الحسين بعد عشر سنوات .. الكابتن نوال القبابعة
06-02-2009 10:24 PM
تعود بي الذاكرة الى ذاك اليوم الماطر المؤلم 7 شباط 1999 وكان على ما اذكر يوم الاحد , كنت في بداية ايام تعييني في شركة الاجنحة الملكية كطيار على طائرة الاستمطار حيث انشئ مشروع الاستمطار بالتعاون مع دائرة الارصاد الجوية و بارادة ملكية من جلالة الراحل العظيم الملك الحسين و كان الغرض من هذا المشروع رصد المناطق القابلة للاستمطار و الطيران خلال الغيوم ونشر المواد الكيميائية لاستمطار الغيوم و ما احوجنا لمثل هذا المشروع في هذه الايام و نحن نعاني من شح المياه و اعلان هذا العام هو عام جفاف . فقد كان لبعد نظر الحسين بن طلال و امره بانشاء مشروع الاستمطار اثر كبير في استمطار الغيوم في تلك الفترة و لكن هذا المشروع اجهض و الغي دون اسباب مقنعة.
في يوم االاحد 7 شباط 1999 كنت انا و زميلي من طياري الاجنحة الملكية نحلق بطائرة الاستمطار فوق اراضي الوطن الحبيب رغم ما كان يعتصرنا من الم و حزن على صحة مليكنا الغالي الحبيب وكنا مدركين ان ايامه باتت قليلة و لكن كنا نكذب هواجس النفس و نطمع في كرم القدر , في هذا اليوم ونحن على متن طائرة الاستمطار والتي هي من مكارم الحسين بن طلال فاجئنا برج المراقبة بتعليماته لنا بانهاء الرحلة و العودة الى مطار عمان المدني و كان ذلك على ما اذكر في حوالي الساعة الحادية عشر فارتعشت قلوبنا و ادركنا ان ما كنا نخشاه قد حصل و لكن استجمعت قواي لسؤال برج المراقبة عن سبب التعليمات لنا بالعودة و الهبوط فجاء كلام المراقب الجوي المحترم متلعثم و نبرة الحزن واضحة في صوته ان من كنا نحبه قد رحل . وخيم الصمت كثيرا و عدنا الى المطار وكانت الامطار في هذا اليوم غزيرة و كانها تغسل دموع الاردنيين او لكانها دموع السماء على هذا الراحل العظيم .
وغادر الجميع الى بيوتهم في حداد لمدة اسبوع , هذا اليوم لن يمحى من ذاكرة الاردنيين لان الحسين كان رفيق الدرب و الصحبة فقد احببناه طواعية و اخلصنا له وفاء و ثقة .
في هذا اليوم التفينا حول الملك الجديد وفاءا و حبا للحسين وكنا نرى فيه انه لن يخيب امل الاردنيين فه هبة الحسين و رغبته ومرت السنوات لندرك ان الحسين ما زال فكره خالد و ان رؤيته الثاقبة و انواره ما زالت تضئ سماءات هذا الوطن من خلال جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين .
ما زلنا يا ابا الحسين نتطلع للكثير و نحلم بالكبير .
رحم الله الحسين
وحفظ الله ابا الحسين