facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أي لغة يحبها الوطن؟


فيصل تايه
24-10-2017 01:00 AM

لقد مل الوطن تصريحات بعض الوزراء وقول بعض المسؤولين وتعقيبات بعض مدراء الدوائر والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية ، في معالجة الكثير من القضايا الوطنية والخدمية وذلك من خلال تلك اللغة الروتينية المعتادة ، وكأننا لن نعيش إلا إذا تنفسنا وتذوقنا وعشنا ما يقولون ، وبغير ذلك لن نغير من واقعنا شيئاً ، ويبدوا أننا لإدماننا لغة التصريح والقول صرنا نتخاطب بها حتى مع ذواتنا والوطن ، غير أن الوطن حقاً لم يعد يستطيب تلك اللغة كما لا زلنا نفعل حتى اللحظة ، الوطن يحب لغة العمل وليس معادلات المصالح التي تعتمدها لغة مملة كقواعد لانطلاقها والاحتراف بها.

الوطن يريد أن يتحدث بلغة جديدة ، لا تبرر ولا تؤصل ايه مشاريع معتادة كما قد تفعل لغات كثيرة ، إنه يريد أن يتحدث بلغة السماء عندما تنتشي بزرقتها الفضية إذا ما أمطرت ، ويريد أن يبتسم كوجه الشمس لأولئك القابعين خلف الكراسي أو في الأرصفة على حد سواء ، ويريد أن يضحك كرائحة الزرع في يد الحصاد على ذرى اردننا الخصيب ، ويريد أن يثرثر كأم مع طفلها لتشعره بالحميمية ، يريد أن يتحدث إلينا بلغة الألوان ، التي تحسن رسم كل تلك الملامح إذا اقتضت الحاجة ، ولذا كل من سيتحدث للآخرين بهذه اللغة سيحبه الوطن ، ويصطفيه ليكون من المقربين الى سجل مجده وعليائه .

كما يحب الوطن التأمل في لغات تلك الملامح من السواعد الوطنية ، التي استطاعت بناء التاريخ ، فلم تنتظر معجزة من السماء لترزقها الامان والاطمئنان ، يحب ان تتحدث بلغته صادقة دون رياء ، بدون غضب كما يفعل الساسة ، وبدون مزايدة كما يفعل المزايدون ، دون انقاص لحق أحد لأن الوطن يؤمن بأنه مساحة كبيرة تتسع لكل تلك الملامح بتبايناتها.

واللغة الأخرى التي يعشقها الوطن ، هي لغة العمل من اجله ، فصرنا لا نتقن إلا فن النقد الجائر للدولة ولعامل النظافة وللمعلم وللبائع على حد سواء ، ونهمل ذواتنا التي استطابت الركون واعتادت رمي المخلفات كجزء من ثقافة وطنية خاطئة ، كان الوطن يبتسم كلما مر شاب بلافتة تبحث عنه في أحد المسيرات، كما كان يبتسم أكثر كلما مر شاب وبيده مكنسة لينظف الحي ويعاون عمال النظافة، أو يأخذ زرعة فيغرسها في صدر الشارع لترسم ابتسامة حقيقية للوطن ، أو يبسم لطفل ألقى كيس حلواه ثم يرفعها أمامه ليتعلم أين مكان المخلفات بالضبط ، تلك الأكف الفتية استطاعت أن تتحدث اللغات التي يحبها-حقاً- الوطن.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :