممسحة الزفر عند كل مسئول أو وزير او رئيس سابق او لاحق ، و الياور هو الذي يجلس في مجلس المسئول الحالي أو السابق فيضحك على أسمج " نكتة" يقولها المعلم ، هكذا ينادي الياور سيده ، المعلم ، و يصفر عند كل معلومة يقولها المعلم و لو قال أن الأرض كروية " فسيمعط " الياور صفرة و يقول و هو يهز رأسه ، يا أخي المعلم موسوعة ما حدا بقدرلوا بالعلم و الثقافة ، و الياور يمتهن كل شيء فهو يهز رأسه مثل " كلب التابلو " طوال الجلسة لكل ما يقوله المعلم ، و يقرأ الصحف كل يوم حتى يتأكد من أن أحدا لم يذكر المعلم بسوء ، و إذا وجد شيئا نصح المعلم بالتعامل معه أو اتصل هو شخصيا بالكاتب او الجريدة و عاتبهم على مافعلوه.
المسئولون ، و الديناصورات و مراكز القوى " بالمناسبة الدول المتقدمة لديها مراكز أبحاث علمية و استراتيجية و نحن لدينا مراكز قوى " ، شغلها الشاغل تحصين الفاسدين أي مجمع المعلمين من النقد و المحاسبة ، و تأصيل وصلات النفاق و الرياء و الكذب ونشر ثقافة الدحية و السحجة للمعلمين ، كما أنه في بعض الأحيان يكون من وظائف الياور الكثيرة أن يهمس في أذن أحد الشيوخ الذين حصلوا على شهادة شيخ بالواسطة أو بالدفع ليعزم المعلم على وليمة كبرى يدعى اليها الوجهاء و الكبراء من علية القوم و يأتي المعلم و يقفز الياور بالمظلة ركضا ليفتح باب المرسيدس او الرانج روفر للمعلم الذي ينزل متهاديا يسبح بمسبحة او ملوحة بينما الكثير من اللحى و الشوارب تتراقص انتظارا للسلام على المعلم الذي تواضع و لبى دعوة المعزب.
ليس هذا فحسب ..
الطامة الكبرى أن كثيرا من الكتاب و الصحافيين و المفكرين و المحللين الإستراتيجيين ، و ما أكثرهم هذه الأيام هم من الياورات ، فهو يتربع في مجلس أحد المعلمين ، و ينظر في الحضور في امور السياسة و في الشأن المحلي و الإقليمي و الدولي ، و يطلعك على كل اللقاءات السرية التي تمت بين بوتين و أردوغان و بين ترامب و لافروف و بين كل زعماء العالم و حينما تسأله " يازلمة أكيد " يبتسم ابتسامة المنتصر وينظر اليك شذرا لأنك تشكك بكلامه و يتمتم بأشياء لا تفهم من بينها يا زلمة هذا من عند المعلم بس بيني و بينك ما يطلع لبرا.
لا نعمم ، و لكن يا حرام على شريحة كبيرة من المثقفين " او الذين ينتمون الى هذه الطبقة رغم أنف كل فلاسفة العصر " المثقفون الذين يكبرون بكونهم ياورات ، يكبرون بكونهم صغارا عند كبير ، و عبيدا عند سيد و السيد ليس أكثر من ديناصور محنط من زمن سيدنا سليمان ما يزال يبتسم و ريشه ينتفخ عند كل مساء حينما يجتمع حوله ياورات الزمن الرديء و يشبعون غروره بالمديح و قراءة المقالات التي كتبوها عنه و هو مبسوط ، منشرح الصدر لا تكاد الدنيا تسعه ، الياور يحلل و يحرم و يفتي و يلوي عنق أكبر حقيقة و يقرأ التاريخ كيفما شاء شريطة أن يكون على هوى المعلم و يرضيه.
لقد أكتشف الياور أن النفاق و التزلف هو الطريق الى النجاح ، انظر الى الياورات ، يركبون سيارات جديدة ، و يتقاضون رواتب و شرهات و شيكات من هناك و هنا ، و يسافرون و يقضون أوقاتا في المطاعم الفاخرة و الفنادق الفارهة أكثر مما يقضونها في بيوتهم ، و يتصدرون الشاشات التلفزيونية و الصفحات ، و يلبسون من بيير كاردان بينما الشعب الأردني يلبس " هذه ان لبس فقد شلحته الحكومة كل شيء حات بات عاريا " من بيير سقف السيل أو ايف سان السكة في الزرقاء ، اكتشف الياور أن الدنيا ليس فيها مكان للمتصوفين او القانعين او المخلصين و أكتشفوا أن كل معلم بحاجة الى ياور أو مجموعة ياورات و ليس عليه ألا أن يسلك تلك الطريق ليختصر المسافة للوصول الى القاع ، و كثيرون يحبون القاع بمقدار ما يحب الرجال القمم ، لقد رأيت و سمعت معلما يقول لياور و هو كاتب يشار اليه بالبنان في عالم الياورات " ولك ، انظر ولك أداة نداء ، ولك والله انت عايش أحسن منا قد ما بتقبض شو بدك أحسن من هيك " و ضحك الياور و ضحك الموجودون و ابتسمت و أنا أتمزق بداخلي و أنا أرى الكاتب الكبير يضحك و يسر بحديث المعلم.
لقد اكتشف الياور أقصر الطرق الى الثراء ، و هي أن يكون ياورا ، ببساطة أن يكون نذلا ..





  • 1 حسان 02-10-2017 | 11:52 AM

    صدقت اخي في كل كلمة نطقتها والله .بوقت ليس بعيدا احد الياورات من الصحفيين كان يسبح بحمد رئيس حكومه حضر مناسبة طلب عروس وقبل اسبوعين يذهب الى كردستان ويقول ان فلسطين كانت محتله من قبل الاردن كما كردستان محتله من قبل العراق وهو يصول ويجول وعند مصلحته يشجع السلطه الفلسطينيه وان نقصت مصلحته يشجع الاردن وهكذا انه ياور بأمتياز شكرا عدنان .وشكرا لعمون ان لم يصادروا رأيي ولم ينشروا هذا التعليق


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :