facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الصيغة الإخوانية الأردنية


د. بسام البطوش
09-09-2018 04:12 PM

في الوقت الذي تجتاح فيه أحكام الاعدامات بالعشرات، منتسبي جماعة الاخوان المسلمين، أو المتعاطفين معها، في دول عربية عدة؛ فإن الأردن يمتلك تجربته ورؤيته ومنهجه المختلف. ويواجه ضمن سلسلة الضغوط الخارجية، ضغطا بسبب ملف الاخوان المسلمين؛ فلا يرضي الاسلوب الأردني في التعامل مع الاخوان، دولا عربية وأجنبية مؤثرة، يرتبط الأردن معها بمصالح حيوية، لا تخفى على أحد.

ومع ذلك يدافع الأردن عن رؤيته وسيادته، ولا يخفي قناعته بمنهجه المتفرد في التعامل مع الملف الاخواني. وإن كان وجود كتلة إخوانية كبيرة في المجلس لا يرضي الكثيرين، سواء دولا خارجية، أو قوى واتجاهات فكرية وسياسية داخلية، كما لا يرضيهم وجود الجماعة، ومؤسساتها السياسية والاجتماعية والتربوية والصحية والدعوية والثقافية أيضا؛ فإن الأردن الرسمي يبدي تمسكه بمنهجيته، ويدافع عن نجاعتها، ويتحمل ما يمارس عليه من ضغوط بقناعة تامة، بأن سيادته ومصالحه تتقدم على اعتبارات كثيرة.

في ظل هذه الصورة نجد عقليات إخوانية منغلقة لا تعي شيئا، ولا تفطن لما يواجهه الاردن، ولا تتعلم من الماضي والحاضر، ولا من التجارب والدروس والأحداث، التي عرفها الاخوان في البلاد العربية من حولنا. ولا تدرك النعمة التي حباهم اياها الله في الأردن؛ فنجد رمزا اخوانية لا تقدر هذا كله، ونجد أستاذا جامعيا ونائبا سابقا في البرلمان الأردني، يجلس في الصفوف الأولى، في احتفال عام فيمدينة اربد، وعندما يقف الحضور جميعا للسلام الملكي، يبقى هو جالسا بلا حراك ولا اهتمام، يريد تسجيل موقف له غاياته وأهدافه ودلالاته! فهل يريد القول أننا الاخوان لا نعترف بالسلام الملكي؟ أم يريد القول بأنهم لا يعترفون بالدولة الأردنية؟ أم يريد ارسال رسالة بأن الاخوان لا يقرون بالأنظمة السياسية القائمة، ومنها النظام الأردني؟ أم أنه يريد تعليم شباب الاخوان وأنصار هم ومريديهم، بأنهم لا يختلفون مع ما تطرحه تنظيمات الغلو والتطرف والارهاب، من مقولات حول دولة الخلافة ومناهضة الدول القائمة في بلاد المسلمين كلها وعدم الاعتراف بشرعيتها؟

أعتقد أن الجو العام في بلادنا وفي المحيط العربي وفي العالم، يوجب على الاخوان المسلمين اعادة نظر جذرية فيما يحملون من مفاهيم وقناعات، وفيما يتبنون من أدوات وأساليب وبرامج ، فالدنيا تتغير من حولهم، وبينما تكون رؤوسهم مطلوبة للمقاصل في عالمنا العربي؛ فانهم يمتلكون في المملكة الأردنية الهاشمية حزبا سياسيا، وكتلة برلمانية، وحضورا نقابيا، ومؤسسات عاملة في قطاعات عدة! أفلا يعتبرون؟ أفلا يتدبرون، ويحمدون؟

وما يهمنا في الأردن هو المحافظة على الصيغة الأردنية في ادارة العلاقة مع جماعة الاخوان، والمحافظة على وسطية الجماعة، وعقلانية عملها ورسميته، وانسجامه مع الجهد الاردني لمواجهة آفات الغلو والتطرف والارهاب، ومحاصرة بذورها واغلاق البيئة العامة الاردنية في وجه تيارات التطرف، ومنع نموها وتجذرها.

وعلى جماعة الاخوان المسلمين بقياداتها ورموزها ورجالاتها وعقلائها وكوادرها ومؤسساتها المتنوعة أن تمارس واجبها في الدفاع عن صورة الاسلام السمحة، وفي المحافظة على الصيغة الأردنية في التعامل مع الجماعة، وفي تجنيب الأردن ما واجهته دولا عربية كثيرة من مآس نجمت عن صدامات الدولة والجماعة.

ليس مقبولا الآن من عقلاء الاخوان السكوت على أي ممارسة أو مقولات أو مواقف أو خطابات تشوه الصيغة الأردنية، التي نجحت في تجنيب الاخوان ويلات وعذابات مريرة تجرعوها في بلاد عربية كثيرة. وواجب الجماعة الوطني بمدارسها وتفرعاتها وانشقاقاتها أن تدعم بلورة وتجذير صيغة اخوانية وطنية أردنية قادرة على فك الاشتباك أو الارتباط بالصيغ الاخوانية المتعثرة والمدمرة، التي عرفتها الجماعة في دول عربية عدة من حولنا.

والمنتظر من الاخوان الاردنيين، وضوحا كاملا في الفكر والممارسة، وولاء وانتماء صريحين للدولة الأردنية، ومغادرة تامة، بل قطيعة أكيدة، مع مناهج التقية الفكرية والسياسية، والارتقاء لمتطلبات المرحلة وطنيا وعربيا، ومحاصرة ما يقترفه بعض أصحاب العقليات المتحجرة بين فينة وأخرى من تصرفات طائشة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :