facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التواصل الاجتماعي للوطن وليس على حسابه


د.هشام المكانين العجارمة
22-06-2018 05:19 PM

التواصل الاجتماعي للوطن وليس على حسابه
نعم للفكر ولا لفوضى السلوك

إن المتابع لواقع التواصل الاجتماعي وما يُعرف حالياً بالاعلام الالكتروني الجديد يلاحظ سيطرة ذلك الواقع على حياة البشر حتى بات الاعتماد عليه ومتابعته والولوج إليه سلوك لحظي لا يُستثنى منه أحد خاصة في ضوء ما يوفره ذلك الواقع من تعدد التطبيقات وسهولة الاستخدام وسرعة النشر وكثافة التفاعل واتساعه خاصة، في ضوء الحاجة لمتابعة الاخبار والحصول على المعلومات أو نشرها بهدف اطلاع الرأي العام على المستجدات أو التأثير عليه.
وهنا تتطرح التساؤلات التالية:
إلى أي مدى تقدم مواقع التواصل الاجتماعي على اختلافها معلومات وأخبار صحيحة ؟ وإلى أي مدى تأثر تلك المواقع بما تحمله من أخبار في الرأي العام ؟ وهل باتت تلك المواقع ناقوس خطر في واقع الدولة خاصة في ظل ما أفرزته تلك المواقع من ضغط بات عبئاً على الدولة بحسب وصف البعض؟ لمصلحة من نُشهّر بالاخرين أو نمسّ أعراضهم وننتهك حرمات بيوتهم أو ملفاتهم الشخصية !
لا شك بأن الاجابات على تلك التساؤلات متباينة بين مؤيد ومعارض ومشكك وناكر، والمشكلة لا تكمن بالاجابات بقدر ما أفرزه واقع التواصل من أزمات بعضها معلوماتية اخبارية وبعضها الآخر أخلاقية سلوكية، وفي كل الحالات لا نقلل من أهمية مواقع التواصل ودورها في اعلام الجمهور واطلاعه على أحداث الواقع المعاش بطرائق متنوعة تشمل الافصاح السليم أو النقد البناء أو الاستنكار المشروع وهذا محمود سلوكياً ومنطقياً، ولكن ما هو ليس بمحمود هو أن تصبح تلك المواقع ساحة لفوضى الفكر والسلوك والنقد السلبي المهين واغتيال الشخصيات وتشويهها والافصاح عن أحداث لم يمتلك المطلعون عليها الجرأة في وقت مضى الاعلان عنها، لماذا الآن ! هل بغية تأزيم الاحداث أو تشويه الشخوص أم للوصول لمواقع زائلة بطرق بغيضه لا يقبلها عقل ولا دين.
لا ننكر بأن واقع التواصل كشف الكثير الكثير من القضايا - خاصة في إطار الفساد والمحسوبيات والشللية والحقوق المغتصبة والآمال المنتهكة -حتى أنه بات يغني عن الاعلام الرسمي المقيد بحدود والمكبل بسلاسل الدقة والتحري لا سيما في وقت الحاجة للأخبار والمعلومات؛ إذ يصبح الفرد منّا متعطشاً لمعرفة التطورات والإلمام بها، وبالتالي تداولها وترويجها ونشرها. ولا ننكر أيضاً بأن واقع التواصل الاجتماعي قد سبق الاعلام الرسمي بسنوات ضوئية، وقد أصبح مصدر معلومات الاعلام الرسمي وأجبر الاخير ودفعه إلى تصحيح الكثير من الاخطاء في المنهج والرسالة. ولا ننكر أيضاً بأن واقع التواصل أجبر المسؤولين في الدولة ومؤسساتها الانخراط بهذا الواقع ليكونون أكثر إطلاعاً أو قرباً - بحد وصفهم - من نبض الشارع وما يدور فيه.
ومع الإقرار بأهمية تلك المواقع وعدم إنكار دورها، فإن المتابع لواقع التواصل يجد ما يمكن وصفه بفوضى الفكر والسلوك -تتجاوز حدود رواية فوضى الحواس للكاتبة أحلام مستغانمي-؛ حيث يختلط وصف الحقيقة بالمبالغة حيناً، وبالكذب والزيف أحياناً أخرى، وبين هذا وذاك نخلط القديم بالجديد فتزداد تفسيراتنا وتحليلاتنا، فنغير الحقائق ونزيفها ونزيد بالمعلومات والأخبار ونشوهها لتكون المحصلة إشاعة أجواء سلبية، نتيجة صدمتنا ببعض الأخبار أو عدم الثقة ببعضها الآخر لتضاربها والنتيجة الكُبرى نبقى نراوح مكاننا لا خطوة للأمام تسعفنا ولا خطوة للخلف تنقذنا.

إن عدم اتفاقنا وبعض الاحداث لا يُبرر لنا أن لا نتقيد بالخُلق وأخلاقيات النشر وخصائص الاعلام الذي بات لكل من يستل سيفه ويُرخي أذنه ويُوسع بصره وله حساب يكتب ثم ينشر.

إن كُنّا نعتبر أنفسنا نشطاء أو كُتّاباً سلاحناً القلم والفكر أو هواة اعلاميين، فعلينا أن نُعبّر عن رأينا بما يليق بنا بالحجة والبرهان والمنطق السليم، وهذا مكفول بتشريع الدين وقانون الدولة ومُرحب به في أرجاء العلاقات الإنسانية، ولكن أن يخرج السلوك عن السكّة بحجة أن ما يحدث لا يحتمل، ولم يعد هناك مجالاً للصمت، وأنها "خربانة" أو " عن أي وطن تتحدث ،، باعوه" على حد وصفهم واستنكارهم، ليصل سلوك البعض حد التنظير بكل شيء وإحداث الفوضى وإثارة الفتنة إن لم يتجاوزه للتطاول أو الزعرنه -بحسب وصف البعض-والمساس بأعراض الناس وخصوصياتهم فقط لأننا قد نختلف معهم بالرؤى، وكل هذا يحدث بإسم حرية التعبير وجرأته، وكل هذا أيضاً من الممكن أن يتغير بين عشيّه وضُحاها إذا ماتمت الترضية أو الحصول على المكسب الوضيع، و بالمقابل من منّا كان صحابياً أو نبياً أو عُصم من الخطأ ! ألسنا ضيوفاً في صفحات بعضنا البعض وعلى الضيف إحشام المعزب ! من يقبل منّا المساس بعِرضه وكرامته وخصوصيته ! إن هذا ما هو مُستنكر ومُستهجن، ولا يقبل كل من يحمل عقلاً سليماً وسلوكاً قويماً النقاش به طرحاً ولا فكراً ولا سلوكاً.

إن الدولة اليوم بأمس الحاجة من أي وقت مضى لمن يخاف الله في سلوكه ومنهجه وقلمه بعيداً عن التسحيج كما يصفون، أو النضال الالكتروني كما يزعمون، فاستقرار الأردن وأمنه في ظل أمواج المحيط الملتهبة يتطلب منا التّعقل بالسلوك والمنهج وادراك دورنا الوطني لتخرج الدولة من مِحنها التي باتت تعصف بكل من هو على أرضها، وإن كان بِنا خير لنُصلح أنفسنا ولنوجه البوصلة والدفّة لنصل برّ الأمان الذين نريد ولنُحقق المستقبل الذي بنا يليق.

لذا، فرسالتي لجميع الأحبة ولمن يُوصفون بالناشطين الاجتماعيين الذين أكن لهم الاحترام والتقدير، ولا أنكر فيهم وطنيتهم وانتمائهم وغيرتهم والتي هي أساس حراكهم وانتفاضتهم بأن يتذكروا أن الوطن أكبر من شخوص، وأنه يعلو على كل شيء مهما كانت الظروف وبلغت التحديات منتهاها ومهما عصفت بنا الأحداث، ومثل مواقع التواصل الاجتماعي أداة ووسيلة لنجعلها أداة بناء لا معول هدم، والحصول على الاعجاب أو سَبق النشر أو الحصول على التعليقات أو الشّهرة لا يكون على حساب أمن الوطن واستقراره، ولنتذكر بأن من المتربصين من ينتظر شعلة الخراب، والتسلل لعقول الشباب بُغية افسادها وتسميم أفكارها واستدراجها لخراب الحال. لذا، نعم للفكر ونعم للنقد البناء ولا لفوضى السلوك والحواس، ولنتقي الله في أقوالنا وأفعالنا، ولنتجنب الاصطياد بالماء العكر، فنحن مسؤولون عند الله كما هم، وليس لنا غير وطننا وإن وجدنا من يُهلي بنا رغم قناعتي بعدمية ذلك، ولنتذكر قول الله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ )، وقوله جلّ وعلا:( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا).

نهاية حفظ الله الأردن أرضاً وقيادةً وشعبا





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :