facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




شو يعني لحمة؟


حلمي الأسمر
05-11-2018 03:34 PM

لا بد أن كثيرين منا يتذكرون ذلك السؤال الذي سأله يوما ما أحدهم لذلك الطفل الفقير: كم مرة تأكلون اللحمة في الشهر؟ فكان الجواب الصادم: شو يعني لحمة؟

هذه هي قصة الحرمان العاطفي والشقاء الجنسي، ثمة ملايين من أبناء وبنات أمتنا لا يعرفون "شو يعني لحمة" ولكن اللحمة هنا هي ما تسمى باللغة المتحفظة "العلاقة الحميمة" بين الرجل والمرأة، ومن المفارقة الجارحة هنا أنه رغم كون هذه العلاقة "حميمة" وضرورية ليس للاستقرار البشري فحسب، بل لاستمرار تناسله على سطح الأرض، إلا أن الغالبية الساحقة من بناتنا وأولادنا محرومون منها، ليس بسبب الدين، بل بسبب قلة الدين والحرمان من الدين!

قبل يومين قرأت تغريدة على تويتر جاءت على شكل تقرير ما بدا أنه حقيقة: "لنكن صرحاء، لا يمكن للعقل العربي أن يتحرر وهو مكبل بقيود الدين!" وجاء الجواب من مغرد آخر، كفاني مؤونة الرد حينما كتب: (العكس صحيح. الدين هو الذي يحتاج أن يتخلص من قيود العقل العربي.

الدين يدعو للشورى، والعربي يدعو للاستبداد، الدين يطالبنا بأن نتجادل بالتي هي أحسن، والعربي يجادل بالتي هي أسوأ، الدين يرفض الإكراه حتى على الدين والعربي يكره الآخرين حتى على وجهة نظره.
فمن الذي سيطوّر الآخر؟)

"الناس في إيش، وحلمي الأسمر في إيش"

هكذا علق أحدهم على إحدى منشوراتي على فيسبوك، المتعلقة بالحرمان العاطفي والشقاء الجنسي، الرسالة هنا أن بوصلة حلمي الأسمر تائهة، ومن الأفضل بل الواجب عليه أن يهتم بشأن آخر غير هذه السواليف، وأظن لولا الأدب لكان التعليق أكثر قسوة، كان من الصعب علي أن أختصر الجواب، لأن جوابي كان بحجم كتاب، هو "المُباحية الشرعية"
الرأي العام العالمي اليوم مشغول بقصة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، أنا لا أعرف عن حياته الشخصية الكثير، ومعرفتي به لم تتجاوز بضعة أيام قضيناها سوية في ضيافة الحكومة التركية قبل سنوات، ولكنني على يقين أن السبب المباشر لاغتياله كانت تلك الورقة التي قادته لحتفه، رحمه الله، فقد أراد أن يعبر إلى حياة جديدة خالية من الحرمان العاطفي والشقاء، عبر اقترانه بزوجة جديدة، هي خديجة جنكيز، ولولا تلك الحاجة لتلك الحياة، لما حصل ما حصل!

ربما يبدو الربط تعسفيا بين "اللحمة" بمفهومها الذي تحدثنا عنه، وبين قصة جمال خاشقجي التي شغلت الكرة الأرضية، ولكن الحقيقة نعرفها جميعا، وإن كنا نشيح بوجوهنا عنها، تحت تأثير مفاهيم وقيود آن أن نركلها بأقدامنا، كي نعيد التوازن والاستقرار لمجتمعاتنا العربية والشرقية عموما، تمهيدا لرحلة تحررنا الطويلة، إن على الصعيد الوطني، أو على صعيد أجسادنا المحتلة الرازحة تحت طبقات سميكة من الجهل والتخلف والقهر والحرمان العاطفي والشقاء الجنسي!

نحن نعاني من عبودية غريبة، صنعناها بأيدينا، والعبد لا يحسن الكر، إنّما يحسنُ الحِلاب والصّر, كما قال عنترة لأبيه شداد، مستنجدا به للوقوف في وجه من غزا عبس، وحينما قال شداد لابنه: كر وأنت حر، أطلق عنترة رجولته وواجه الغزاة وانتصر عليهم، ليس كعبد مثقل بالقيود، بل كحر يدفع السحاب بأنفه وترتج الأرض من صهيله!

ومن لا يعرف شو يعني لحمة، لا يتقن لا الكر ولا الصهيل!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :