رئيس وزراء لبنان الأسبق سليم الحص : أمريكا تستخدم لبنان للضغط على جميع الفرقاء بالمنطقة
26-04-2007 03:00 AM
عمون-الدوحة-انور الخطيب
انتقد سليم الحص ــ رئيس وزراء لبنان الأسبق وأمين عام المنبر الوطني في لبنان ــ مشروع المحكمة الدولية باعتبارها يكلف الحكومة اللبنانية عبئا ماليا طويل المدى بتحميلها نفقات تقدر بـ49 في المائة من إجمالي نفقات المحكمة الدولية من دون تحديد جدول زمني لها. وقال الحص في تصريحات صحفية على هامش منتدى الدوحة السابع للديمقراطية والتنمية والتجارة الحرة الذي عقد في قطر : نحن نحرص ان لايكون هناك تسييس للمحكمة.. واستغلالها لأغراض غير التي أنشئت من أجلها ، وهي كشف الحقيقة في اغتيال الشهيد رفيق الحريري فقط.. وأضيف أن هناك مخالفات للدستور اللبناني من حيث أن أحكام مبرمة صدرت عن المحاكم اللبنانية قد تعمد المحكمة إلى إعادة النظر فيها وهذا لا يجوز قانونيا.. إلا إذا اقتضى الأمر تعديلات دستورية.. ولا نعترض على ذلك ولكن حق العفو الخاص محصور فقط برئيس الجمهورية، وإلغاء حق العفو العام هو من صلاحيات المجلس النيابي اللبناني.. ومشروع المحكمة الحالي يلغي حق العفو الخاص والعام.. وهذه مخالفة أخرى.
وكشف الحص عن احتمال دعوة المنبر الوطني لمؤتمر حوار وطني لبناني لتفادي الأزمة الداخلية.. لكنه شكك في مستوى الحضور من قبل القوى والفرقاء اللبنانيين وجدوى التحاور على مستويات من الصف الثاني أو الثالث
مضيفا انه اذا اجتمع مؤتمر حوار وطني سيكون محوره أكثر من نقطة، وهناك عنوانان كبيران، ــ المحكمة والحكومة ــ وهما عنوانا الأزمة القائمة حاليا.. ويمكن أن يطرح موضوع قانون الانتخاب ورئاسة الجمهورية الذي نقترب من استحقاقاته يوما بعد يوم ويشكل خطوة خطيرة جدا في الوطن. فإذا انتهى عهد الرئيس إميل لحود ولم ينتخب رئيس جديد.. يمكن أن نتعرض للموقف نفسه الذي حصل أيام الرئيس أمين الجميل عندما وجدت حكومتان في الوقت نفسه..مضيفا أن ـ الخطر يتصاعد مع يوما بعد يوم مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي، من دون البت في هذا الموضوع.. وأخاف أن نصل إلى الاستحقاق من دون أن نحسم هذا الخلاف.. وأتمنى أن يكون الرئيس من خارج الطبقة السياسية الحالية، لأنها أصبحت متورطة في النزاع وأي رئيس يأتي من أي طرف سياسي ليمثل غلبة لطرف سياسي على الآخر، ولبنان لا يحتمل ذلك.. لأن كل أزمات لبنان لا تنتهي إلا تحت شعار لا غالب ولا مغلوب.. فلا يمكن أن يأتي رئيس من طرف معين..
.لكنه قا ل في رده على سؤال أن امريكا تلعب دورا كبيرا في لبنان وان واشنطن لو ارادت لانتهى الموضوع منذ زمن بعيد واضاف أن أمريكا تستخدم لبنان حاليا من أجل الضغط يمنة ويسرة على مختلف الأفرقاء والقوى في الشرق الأوسط.. وأمريكا لا تريد شيئا من لبنان.. ولكنها تريد الكثير والكثير عبر لبنان.. فهي تضغط على الفلسطينيين والسورييين والإيرانيين، وعلى السعوديين وإذا أقفلت هذا الملف فإنه لن يبقى لها معبرا لتضغط على هذه القوى.. إذن سيبقى النزف مستمر إذا لم توقف أمريكا مشروعها. وأضيف أن هناك اتصالات خلفية أو تحتية بين سوريا وأمريكا من جهة وإيران وأمريكا من جهة ثانية، فالاتصالات مع سوريا لتخفيف التصعيد على الحدود مع العراق.. والتخفيف من الأزمة في وجه أمريكا، وربما الإعداد لقوى عربية تحل محل الأمريكيين عند انسحابهم في يوم من الأيام.. ومن ضمنها القوات السورية.. أما الانفتاح الأمريكي على إيران فيجري من تحت الطاولة.. ومن خلف الستار حول الدبلوماسيين الإيرانيين الخمسة المعتقلين في العراق.. ودور إيران في تخفيف حدة المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكي. وربما المشاركة أيضا في قوة مشتركة لتحل محل القوات الأمريكية عند انسحابها.. فهناك تواصل ويبدو أن هناك إيجابيات من هذا التواصل وإذا تم اتفاق في يوم من الأيام سوف ينفرج الوضع في لبنان..
ووصف الحص مشهد الاعتصام في ساحات بيروت بأنه مقبول.. مشددا على أنه ما كان يجب أن يكون من الأساس لتعطيله الحياة الاقتصادية في العاصمة اللبنانية بيروت.
ــ
ا