facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الوزير غرايبة


د. بسام البطوش
12-07-2018 06:00 PM

منذ تشكيل حكومة د. الرزاز ثارت تساؤلات كثيرة حول طبيعة التشكيلة الوزارية وتركيبتها ودلالاتها. وظهرت موجة من الصدمة وخيبة الأمل بددت آمال عريضة بنيت على شخص رئيس الحكومة و على ظروف تشكيلها.
ومن الوزراء الذين أثاروا سيلا من ردود الفعل المتباينة، الوزير مثنى غرايبه، الذي اسندت له حقيبة الاتصالات وتكنلوجيا المعلومات. ومرد هذه الموجه من ردود الفعل أن الغرايبه كان ناشطا حراكيا. وقيل أنه كان من أصحاب الحناجر الملتهبة والشعارات المتطرفة في فترة ما سمي الربيع الأردني.
في الحقيقة أنا لا أعرف الوزير غرايبه شخصيا، وكنت ممن اختلفوا مع شعارات وسقوف وأسلوب وأداء 24 آذار، ومجمل الحراك آنذاك خوفا من تكرار مآسي جرت في بلدان عربية كثيرة ذهبت ضحية الفوضى الخلاقة.
لكن الشباب في الحراك الأردني، الذين انتمى لهم غرايبه وعمل في صفوفهم هم شباب وطنيون، حريصون على وطنهم، وهذه دولتهم التي يبغون لها الخير والمجد والتقدم.
وفي كل الأحوال لا يجوز الارتهان لظروف مرحلة انتهت، و لمعطيات أزمة نجح وطننا بتجاوزها، بفضل حكمة القيادة ووعي الشعب. ويبقى اللجوء الى التشكيك في وطنية أي أردني مرفوض دائما. كما أن ثقافة العزل السياسي أودت بأوطان عربية افتقرت للنهج الهاشمي في الانفتاح على المعارضة واحتضانها واعادة اشراكها في جسم المؤسسات الرسمية.
من يعترضون على توزير الغرايبه؛ لأنه حراكي ومعارض سابق، غفلوا بالتأكيد عن تاريخ الأردن السياسي، وعن حجم التسامح والانفتاح والمرونة، التي تميز بها نظامنا السياسي الاردني الهاشمي، كما غفلوا عن تاريخنا الوطني الحافل بأمثلة حيّة على احتضان المعارضة، ودمجها في الحياة الوطنية. فقد نجح الأردن بتجاوز أجواء الخمسينيات والستينيات والسبعينيات وكل المحطات الصعبة، بفضل تقاليد المرونة والتسامح والعفو، التي تحكم العلاقة بين الدولة والمجتمع. وفي كل المحطات عبر أحداث متتالية منذ هبة الجنوب في العام 1989 وصولا الى هبة رمضان على الدوار الرابع في حزيران 2018 بقي الأردن قادرا على الخروج من كل الأزمات بمحصلة جديدة من الخبرات والتجارب تؤكد أهمية الاحتكام للعقلانية والحوار والاستيعاب والدمج في التعاطي مع الأزمات ومع المعارضة الوطنية. وهذه التجارب هي زادنا لمواجهة التحديات القادمة، و تشكل الخلفية المشتركة للدولة والمجتمع في بلورة "الكود الأردني" في إادارة الأزمات السياسية.
على أن لا نستسلم الى وهم أن جميع الأزمات وفي كل اللحظات، وبالرغم من تبدل المعادلات، يمكن أن تواجه وفي كل مرة بنفس الوصفة، وبالعودة الى الروشيتات الجاهزة والقديمة.

أما مثنى غرايبه الوزير، فسنحكم عليه من خلال سيرته المهنية والسياسية، ومن واقع الأداء العام له ولوزارته. وأما تاريخه قبل الوزارة فهو معلوم لدولة الرئيس، الذي اختاره، وتحمل نتيجة الاختيار. ومعلوم لدى الدولة بكل مؤسساتها حين صدور الارادة الملكية بتوزيره.
و لا يعيب الأردن أبدا توزير معارض سابق. بل هذا مدعاة للزهو إن كان هذا الوزير وطني وكفوء وقوي أمين.





  • 1 السفير الدكتور موفق العجلوني 14-07-2018 | 08:55 AM

    أما مثنى غرايبه الوزير، فسنحكم عليه من خلال سيرته المهنية والسياسية، ومن واقع الأداء العام له ولوزارته. وأما تاريخه قبل الوزارة فهو معلوم لدولة الرئيس، الذي اختاره، وتحمل نتيجة الاختيار. ومعلوم لدى الدولة بكل مؤسساتها حين صدور الارادة الملكية بتوزيره.
    و لا يعيب الأردن أبدا توزير معارض سابق. بل هذا مدعاة للزهو إن كان هذا الوزير وطني وكفوء وقوي أمين


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :