facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تكريم الحسين وقديروف في غروزني وعمان


د.حسام العتوم
28-10-2018 01:07 PM

بادر مليكنا الراحل العظيم الحسين بن طلال طيب االله ثراه، بفتح العلاقات الأردنية السوفيتية ومنها الروسية في عهد الزعيم نيكيتا خرتشوف عام 1963 ،مشكلاً انطلاقة استراتيجية جادة صوب آفاق المستقبل، ووسط سعير الحرب الباردة بين القطبين العملاقين آنذاك، الاتحاد السوفييتي بقيادة روسيا، والولايات المتحدة الأميركية ومعها أوروبا. وسبق للحسين أن زرع بنفسه شجرة في حديقة (ديندراره) المشهورة في مدينة سوتشي البحرية المطلة على البحر الأسود، سمح لي زمن الدراسة في روسيا أن أشاهدها شخصياً في ثمانينات القرن الماضي.

وبادر جلالة الملك عبداالله الثاني – حفظه االله – بافتتاح حديقة في عاصمتنا الجميلة عمان تحمل اسم الزعيم الشيشاني الراحل أحمد قديروف في ايلول عام 2010 .وقدمت فرقة الرقص الشعبي الشيشاني (وايناخ) عرضاً فنياً
رائعاً ومذهلاً على مسرح قصر الثقافة بمدينة الحسين للشباب بعمان وفي جرش، عامي 1993/1976 ،ومنها ما رافقت زيارة رسمية للزعيم الشيشاني الشاب رمضان احمد قديروف (أرشيف ومقابلة اللواء الوزير سميح بينو 2018/10/18 ،(وهو الذي زار الأردن أكثر من مرة، وحظيت عاصمة الشيشان الجميلة أيضاً بزيارة لجلالة الملك عبداالله الثاني.

وبتاريخ 4/تشرين الأول من هذا العام 2018 وبمناسبة الذكرى المئوية الثانية لتأسيس عاصمة الشيشان (غروزني)، التي تقع ضمن جمهورية الاتحاد الفدرالي الروسي في شمال القفقاس، افتتح الرئيس الشيشاني رمضان أحمد قديروف حديقة تحمل اسم الراحل الكبير المغفور له بإذن االله الحسين بن طلال، بحضور السفير الأردني في موسكو أمجد العضايلة، وسط احتفالية جميلة وشيقة، وفي مكان مدهش وخلاب. وبالمناسبة تم اختيار موقع الحديقة في غروزني في شارع حمل اسم جلالة الملك عبداالله الثاني.

وتحدث السفير العضايلة في الاحتفال مشيداً بعمق العلاقات الأردنية الشيشانية والروسية في كافة المجالات السياسية، والاقتصادية، ومنها العسكرية والثقافية. وتضم حديقة الحسين في غروزني نصباً تذكارياً لشهداء الحرب الوطنية العظمى من الشيشان عام 1939–1945 ،ومسرحاً صيفياً، ومركزاً للتزلج، وملاعب وساحات للأطفال وللترفيه
والتنزه.

ويتمتع الأردن بعلاقات وطيدة مع الفدرالية الروسية اليوم عمقها ضارب في التاريخ المعاصر، وتشهد تعاوناً دبلوماسياً، وسياسياً، واقتصادياً، وعسكرياً، ولوجستياً مهماً، خاصة في الشأن السوري، وفي منطقة خفض التصعيد شمال الأردن تحديداً. وفيما يتعلق بفتح المعابر الحدودية، ووضع حد لبقايا الإرهاب وعصاباته المجرمة من (داعش) و(نصرة) وغيرهم بهدف تحقيق سلام دائم على الأرض السورية، ومن أجل الحفاظ على وحدة أراضيها.

وتعاوناً بنفس الاتجاه مع بلاد الشيشان تحديداً للتصدي للإرهاب الضارب وسط العرب والشرق الأوسط، وعلاقات متميزة بين عمان وغروزني وموسكو قائمة على الاحترام المتبادل، والتعاون والموقف الثابت.

وتقدير شيشاني كبير في حقبة رمضان أحمد قديروف والرئيس فلاديمير بوتين للأردن، ولانتماء الحسين الراحل وجلالة الملك عبداالله الثاني للجيل الثاني والثالث والأربعين من أحفاد النبي محمد صلى االله عليه وسلم. والتاريخ المعاصر شاهد على الفترة الزمنية المباركة التي عرف فيها العالم الأردن من خلال قيادة جلالة الملك الحسين الراحل الباني،
والتي تساوت مع عمر سنوات الاستقلال الـ(46 (عاماً، كما عرفت روسيا وعرف العالم حنكة الحسين وبراعته في إدارة دفة قضايا العرب والشرق الأوسط، والعلاقة مع دول العالم كافة.

وتفهمت روسيا مبادرة الحسين الراحل للذهاب لتوقيع سلام مع (إسرائيل) عام 1994 بعد الحراك المصري والفلسطيني بنفس الاتجاه عبر كامب ديفيد عام 1978 ،ومدريد 1991 ،وأسلو عام 1993 ،والواي ريفير عام 1996 ،وعبر السلام المصري الإسرائيلي عام 1979.

وكان هدف الأردن آنذاك تحصين حدوده غرباً، وإعادة حقوقه الجغرافية والمائية المغتصبة، وللمحافظة على حق الأردن التاريخي في تثبيت الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، وبهدف مواصلة النضال أردنياً من أجل إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، والتمسك بحق العودة والتعويض.

وهز يوم رحيله الشرق الأوسط وأركان العالم، واعتبرت جنازته الأكثر هيبةً في التاريخ المعاصر.

ويتفهم الأردن في المقابل الدور التاريخي للزعيم الشيشاني المؤسس أحمد قديروف، الذي دفع حياته ثمناً لاستقرار بلاده، ومن أجل الإبقاء عليها مزدهرة في إطار الدولة الروسية العملاقة. وسبق أن عانت أسرته كما شعب الشيشان من مأساة الحرب العالمية الثانية العظمى، وكان مجاهداً ومفتياً دينياً، ثم استبدل مساره السياسي بمصافحة موسكو للمحافظة على أمن الشيشان المرتبط بأمن روسيا تلقائياً. ورفض مشروع شامل باساييف بتشكيل دولة إسلامية بقوة السلاح على أرض الشيشان، واختلف مع أصلان مسخادوف سياسياً بسبب قربه من سياسة الكرملين.

واصطدم مع سليم خان يندربييف بسبب الاختلاف في النهج السياسي. وكان قديروف المؤسس رئيساً منتخباً للشيشان منذ عام 2003 ،واغتيل عام 2004 في عيد يوم النصر على الفاشية 9/مايو وسط حزن شيشاني وقفقاسي وروسي كبير.

وتاريخ الشيشان عريق ويعج بالبطولات، وأهل الشيشان معروفون بأصالتهم، ولا يقبلون بأقل من النصر والفوز. وعراقتهم مرتبطة بعظمة الدولة الروسية وقوتها النووية أيضاً، وعمق حضارتها عبر التاريخ القديم والمعاصر، وبحكمة قيادة قصر الكرملين الرئاسي التي يتصدرها الرئيس بوتين. والفدرالية الروسية اليوم دولة قانون ومؤسسات، والأكثر تمسكاً بالقانون الدولي وبأروقة مجلس الأمن، والأمم المتحدة، والمحكمة الجنائية الكبرى، وتقود وتنادي بعالم متعدد الأقطاب متوازن ومتعاون، وترفض الحرب الباردة مع الغرب الأميركي، وتستهجن العقوبات الأميركية المتعاقبة ضدها رغم حرصها على حل أزمات العالم بقوة القانون وبعدالة.

وعلى هامش مؤتمر عقد في جمعية أصدقاء جمهورية الشيشان – انجوش في عمان بتاريخ 20/نيسان/2014 ،ورد في كلمة الباحث الشيشاني الدكتور أمين داسي قوله، (مترجم كتاب (خياري) لأحمد قديروف)، بأنه يتفق مع الزعيم الشيشاني الراحل أحمد حجي قديروف، الذي قال وهو يخاطب الجماهير القوقازية (بأن علينا أن ننظر (للبيت القوقازي)
كجزء من بناء محكم واحد مع روسيا، بحيث لن يطمع بنا أحد من أجل مصالح جيوسياسية، ويستخدمنا كبوز مدفع لأغراضه. وفي ورقة أخرى للباحث داسي نفسه في المؤتمر القطري الرابع لمهاجري روسيا في الشتات بعمان، وفي محاضرة أخرى في المركز الثقافي الروسي بتاريخ 24/نسيان/2015 ويوم النصر، تحدث فيهما عن الأبطال الشيشان
الذين شاركوا في الحرب الوطنية العظمى 1945/1939 أمثال خانباشا نور الديلوف، ويساييتوف، وأبوحجي أدريسوف، وخوادجي محاميد، ودشا ابراهيموفيتش اكاييف، وخان سلطان داتشييف، وتوتايينا آسيت، ومجاميد اوزوييف، ومولودي عماروف، وكنتي عبدالرحمانوف.

وسبق للقوات الخاصة الشيشانية أن حصدت المرتبة الأولى هنا في الأردن باسم روسيا، وسط مسابقة لجيوش العالم. وبطل المصارعة القفقاسي الروسي من أصول داغستانية حبيب نورماغوميدوف الذي التقاه الرئيس بوتين بحضور الرئيس الداغستاني وبارك له.

كما هنأه الرئيس الشيشاني رمضان أحمد قديروف خير شاهد على اهتمام روسيا والشيشان ببطولات رياضييها، وللحقيقة من الواجب القول بأن بلاد الشيشان المزدهرة الآن تحولت لقلعة صمود، وبوابة حصينة بوجه الإرهاب، وانسجمت بقوتها مع قوة الدولة الروسية نفسها، التي لاحقته في سوريا قبل أن يهاجمها في عقر دارها. ونلاحظ سوياً كيف نجح خيارها في دمشق، وفتح الطريق أمام المعابر الحدودية، وإمكانية عودة اللاجئ السوري إلى وطنه، والبحث ذات الوقت مع المجتمع العالمي لإعادة إعمار سوريا، وهو الذي سيكلف مبالغاً مليارية كبيرة.

ومن يشاهد العاصمة الشيشانية (غروزني) الجميلة اليوم، وخاصة بوجود البترول فيها، وارتفاع ناطحات السحاب، وانتشار الميادين والساحات الخضراء المدهشة، وبعد استتباب الأمن، والتمسك بالسلوك المحافظ، وظهور أكبر مسجد في أوروبا في مدينة غروزني، والتميز بفلكلور رائع، المتميز، وبالزي الشعبي الويناخي الأخّاذ، وبعد استقرار السياسة
والاقتصاد والحياة الاجتماعية في بلاد الشيشان، لا مجال للعودة إلى الوراء، حيث كانت الصدامات والحروب، ولا مخرج لبلاد الشيشان من غير العيش بسلام في إطار الدولة الروسية وعاصمتها الكبيرة موسكو. وروسيا بالمناسبة بلاد مفتوحة على كل الأديان السماوية السمحة، واختلف الحال فيها عن الحقبة السوفييتية، ولقد وصفها الرئيس
بوتين مؤخراً أثناء لقائه بطل الوزن الخفيف الداغستاني حبيب نورماغيمديوف بالعائلة الواحدة التي لا تقبل بمهادنة أي عدوان خارجي.

وحري بي هنا أن أسلط الضوء قليلاً على الإعلام الشيشاني وسط اللغة الشيشانية (الوايناخ)، ومنظومة الإعلام الروسي المتعددة والمتنوعة، فلقد أصبح للشيشان محطة متلفزة باللغتين الشيشانية والروسية، بهدف إعطاء صورة جديدة عن حقيقة الحياة وحالة الاستقرار التي تعيشها بلاد الشيشان منذ عهد الرئيس الحالي رمضان أحمد قديروف، تحت اسم (غروزني) وهي إذاعية أيضاً. وتغطي القناة مناطق الاتحاد السوفييتي السابقة (G.N.C (في أوروبا وآسيا.

ولدى الشيشان محطة تلفزيونية أخرى باسم (الطريق) تحمل اسم الزعيم الشيشاني الراحل أحمد حجي قديروف تأسست عام 2007.

وفي الختام هنا لا يسعنا إلا أن أحيي العلاقات الأردنية الشيشانية والروسية الدافئة والمتطورة والمستقرة لما فيها كل الخير لدولتينا الصديقتين ولشعوبنا وقومياتنا العظيمة. وأن آوان العالم أن يعرف بأن عهد سيطرة القطب الواحد انتهى إلى غير رجعة بقدوم عالم الأقطاب المتعددة، وبأنه ليس بالإمكان حل أزمات العالم مثل الفلسطينية والسورية
وغيرها العربية، والأوكرانية، والكوريتين من دون تعاون أقطاب العالم خاصة الكبيرة منها الممثلة في مجلس الأمن والأمم المتحدة.

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :