هيثم جوينات : نسعى إلى شراكة حقيقية مع المؤسسات الأهلية والثقافية
22-06-2009 12:58 AM
حاوره: حسين نشوان - قال نائب مدير المدينة للشؤون الثقافية والاجتماعية والرياضية المهندس هيثم جوينات إن دور البلديات قد تغير، لافتا أن مفهوم الحكم المحلي يقترن بتلمس هموم الناس، ذلك أن البلديات تتعامل مع المدينة ليس بوصفها مجموعة من الشوارع والبنايات ، وانما في كونها فضاء انسانيا، وهو ما يضع على عاتق المسؤولين فيها الاهتمام بالبعد الإنساني. وأضاف أن ستين في المئة من سكان بلدية عمان هم من الطلبة، وهو ما يستدعي العمل على إعداد برامج تتصل بهذه الفئة، ضمن ما يمكن التغيير في السلوك من خلال البيئة، وهو ما تم ترجمته من خلال برنامج برلمان الطفل .
واشار إلى أن الأمانة من خلال تشكيلاتها الجديدة، تنطلق من وعي أن البلدية قد اتسع دورها، وبالتالي يتطلب الأمر توسيع الخدمات وتنويعها، معددا أن هناك نحو 120 حديقة، و60 مكتبة، و60 مركزا وما يفوق ذلك من الملاعب المساحات الخضراء، وأن المدينة تشتمل على البنى التحتية لسائر الأنشطة، مستدركا انها تتوزع بين المناطق الشرقية والغربية .
وزاد ان الأمانة تسعى أن تكون البرامج الثقافية الفنون السبعة، في متناول الجميع، مشيرا إلى أن تلك البرامج تتم بالتنسيق مع عدد من الهيئات ، ومنها وزارة الربية والتعليم، والمجلس الأعلى للشباب للافادة من المباني المدرسية وتشغيلها لمصلحة خدمة المجتمع، مشيرا الى نشاطات الفرق الشعبية التي تقدم في شوارع الثقافة كل خميس، وجمعة اسبوعيا.
وحول نشاطات الأمانة، وبرامجها بعيد التشكيلات الجديدة، وعن تجربته في فن التصوير الفوتغرافي، تاليا الحوار:.
فنان فوتغرافي
- كفنان فوتغرافي، كيف تنظر إلى عمان بعين الكاميرا؟.
بعد زيارات لمدن كثيرة، تأكد لي أن عمان من أجمل المدن، وهي غنية بمواقع التصوير، ويستطيع الفنان أن يصور عمان من خمسين موقعا ليحقق لقطات بانورامية، بمواصفات الصورة العالمية، علاوة على أن المدينة تمتاز بتنوع العمران والثقافات التي تشكل نسيجا فسيفسائا يغني الصورة.
وقد كنت التقطت لعمان قبل ربع قرن نحو 25 صورة، لمواقع منتقاة، والآن انا بصدد إعادة تصوير المواقع نفسها في عدد مماثل من اللقطات، وستبين الصور مدى تطور المدينة، وهذا هو مشروعي المقبل على صعيد الفوتغراف.
وأظن أن المصور شاهد على تطور المكان، واسعى دائما الى التقاط الصورة دون تدخل التكنولوجيا، وأمنح الفرصة للضوء لمقاربة الصورة من لحظة المشاهدة.
لقد صورت غالبية المناطق في الأردن، والجميل أن تقف على جبل القلعة مساء، وتصور حركة الناس، وخصوصا في شهر رمضان المبارك، وتقارن الازدحام ما قبل الآذان وما بعده.
؟ رأيك بمستوى فن الفوتغراف في الأردن؟.
اعتقد أن فن التصوير الفوتغرافي قد حقق قفزة، غير أنه بالمقارنة مع باقي الدول ما يزال أمامنا الكثير، ورغم المحاولات الفردية ، الا ان التجربة تحتاج الى الصقل.
التشكيلات التنمية الشاملة
- ماذا عن الفلسفة الاساسية لاعادة التشكيل في القطاعات الثقافية، وما تقييمكم للمرحلة السابقة، وكيف يمكن ان تسهم التوجهات الجديدة في خدمة التنمية الشاملة والمجتمع المدني؟.
تقوم فلسفة اعادة التشكيل على بعدين: الأول هو توحيد الجهود في العمل الثقافي عبر دمج الدوائر ذات الطبيعة المتشابهة، والثاني هو وضع خطط متوسطة وبعيدة المدى والتأكد من تطويرها، وذلك من خلال ايجاد ادارة مركزية للدوائر الثقافية، اما عن المرحلة السابقة، فلا شك انها مرحلة تأسيسية هامة، ارست قواعد دور الامانة الثقافي، وبهذا يكون على التوجهات الجديدة الجارية حالياً ان تنطلق نحو آفاق جديدة تُعنى بالتنمية، أي بالمجتمع وثقافته، جنباً الى جنب مع دعم المثقفين واقامة شراكات عملية معهم. وامين عمان يهتم بالثقافة اكثر من الخدمات والدليل على ذلك الهيكلة الجديدة حيث الثقافة قطاع كامل من اصل خمسة قطاعات.
- في ظل تغير ادوار الامانة، من الخدماتي الى التنموي، وتغير مفهوم الثقافة وعدم انحسارها في الادب والفن والشعر والقصة والرواية..، كيف يمكن للامانة ترجمة ذلك في السلوك اليومي لابناء عمان؟.
مثل هذه الامور تحتاج وقتاً طويلاً لتظهر معالمها على ارض الواقع. نحن نضع في حسباننا ان التطوير الثقافي يمكن ان يبدأ بالتحقق خلال خمس سنوات من الآن، وهو امر يرتبط بصياغة خطة خمسية محكمة، تعرف اهدافها وتعرف كيفية تحقيق تلك الاهداف، ثم اختيار آليات عمل ناجعة، تستهدف المجتمع مباشرة، وتعرف كيف تتوجه له.
مئوية عمان
- ما تزال الاحتفالات بمئوية عمان تقف عند حدود البرامج الكرنفالية، دون انتقالها الى ما يبرز تنوع المكان وجمالياته، ومساهمة العمانيين في التعبير عن ثقافتهم؟.
اود التوضيح اولاً ان الاحتفالية تتعلق بمئوية امانة عمان، لا بمئوية عمان، بهذا فان المؤسسة تحتفل بتاريخها، ولعل هذا هو السبب الذي جعل تنفيذ الاحتفالات موجه من الامانة الى الجمهور، وليس قائماً على برامج ميدانية ويومية. غير ان هناك ايضاً بعض الفعاليات الاحتفالية القائمة على المشاركة والتعبير عن الثقافات، مثل مسابقة غني لعمان التي تنفذها اذاعة هوا عمان.
- ماذا عن المشاريع والبرامج المشتركة مع القطاع الخاص والمؤسسات الاهلية؟.
تدرك امانة عمان جيداً انها لا تعمل في الفراغ، هناك شراكة حقيقية قائمة وفي طور النمو والتطور مع المؤسسات الاهلية الثقافية، وهناك سعي حقيقي لاقامة شراكة مع القطاع الخاص في تنفيذ البرامج الثقافية، لاننا في الحقيقة نخدم مجتمعاً واحداً.
- يقال ان هناك ما يدعو الى تغيير صيغة المجلات التي تصدر عن الامانة، هل سيكون ذلك بالدمج، ام اعادة النظر في المحتوى والشكل؟.
نحن نبحث هذا الموضوع بروية ودقة، ومن دون تسرع، ما يمكن قوله الآن ان هناك تغييراً حقيقياً في واقع المجلات الثقافية التي تصدر عن الامانة، يجري التحضير لها، وسيلاحظ القارئ ذلك من حيث الشكل والمضمون، وهمنا ان تكون مجلاتنا اكثر اتصالاً بالواقع، واكثر فائدة للمجتمع.
النشر والاصدارات
- ثمة ما يقال ان الامانة تفكر باعادة النظر في موضوع النشر والاصدارات التي كانت تقوم عليها الامانة، ما الفلسفة الجديدة للاصدارات؟.
علينا ان نوضح اولاً ان الامانة لن تتخلى عن أي من ادوارها الثقافية، ولن تتراجع عن أي منها ايضاً، الأمانة ستطور دورها في مجال الاصدارات، وستتجه كما في كل المجالات الاخرى نحو المجتمع وتنميته ثقافياً، نحن معنيون تماماً بالمجتمع، ونعمل لتبني اصدارات تتوالى في هذا الجانب، جنباً الى جنب مع اهتمامنا برعاية الابداع، ولكن الحقيقي لا المزيف.
- في كثير من الاحيان كان يتقاطع دور الامانة مع وزارة الثقافة، كيف يمكن ان نلمس الاختلاف في مشاريع تمايز بين دور الثقافة الامانة؟.
نحن والوزارة شركاء، لا متنافسين، قد يكون من الضروري الوصول الى تقاسم وظيفي ما بين المؤسستين، من دون ان تتخلى أي منهما عن دورها تجاه الثقافة، بالنسبة للأمانة فان اهم ادوارها هو رعاية مجتمع المدينة، وتطويره ثقافياً، أي سلوكياً، وهذا هو محور التمايز الحقيقي عن دور الوزارة.
- عدا عن المكتبات، فان المناطق الشرقية الاقل حظاً، ما تزال حصتها من الثقافة متواضعة، كيف يمكن مضاعفة البرامج في تلك المناطق، خصوصاً وانها تفتقر الى البنى التحتية؟.
الواقع أن شرق عمان ليس كذلك، المكتبات العامة التابعة للأمانة تنتشر فيها اكثر بكثير من غربها، لدينا نحو 70 مكتبة في عمان، تتواجد نحو 60 منها في شرق عمان. ندرك ان ثمة مكتبات عامة كبرى تخدم غرب عمان، اضافة الى مكتبات الامانة، لذا فقد ركزنا على شرق عمان في هذا المجال.
اما عن البنية التحتية، فاننا نتوجه الآن لاقامة مراكز وقاعات ثقافية في شرق عمان، ففي مطلع هذا العام افتتحنا مركز سحاب الثقافي، وقريباً سيجري افتتاح القاعات الثقافية في ساحات مسجد ابو درويش في الاشرفية، يبقى بالطبع ان نعمل على تشغيل هذه المواقع ببرامج ثقافية ثرية، وما نخطط له اليوم هو ان نقيم مواسم ثقافية يجري فيها نقل النشاطات بين المواقع الثقافية في شرق عمان وغربها، لتكون متاحة للجميع بالتساوي.
هوية عمان
-ما هي البرامج التي تقترحها الامانة للمحافظة على هوية عمان وروح التنوع فيها؟.
في الحقيقة ثمة اهتمام بهذه المسألة حالياً، سواء عمرانياً او ثقافياً، هناك مشاريع انشائية عددية تتعلق بصحن المدينة والحفاظ على البيوت التراثية، وسنعمل بدأت لصياغة برامج تكرس هذا التنوع الثقافي والديني والاجتماعي الموجود في المدينة، باعتبار ذلك من اهم القيم التي نعمل لنشرها.
- المعروف ان كثيراً من العاملين في الدوائر الثقافية والعمل الثقافي بالاجمال تنقصهم الكفايات والخبرات لادارة العمل، وهو ما ينعكس على الاداء بمجمله، كيف يمكن للأمانة تطوير كادرها البشري للارتقاء بالفعل الثقافي؟.
سواء كان الحال كما تصف ام لا، فان التطوير يقتضي الاهتمام بالكادر البشري، ورفع كفاءته باستمرار، نعمل الآن على وضع برامج تثقيفية لموظفي الدوائر الثقافية، يجري تنفيذها من خلال المركز التدريبي في الامانة، بحيث تجعلهم على تواصل دائم مع الواقع الثقافي الاردني والعربي، وتعرّفهم على المستجدات فيه.
- ثمة تجربة في البلدان العربية تضيف رسوما على تصاميم الانشاء لدعم الفن، هل تسعى الأمانة لتطبيق مثل ذلك؟.
برأيي أن المواطن لم يعد يحتمل ضرائب إضافية، والأمانة تأخذ رزمة من الرسوم التي توزع على خدمة التنمية يشكل عام.
- وماذا عن فكرة تطوير السياحة الثقافية في عمان؟.
السياحة الثقافية والترفيهية، تحظى بعناية كبيرة من الأمين المهندس عمر المعاني، وهناك الكثير من البرامج التي تتصل بالسياحة، ومنها صيف عمان، وقد عملت الأمانة على تحسين ذلك من خلال تفعيل الجاذبية وتحسين البنى التحتية ، وهي تأتي في سياق ما يخطط له بمشروع النقل الذي غدا من مسؤولية الأمانة ومنه: القطار الخفيف وباص التردد، وهناك الباص السياحي الذي يجول 26 موقعا سياحيا في المدينة، وهو ما يندرج في إطار تطوير السياحة في المدينة.
عن الراي.