facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نحو انتصار مختلف


د. نضال القطامين
19-01-2019 06:18 PM

يتسمّر الأردنيون أمام الشاشات من جديد يوم الأحد. لن يكون على هذه الشاشات سوى Live واحد: أحد عشر كوكباً يقطعون مستطيلا أخضر جيئة وذهابا. تلك فرصة ذهبية للإنتقام من القهر، من زوابع في فنجان تُثيرها صفحات الانترنت، تلك التي أشبعنا أهلها مناكفة مباشرة، وتركوا القوم يظفرون بالإبل.

فرصة سانحة، ليلقوا وراء ظهورهم كل الضجر والقلق والجدل والكرز الحامض، ويتابعوا بثّا مباشراً لسياسيي الكرة ولأبطال الملاعب، ولحملة راية الوطن عالية دون ريب ودون منّة.

يملك هؤلاء الفتية عصاً سحرية بوسعها صنع تأثيرٍ كبير في تشكيل الرؤية الوطنية الواحدة. ليس ذاك من شأن التراشق بالإتهام، ولا من شأن الإستعراض والشو الإعلامي المستفز. هذا من شأن الزهو بالنصر وقد صنعته كرات القماش في بطولات الأزقة والحارات.

أحد عشر كوكباً يحملون عبء النهوض بحلم الناس بالنصر، وبمقارعة الأمم على ميدان المستطيل الأخضر، وواجب تعليم العالم، كيف تُصنع البطولات في الحواري الضيقة، وفي حصص الرياضة، أحد عشر كوكباً يصنعون لنا وقتاً مستقطعاً للفرح مثل كل الخلْق، مشهداً يقع بين أجزاء كبيرة لمسرحيات القلق، ومشاهد الواقع العربي المهين، رأى فيها جمهور النظارة العربي، مقاطعاً طويلة من الخيبة والهزائم.

يقرأ الناس جهده النشامى وانتصاراتهم في سياق الكرامة وفي إطار التاريخ الوطني الكبير، وترتقي ركلاتهم وتسديداتهم إلى حد انتصار مختلف، انتصار يُخرج الناس من ثنايا القضايا العالقة، تلك التي أتعبت عيونهم في قراءتها ومتابعة جدلها الطويل.

وحدها أقدامهم من تملك سبيل النصر، إنهم هناك الان على ضفاف الخليج، يقرأون سيرة أهلهم ووطنهم، ويقسمون على السير بها. لا يعبأون بالسياسية ولا الاقتصاد. صحيحٌ انهم ممنوعون من وجبة ميشع/ المنسف، لكنهم سينتصرون في كل وقعة من وقائعهم، وسيأكلون، منسفاً شهياً أعدته أمهاتهم في النهايات الجميلة.

سيتسمّر الأردنيون أمام الشاشات يوم الأحد، وسيرون النجوم تزهو في سماء الكرة. هذه فرصة سانحة لهم للتمادي والاستطراد في اجترار الفرح، سيتسمرون أمام الشاشات، وسيتركون للأحزاب وقتاً كافيا للخروج بتوصيات نحو استقطاب الشباب، ونحو تكوين برامج تقنع الناس بانتخابهم في قانون انتخاب قادم، وسيتركون النواب يتجادلون على الضرائب والعفو والموازنات وما يستجد من أعمال، سيتركون السياسة برهة من الفرح، يعودون بعدها إلى القلق والتفكير والهتاف.

سيتسمّر الأردنيون أمام الشاشات يوم الأحد، الشباب منهم، لينسوا في متعة اللعب والقتال على المستطيل، طوابير الخدمة المدنية، وفرص العمل الضائعة، والبرامج الوطنية المفترض بها استيعاب الالاف منهم، ووضعهم من جديد على أول الطريق في العمل والزواج والحياة.

سيتسمّر الأردنيون أمام الشاشات يوم الأحد، سيتسمّر العرب، لينسوا في متابعة النشامى، جرح القدس النازف وجراح الامة التي تهمي دمعا ودما، سيكون وقتا لفرحٍ مستقطع، ودقائق مختزلة من وقت طويل مثقل بالقلق والغبن واليأس والحيره وهزائم النفس المتتالية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :