facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قراءة التاريخ استشراف للمستقبل


م. أشرف غسان مقطش
18-11-2017 01:50 PM

حين سأل الصحافي الهندي كارانجيا وزير دفاع العدو الصهيوني الأسبق موشيه دايان عن السبب الذي جعله يكشف له في مقابلة صحفية بعضا من الخطط العسكرية التي وضعها العدو الصهيوني لضرب العرب مستقبلا، أجابه: السبب هو أن العرب لا يقرؤون، وإذا قرأوا لا يفهمون وإذا فهموا لا يطبقون!

وللذين يقولون بأن قراءة التاريخ لا تغني ولا تسمن من جوع، فإنني أكتفي بالإشارة إلى أن الراصد الجوي عندما يتنبأ بحالة الطقس لفترة زمنية ما، فإنه يكون قد اطلع على حالة الطقس في فترات زمنية سابقة، وكلما ازداد عدد الفترات الزمنية السابقة التي يقوم بدراسة حالة الطقس فيها، ازدادت دقة تنبؤه لحالة الطقس.

ولربما يقرأ العرب التاريخ، لكنهم قد لا يفهمونه، وإذا فهموه، فإنهم قد لا يتعلمون من دروسه كما قال وزير دفاع العدو الصهيوني عنهم.

لا أقول "التاريخ يعيد نفسه" فهذه مقولة تحتفظ الأمانة العلمية والأدبية بنسبها إلى ماركس، لكن لعلني لا أبالغ إذا قلت بان قراءة التاريخ استشراف للمستقبل.

وما أحوج العرب في ظل الظروف الراهنة إلى محاولة استشراف مستقبلهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي والفكري.

ليست دعوة للتنبؤ أو لقراءة فناجين القهوة أو للاطلاع على خطوط الكف، إنما دعوة لإيجاد رؤية مستقبلية للوطن العربي مبنية على أسس علمية، وقائمة على دراسات عميقة للتاريخ تساعد العرب على مواجهة تحديات المستقبل!

أحضروا عربيا وغربيا ذات مرة إلى منطقة ريفية، وكان كل منهما قد مر في تلك المنطقة بحقول قمح وبساتين زيتون وكروم عنب ومزارع مواشي، ثم أوقفوا كلا منهما في ساحة يحيطها سور لا بأس بارتفاعه السامق، وسألوا كلا منهما على انفراد: ماذا تتوقع أن يكون هناك خلف السور؟!

فقال العربي: الله أعلم! أما الغربي فقال لهم: هناك عدة احتمالات تفرض نفسها لكون المنطقة ريفية، ولأنني قد مررت بحقول قمح وبساتين زيتون وكروم عنب ومزارع مواشي، فلربما يكون هناك مطحنة للقمح أو معصرة للزيتون أو مصنع لعصير العنب أو معمل لإنتاج الألبان.

وماذا كان هناك وراء السور؟ لم يكن هناك "الله أعلم" إنما كان هناك معصرة للزيتون!

يقول المثل الإنجليزي: "To govern the nature, you must first study it."، أي لكي تسيطر على الطبيعة، يجب أن تدرسها أولا. وقد يتساءل أحدكم: أي طبيعة يحتاج العرب للسيطرة عليها قبل أي طبيعة أخرى؟

أعتقد بأنها الشخصية العربية، لربما أكون مصيبا أو مخطئا في ذلك، لكنني أعتقد بأن العرب يحتاجون إلى دراسة تاريخ شخصيتهم عبر العصور السابقة، لمعرفة المراحل التي مرت بها، لعل وعسى يدركون عما ستكون عليه في المستقبل القريب، مما يعني تدارك الأخطاء التي وقعوا بها نتيجة لنقاط ضعفها، وبنفس الوقت استثمار نقاط قوتها التي أبرزتها التجارب السابقة، مما يعني رسم صورة مستقبلية لا بأس بها من الناحية الاجتماعية على الأقل، هذا وربما يساهم ذلك في حل العديد من المشاكل الاجتماعية المتوقع حصولها.

يحتاج العرب إلى معرفة ذاتهم قبل معرفة "الآخر"، وتحديد هويتهم الشخصية قبل تحديد هوية شخصية "الآخر"، لكي يبدؤوا باستشراف مستقبلهم بمنظار شخصيتهم، وإلا رسم "الآخر" مستقبلا لا يفيد العرب منه إلا بقدر ما يتضررون منه.

إنها دعوة لوضع سناريوهات معقولة لما سيكون عليه مستقبلنا انطلاقا من دراسة تاريخ شخصيتنا، وليست دعوة للتنبؤ أو التفذلك وإلا فغرنا أفواهنا ذات يوم قائلين: الله أعلم!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :