facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التغريبة الفلسطينية .. توثيق مبدع يشهد على هول الماساة


10-02-2009 10:14 PM

لم اشاهد فيما شاهدت منذ زمن بعيد .. دراما تلفزيونية جادة ومهيبة ومؤثرة ، مثلما هو مسلسل التغريبة الفلسطينية الذي مازال يعرض في بعض المحطات الفضائية .

قد نكون نحن من الجيل الذي لم يشاهد او يعاصر فترات اللجوء والنزوح عن ارض فلسطين ، لكننا ما زلنا نعاني جميعا فلسطينين وغير فلسطينيين اثار وتبعات هذا الحدث الرهيب ، الذي لم يحدث مثله في التاريخ بهذا الحجم وبهذه الطريقة المريبة التي تختزل في تفاصيلها الكثير من الالم والشقاء والمذلة والمهانة .

انني اتوجه لكل من لم يشاهد هذه الدراما العظيمة ، ان يعود الى مشاهدتها واخص بالذات الجيل الجديد من ابناء الشعب الفلسطيني المصابر ، وذلك حتى تستلهم هذه الاجيال عظمة التضحيات والمعاناة التي كابدها الاباء والاجداد في تلك المرحلة العصيبة من حياة فلسطين المغتصبة ، وحتى يتعرفوا على نوعية العدو الذي نجابهه .

لقد تشوه العقل الجمعي العربي والفلسطيني واخذ ينحى منحنى يبعدنا عن الماساة الرهيبة التي عاشها الشعب الفلسطيني في تلك المرحلة ، ويبدوا ان مثل هذ ا التشويه موجه ويراد له ان يذهب بعيدا عن الحقيقة المرة التي واجهها الشعب الفلسطيني .وذلك عن طريق تغييب العقل العربي عامة والفلسطيني خاصة بما جرى وما يجري ، والحث على استمراء الهزيمة والذل والاستكانة والرضوخ بكل مافي هذه الكلمة من معنى ، في سبيل انجاح المشروع الصهيوني ، الذي لم يالوا جهدا في سبيل تجهيلنا بحقيقته وبحقيقة اغتصابه لارض فلسطين وتهجيره الاليم والمذل والمرعب لشعب كامل دون اي رحمة .

وتاتي هذه الدراما الرائعة لكي تقدم لنا توثيقا مرئيا رائعا حول هول المأساة التي عاشها الشعب الفلسطين ، بكل تفاصيله وحثيثياته ، وليثبت للذين لم يدركوا ولا يريدون ان يدركوا ماهية هذا العدو الذي ابتلينا به .

لقد اجتمع في هذه الدراما جهد ثنائي رائع من الدكتور الاديب وليد سيف والمخرج المبدع حاتم علي ، ليترجموا لنا ابعاد المـأساة ، وعمق الجرح الفلسطيني الغائر في النفوس الى يومنا الحاضر

رغم تتابع الاجيال وتقادم الحدث ، الا ان الواجب على مثقفي الامة ومبدعيها ، باعتبارهم يمثلون الضمير العربي الحي ، ان يعملوا دون كلل لاسترجاع ذاكرتنا المنهوبة ، وتلقينها حجم المأساة وعظم الحدث ، الذي لايماثله حدث في التاريخ - ان يطرد شعب كامل من ارضة ليوضع مكان مجموعة من العصابات المشتته اعتمادا على اساطير وخزعبلات تترجم يوميا من خلال اعتداءاتهم وجرائمهم التي لاتهدأ-

لقد اصبح حري بنا نحن ابناء الامة ان نتدارك محاولات تغييبنا عن الحقيقة ، وان نعمل على مجابهة التطهير الفكري الذي يقوم به هذا العدو اللئيم ، للحيلولة دون تذكر الماضي اواستحضاره للحكم على حقيقتة وكشف اهدافه التي لن تقف عن حدود فلسطين ، بل ستتعداه الى غيره ، ان لم يكن جغرافيا فسيكون فكريا واقتصاديا ، وبكل ماهو متاح من مجالات الهيمنة والسيطرة والتدحين .

وهذا يتطلب منا الوعي والتوعية بحقيقة مايجري وما يقوم به هذا العدو من اساليب لا تخفى على صاحب ضمير حي وفكر نير . وعلينا ان نحصن انفسنا وعقولنا مما يراد لها من استلاب وتدجين كما يرتئيه اليهود واعوان اليهود .

وعلى الاجيال الحاضرة من اخواننا الفلسطينيين ، ان يتنبهوا الى حجم المؤامرة التي يهم بها عدونا وان لا ينخدعوا بتلاوين الساسة ومهاترات الواقعية ، واستصاغة هذا الواقع المهين والمذل الذي يراد لنا ان نستسيغه مع اخواننا الفلسطينيين ، لتخلوا الساحة لهذا العدو المتربص بنا جميعا لايمنعه من ذلك كونك عربي فلسطيني او غير فلسطيني .

الشكر كل الشكر لاصحاب هذه الدراما الرائعة التي استفزت في ذاكرتنا المهترئة ابعاد المؤامرة ، وحجم المأساة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني المكابر . ومرحى لكل مبدع يغار على ابناء جلدته ويوظف ابداعه وفكره وجهده في سبيل احياء ضمير الامة وصحوة ابناءها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :