facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأوراق النقاشيّة .. وفرصتنا الأخيرة!!


أ.د عمر الحضرمي
27-01-2018 03:28 PM

لا أريد أن أتجاوز، في هذه العُجالة، الوقوف أمام محطتين ضخمتين بناهما صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني؛ الأولى كتابه الذي صدر باللغة الإنجليزية وله ترجمة باللغة العربية، حمل عنوان "فرصتنا الأخيرة". والثانية الأوراق النقاشيّة السبع التي تضمنت كل واحدة منها موضوعاً مركزياً خاصاً.

لقد عكس هذان العملان كمّاً هائلاً من الأدب السياسي المتقدم الذي يصل، بكل اقتدار، إلى درجة النظريّة السياسيّة الراقية التي رصدناها في موروث الفكر السياسي العالمي الحديث منه والوسيط والقديم، والتي ترسم، منذ بدء نشؤ مفهوم "الدولة"، أسس الإدارة الفردية والجمعيّة للمجتمعات الإنسانيّة، وبالتالي الوصول إلى السعادة البشرية، والأمن والسلام العالميين، وتأمين حقوق الإنسان بكل مفرداتها ومعطياتها، وضمان آدميّة المخلوق بكل حدودها.

ولكن ما يلفت النظر أن هذا "الأردن"، بالرغم من صغر حجمه، وضعف إمكاناته الاقتصاديّة، وضخامة المسؤوليات العربيّة والإقليمية والدوليّة الملقاة على عاتقه، قد استطاع أن يثبت وجوده بين دول العالم، بل وإنه قاد مسيرة أمته في كثير من الأحيان. كما أنه تمكّن من حماية وجوده سواء على المستويات الأمنية أم العسكريّة أم الفكرية أم السياسية أم الثقافية أم الانسانيّة، بعد أن هجر الفرديّة وسكن في دوائر "الأمّة" بكل همومها. ولم يكتف بذلك بل اندفع نحو مساحات البشرية جمعاء، دون أن يحمّل أحداً مِنَّةً أو جميلاً.

وهنا نأتي إلى المَكْمن الأساس الذي أردناه جوهراً لهذه المقاربة، ونقصد بذلك عامل "القيادة الراشدة" التي ترأس عملية الإدارة العامّة للدولة الأردنية. هذه القيادة التي نذرت نفسها لتكون في خدمة الفرد الأردني بكينونته الذاتية، وببعده القومي. ولتكون مغيثةً للملهوف، وحاملةً لِلْكَلْ. ومن هنا أيضاً أقول: إن قراءة مشهد السلطة والحكم في الوطن العربي يجعلنا نفخر، نحن أهل الأردن، بأننا نعيش حالة ولاء متبادل بين الحاكم والمواطنين، وحالة انتماء نشعر أنها تمتد من البدء إلى النهاية مع كل تفرّعاتها الذاهبة نحو التضحية والفداء بجميع معانيها، والمندرجة تحت سماءات العطاء دون حدود، والتكرم دون سدود.

ومن هنا، ثالثة، نلحظ هذا التمجّد الذي كان لدى جلالة الملك الحسين – رحمه الله – عندما كان يتعامل مع القضية والأزمة والخلل والاضطراب بكل وعي واقتدار، يتحدث بكل موضوعية وعملية وواقعية واحترافيّة. يَصْعَدُ مع المشكلة من بداياتها، ويتجوّل معها في منعرجاتها، ويقاربها في كل ارتباكاتها وارتباطاتها وتفسيراتها وأسبابها وفواعلها ونتائجها واستعداداتها ومفاعيلها والفاعلين فيها والمتلقين لنتائجها، وعندها يضع الحلول التي لو أخذ بها العالم العربي والعالم الإسلامي لكنا اليوم نحتل مراكز متقدمة على خارطة الدنيا، ولكنا أصحاب قرار، ولتجنبنا سكننا في مطارح التبعية التي وصلت أحياناً إلى درجة العبودية والاستسلام.

وما أن نصل في مسيرتنا إلى مرحلة استلام صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني سلطته الدستورية حتى نجد أن البناء على الأساس قد ارتفع بكل جدّية واقتدار، وأن التناول قد سار على ذات المنهج، ولكن مع الأخذ بمُستجدات الأوضاع الداخلية والتطورات الإقليمية والتحديات الإسلاميّة والتحوّلات الدولية. وقد شهدنا ذلك على صورتين بدأنا بهما القول؛ الصورة الأولى أوراق نقاشيّة متناغمة بكل حداثة مع الفكر السياسي الحضاري، والصورة الثانية جاءت على شكل كتاب حمل عنوان "فرصتنا الأخيرة".

وجديد القول هنا، مقترح يقوم على عُتبى؛ الأوّل هو أنه لا بد من إعادة قراءة التعاطي مع الأوراق النقاشيّة والكتاب من حيث طرحهما على بُسِطِ البحث والتحليل، وعدم الاكتفاء بالتنويه المحشور في زوايا التقدير المؤقت والسريع، كما فعلنا بالأردن أولاً، وبالاجندة الوطنية، وغيرها من الطروحات الفكرّية التي مرّت بنا. أما الثانية فهي إدراج المقترح ومثار العُتْبى في مساقات أكاديمية تنتهي بتشكيل لجان تصل في تصنيفها إلى درجة امتلاك القرار المُلْزِم.

إن مطالعة مُتأنية للأوراق أو الكتاب تقودنا، وبكل أمانة واقتدار، إلى إمكانية رسم صورة واضحة لتاريخ الأردن، وحاضر الأردن، ومستقبل الأردن، وإلى التكوين السياسي للأردن، وإلى علاقاته الدولية وكيفية إدارتها، وإلى أبعاد الفكر السياسي الأردني، وإلى مفاهيم التكوين الذي يجب أن نتبع، وإلى النهج الذي يجب أن نعتمد. هناك أشياء هائلة في الأوراق وفي الكتاب، ولا أدري لماذا لم يكونا شغلنا الشاغل على المستوى الابتدائي والتحوّلي والذاهب نحو الاستقرار والتطور والحداثة والقادم من الأيّام.

في الكتاب معنى يُقرأ بين السطور يبين كيف تُنشّأ القيادة في النظام الملكي في العالم وخاصة في الأردن. فالإعداد للملك تبدأ منذ يوم ولادته، ويمر في مراحل بناء شخصيته سطراً سطراً وحرفاً حرفاً، مُحَمّلاً للمسؤولية منذ نعومة أظفاره، فهو "ولي العهد" وهذه تسمية كبيرة وذات مدلولات هائلة، فالعهد أمر صعب وتوليه أمر أصعب.

في الكتاب نلحظ كيف تمت عملية بناء "الملك" سياسياً وعسكرياً وفكرياً واجتماعياً وثقافياً واقتصادياً وإدارياً وعلائقيّاً داخليًّا وخارجيًّا. وفيه وزن دقيق لمعنى المسؤولية التي يتولاها "ولي الأمر"، والأمانة التي تُلْقى على عاتقه، خاصة وأنه يظل أمام امتحان يومي، واختبار متواصل، والسعي نحو المزيد من الإنجاز، والإيمان المطلق بأنّهُ يمكن أن يقدم الأفضل.

عملان فكريان هائلان يجب أن يوضعا تحت نظر كل المواطنين، ليل نهار، ويجب أن يكونا المرشد الذي يقودنا جميعاً للوصول إلى الأهداف المرجوّة، على أن يكون ذلك في سياق برنامج علمي دقيق، وفي إطار دراسات واعية ومفصلة، تتحول كلها إلى مسارات عمل ضمن ثورة تنويرية تمثل رؤية شاملة للاصلاح والتنمية المستدامة، مع الإقرار بأن هناك العديد من الجهات والمؤسسات والدوائر لم تَغْفل عن هذا الواجب. إلا أن المطلوب هو المزيد من التحقق والتحقيق والشمولية والدقة والتطوير والمتابعة.





  • 1 معتصم علي الذنيبات 27-01-2018 | 06:29 PM

    كتبت رسالة ماجستير في الجامعة الأمريكية في الشارقة بعنوان Translating Political Discourse King Abdullah II Ibn AL Hussein's Papers

    ترجمة أوراق جلالة الملك النقاشية

    الأوراق الخمسة تحتوي على أفكار و قضايا تحتاج إلى كتب حتى يتم مناقشتها كلها


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :