facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مجاهدٌ من الأردن الحاجّ عبد اللّطيف أبو قورة


المهندس حسين منصور الحياري
19-10-2018 08:58 PM

ولد المرحوم الحاجّ عبد اللّطيف عبده صالح أبوقورة في مدينة السلط عام 1906, حيث قدم أجداده إليها من دمشق في منتصف القرن التاسع عشر, ووالدته سيدة شركسية شابسوغية من آل حاشر, تلقى تعليمه الأولي في كتّاب الشيخ عبد الحليم زيد الكيلاني مفتي السلط الشرعي وخطيب وإمام مسجدها الكبير, وأكمل تعليمه بنفسه حيث كان يمتلك مكتبة كبيرة.
انتقل مع عائلته إلى عمان بعد تأسيس الإمارة بقليل , وعمل بالتجارة وأسّس أول شركة لتجارة وبيع السيارات بعمّان , وعرف عنه الاستقامة والأمانة والصدق بالتعامل مع زبائنه , وعرف عنه تدّينه منذ بداية شبابه , لذلك وعندما اندلعت ثورة فلسطين عام 1936, حتى اشترك بها مع مجموعة من المجاهدين الأردنيين وأستشهد إبن أخته (جمال الجقة) في هذه الثورة , وبعد انتهاء الثورة عاد إلى الأردن واستمر بعمله بالتجارة .
وفي أواخر عام 1945 سافر إلى مصر , والتقى الأستاذ حسن البنا المرشد العام للأخوان المسلمين , وبايعه على حمل دعوة الأخوان ونشرها في الأردن , وعيّنه الأستاذ البنّا عضواً للهيئة التأسيسية للأخوان مندوباً عن الأردن , وطلب من الأستاذ البنّا إرسال دعاة من مصر للأردن ليقوموا بشرح أفكار الجماعة ودعوتها , فحضر كل من سعيد رمضان وعبد الحكيم عابدين وعبد المعّز عبد الستّار والشيخ يوسف القرضاوي على فترات متباعدة .
وقام بعد عودته للأردن مباشرة وبالاشتراك مع عدد من أبناء الأردن بتأسيس جماعة الأخوان المسلمين بالأردن وتمّ انتخابه مراقب عامّ لها , وتحت إشرافه فتح فروع للجماعه في عمان وإربد والسلط والكرك , وانفق الكثير من ماله الخاص على فتح هذه الفروع وتأثيثها .
وفي عام 1947 قام مع بعض التجّار من أهل الخير ببناء الكلية العلمية الإسلامية لتكون مناراً للعلم والمعرفة لأبناء المسلمين , وساهم مع شقيقه الحاجّ عبد الله أبو قورة بالتبرع بمعظم الأرض التي أقيمت عليها الكلية في منطقة جبل عمان وببناء المباني اللازمة لها.
وعندما قامت حرب عام 1948 قاد الحاجّ عبد اللّطيف سرية المجاهدين من إخوان الأردن وأنصارهم للقتال في فلسطين , وسميت هذه السريّة بسريّة أبو عبيدة عامر بن الجرّاح الصحّابي الجليل فاتح الشام أمين الأمة ودفين وادي الأردن , دخلت السريّة إلى فلسطين وتمركزت في مناطق عين كارم وصور باهر بالقرب من القدس , وقاتلت هذه السريّة العصابات الصهيونية بشراسة وسقط منها العديد من الشهداء والجرحى , وشهد لها كثير من أهالي البلاد بذلك .
وبعد الحرب عاد إلى عمان واستمر في عمله مراقب عام للأخوان حتى عام 1953 حيث قرر الإستقالة من المنصب ليتيح المجال للشباب المتعلم قيادة الجماعة .
وساهم بتأسيس كثير من الروابط والجمعيّات الإسلامية كجمعية العروة الوثقى , وجمعية الفضائل الإسلامية , ورابطة العلوم الإسلامية وكلية الشريعة , وجمعية البّر بأبناء الشهداء( مخيم عقبة جبر- أريحا ) , والمؤتمر الإسلامي بالقدس, والمؤتمر الإسلامي بكراتشي باكستان , وجمعية التربية الإسلامية بالزرقاء , وجمعية السلط الاسلامية وغيرها الكثير من مشاريع الخير.
كان رحمه الله كريم النّفس شديد الحب للخير , لا يأتي ضيف من الجماعة من مصر أو من علماء الأمة إلى عمان ( كالمودودي والندوي والقليبي والسباعي والصّواف ) إلا استضافه في بيته وأقام عنده طيلة مكوثه بالاردن , ولشدة حبّه للجهاد في سبيل الله قام بشراء السّلاح من ماله الخاص للمجاهدين الذين لا يستطيعون شراؤه حتى لا يحرموا من شرف الإشتراك بالجهاد .
وكلما سمعت حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (من خير معاش الناس لهم , رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله ويطير على متنه , كلما سمع هيعه أو فزعة طار عليه , يبتغي القتل أو الموت مظانة ......الخ ) , تخيلت ذلك الرجل هو الحاج عبد اللطيف , فمواقفه بدعم الثوار والمجاهدين بفلسطين وغيرها من بلاد المسلمين بل ومشاركته بنفسه وماله في الجهاد , وتأسيسه لجان لدعم جهاد شعب الجزائر و لنصرة باكستان وكشمير ونصرة أرتريا ونصرة الجنوب العربي , لهو أكبر دليل على ذلك .
توفى رحمه الله قي 2-1-1967 بعد مرض عضال ألّم به , وكانت وفاته قبل سقوط القدس الشريف بيد الصهاينة المجرمين , وخلّف خمسة من الأبناء هم المرحوم غالب وهو أكبرهم وبه كان يكنى , والمرحوم كايد , ومحمد سعيد ( أبو زيد) والمهندس قتيبة , والدكتور أسامة أطال الله بأعمارهم .
وأود قبل أن أختم مقالي هذا أن أذكر بعض المواقف والأحداث التى تدّل على رجاحة عقله وسداد رأيه وحسن قيادته , فلقد روى لي العم العزيز نظمي عطية (أبو محمد) أطال الله في عمره وهو أحد افراد سرية أبو عبيدة وأحد المشاركين في قتال عام 48 مع السريّة , قال لي ( أنهم بعد ان سجّلوا أسمائهم كمجاهدين بالسريّة وقبل مغادرتهم عمان لفلسطين , طلب منهم القائد الحاج عبد اللطيف الذهاب إلى عيادة الدكتور عبدالرحمن شقير, وقال لهم أنه اتفق مع الدكتور شقير على أن يقوم بإعطاء المجاهدين دورة في الإسعافات الأولية مجانية لمدة أسبوع ساعتين كل يوم , فامتعض بعض الشباب عند سماعهم لإسم الدكتور شقير لكونه أحد قادة الحزب الشيوعي بالأردن , وقالوا للحاج كيف ترسلنا عند طبيب شيوعي , فغضب الحاج وقال لهم أنتم ذاهبون للحرب وليس ( لهوشة ), فلا بد لكم من معرفة شىء من الإسعافات الاولية لتتمكنوا من إسعاف أنفسكم وإخوانكم إذا ما أصبتم أو جرحتم , والحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها التقطها , فأقنعهم بذلك وأخذوا الدورة .
وكتب المرحوم الصحفي الأستاذ فوزي البسيومي قبل أكثر من عشرين سنة وسمعت منه شخصياً (أنه لما سقطت الرملة بيد العصابات الصهيونية عام 48 , هرب أهاليها إلى الشرق وكان هو من ضمنهم , فلما وصلوا إلى نواحي صور باهر قريبا من القدس وكان الوقت ليلاً , فخرج عليهم رجل معتمر الكوفية والعقال العربي وبيده بندقية , فخافوا منه وظنوه يهودياً , لأنهم سمعوا أن الصهاينة يلبسون اللباس العربي ويقومون بإطلاق النار على الهاربين , فقال لهم الرجل لا تخافوا أنا عبد اللطيف أبو قورة مجاهدٌ من الأردن ) , لذلك أحببت أن يكون ما قاله الحاج عبد اللطيف هو عنوان مقالي هذا.
وكتبت مجلة الوعي الجديد التى كان أخوان الأردن يصدرونها في مطلع الخمسينيات في عددها رقم (1) الصادر في أيلول عام 1950، عن الحاجّ عبد اللطيف ما يلي :
(( له من إيمانه ما يرفعه إلى مصّاف القافلة الواعية , وقليل ممن هم في طبقته من الأغنياء وأوساط الشعب يمتاز بما امتاز به من صدق العقيدة , وحبّ البذل والتضحية , والإيمان بمبدئه الإسلامي الخالد.
يرى – كما يرى الإسلام – أن ماله ليس له ويعتقد أن السّخاء شجرة من شجر الجنة فلذلك يتعلق بغصنها دائما , ويضرب الأمثال الرائعة للمتكالبين على جيفة الدنيا , الغرثى( الجوعى) من لحوم الفقراء والمساكين الذين لا يعرفون البذل ولا التضحية من أغنيائنا وسراتنا .
جندي من جنود الإسلام لمّا دعاه داعي الجهاد كان على رأس كتيبة الاخوان المسلمين , عنيد وعناده قد يضر أحيانا , لكنّه سرعان ما يلين إذا اتضح له وجه الحق, وعيبه أنه لا يضع نفسه في موضعها فإما أن يتواضع حتى لا تشعر بوجوده ,وإما أن يتعالى حتى يظن نفسه بدرجة قائده الإمام الشهيد , وإنما يكون ذلك حين يبتعد دعاة الإسلام عن ميدان العمل , ركن التجّار في جماعة الإخوان المسلمين الذين يحملون دعوة الحق والقوة والحرية , وركن الإخوان المسلمين عند التجار)).
ومن أروع وأجمل ما قيل عنه ما قاله أستاذ الجيل المرحوم حسن البرقاوي في تأبينه بعد وفاته (لم أرى في حياتي رجلاً يفرح ويتهّلل وجهه بالسعادة إذا ما دخل عليه في متجره فقير أو مسكين أو طالب حاجة , يسأله العون والمساعدة فيلبي طلبه بسعادة غامرة ويقول هذا خير ساقه الله إلينا لنقوم به ).
رحم الله الحاج عيد اللّطيف أبو قورة ( أبوغالب ) الرجل المجاهد بماله ونفسه , وجزاه خيراً على ما قدم للإسلام وأهله , راجياً أن يكون قدوة للأجيال الشابّة في هذا البلد وسائر بلاد المسلمين , وأرجو أن لا ينسى وطننا وأهله أبنائهم المجاهدين كالحاجّ عبد اللّطيف وأمثاله , فحقّهم علينا كبير .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :