facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الجيش والشعب والحكومة: الرسالة الخالدة ..


د. نضال القطامين
02-07-2018 07:12 PM

غير مرّة، أعلنت الدولة الأردنية كلمتها حيال الأزمة السورية؛ في الإعلام والتصريحات واللقاءات، وعلى الأرض وفي الميدان.

وعندما ضاقت أوروبا باتساعها وباقتصادها القوي؛ ببضعة آلاف لاجىء، كان الأردن صدر النازحين الرحب، وركن المكلومين الأمين، ضيوفاً لم تبعد بهم الشقة كثيرا حتى صاروا أبناء بلد يعملون ويأكلون ويشربون مثلما يفعل الأردني تماما.

ليس بمقدور كائنٍ على هذه الأرض المزايدة على الأردن في هذا السياق، وبعيدا عن كل ما يقوله المتحذلقون والعيّارون والشُطَار، فإن مسألة إغلاق الحدود هي مسألة أمنية بحتة، لا يقررها أحدٌ سوى المختصين، إنها مسألة تتعلق بالأمن، فليغلق النقاش حيال ذلك وليترك القرار فيه للعارفين.

أمّا الذين يرون في إغلاق الحدود، مسألة تتعلّق باحتضان الأشقاء واستقبالهم، فهم يعرفون تماما بأن في وجود مليون ونصف لاجىء سوري على الأرض الأردنية، أكثر من إجابة على أسئلتهم وعلى إدراجاتهم.

لا يستطيع المتسائلون عن إغلاق الحدود الإجابة عن أسئلة كثيرة؛ أولها وفي طليعتها غياب الإشارة إلى الدور الأردني الإنساني عبر سني الأزمة السورية في هذا السياق، وثانيها الغفلة أو الإستغفال عن إنسانية قوانين الهجرة الغربية بلد الديمقراطيات، وعن القمع الممنهج الذي يمارس ضد اللاجئين في دول يصفونها بمنتهى الديمقراطية، وعن الأسلاك الشائكة التي تحطم آمالهم على بوابات المغادرين، وعن الخوذ وفوّهات البنادق التي يستقبلون بها الجراح والدماء، وكيف ينتهي حلم بالخلاص من عذاب الحروب على فوهة بندقية وعلى سلك شائك.

لقد دفع الأردن ثمنا باهظا وقتما فتح ذراعيه وحدوده للأخوة القادمين من الشمال. لقد تصرّف وفق ما أملاه عليه تاريخه القومي العروبي، ورسالته الخالدة في الوحدة والحرية، وقد سمع من الأشقاء والأصدقاء، تقريعاً عنيفا على ذلك، بل واتهم بأنه يتاجر في هذه القضية، ولكأنه ربح في ال48 وال67 وال90 وغيرها، ولم يمنعه ذلك من القيام بواجبه، ولم يفتَ ذلك من عضده القومي والإنساني شيئا، حتى إذا زاد حمله الثقيل، وأصبح التوازن بين الأمن وبين الدور الإنساني متداخلا بشكل معقّد، كان قراره بمنع دخول اللاجئين لأكثر من سبب، لكن أهمها الأمني في الدرجة الأولى.

من المحزن أن هذا الوطن لا بواكي له، ومن المؤسف أنه ما يزال بالنسبة للكثيرين خبز شعير، ومن الصفاقة القفز عن كل ما يقوم به نحو أشقائه منذ تاريخ بعيد، وعن دورٍ عروبي إنساني مجيد للجيش قيادته وجنوده، ومؤكدٌ أن كل الناعقين على هذا الوطن، يديرون وجوههم عن مواقفه المجيدة، وأنهم غير مهتمين بما يقدّمه للأشقاء في سوريا، اللاجئين منهم والمقيمين.

وأمّا الدولة الأردنية بكل مكوّناتها من شعب ومؤسسات، فإنها لا تلتفت لشيء من هذا الصديد، وتمضي في رسالتها الخالدة، وقد رأى العالم كلّه قوافل الإغاثة الأردنية تنطلق من الشمال ومن كل المحافظات نحو المكلومين، وقد رأوا فيما لا يودون رؤيته جيشنا العظيم وهو يفتح السبل أمام دخول المساعدات، وبينما تتكدّس القوافل على الحدود لتدخلها محمّلة بما تجود به أنفس الناس التي نشأت في سرادق الأخوة والدين والعروبة، وبينما يستمر الجيش في واجبه العظيم بحماية الحدود وفتح السبل لقوافل المساعدات، يقبع المحللون والعيّارون خلف الشاشات والمايكروفونات وأوراق الصحف، يسبّحون بحمد الشياطين، وبحمد الطغاة، ويلقوا وراء ظهورهم ما يفعله الأردنيون على الأرض من مكارم خالدة، اما لسان حال الاردنيين فيقول:
وما إنتفاع اخ الدنيا بناظره..

اذا إستوت عنده الأنوار والظلم...





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :