facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يا غيْثَ أنفاسِي : إلى أمي


أ.د. خليل الرفوع
23-02-2019 01:25 PM

يا غيْثَ أنفاسِي

وغيمَ قصيدَتي

كالماءِ يبسُطُ كَفَّهُ للذكرَياتِ

وخافِقٌ يهْوِي إليْ

ترنيمةٌ تكفِي لينْقَشِعَ الضَّبَابُ عن الرُّبَى

تعويْذَةٌ منْ عينِهَا تكفي لينْبَلِجَ الصباحُ من الغَسقْ

ولوجْهِهَا تجري الدموعُ من الشجونِ

لطيفِها جَفْنَانِ منْ وهجِ الحنانِ

يُدَفِّئَانِ صَقِيْعَ عُمْرٍ شاخَ في ثوبِ الجَسَدْ

قَلْبٌ يُفَتِّشُ عنْ طفولةِ روحهِ

عنْ وجهِهَا بينَ المرَايا والحكاياتِ النديَّةِ

ما تبقَّى روْحُهَا

قلْبٌ تُبَعْثِرُهُ السنون على الخُطَى

محمولةٌ أشواقُهُ فوْقَ الأكُفِّ اللامعاتِ بومْضِها

فتَحُطُّنِي ألَـقًا على هُدُبٍ يَضُمُّ طفوْلَتي ورُعُوْنَتي

ويضمُّنِي وجْدًا على وجدِ الصَّبِيْ

شِعْرِي وما في القلبِ من وهَـجٍ أرتِلُه لها

أوَّاهُ يا أمِّي سَرَى في نشوةٍ صوفيةٍ متوشِّحًا ضوْءَ القمَرْ

كصبابةِ العُشاقِ

يجري في دمي

أوَّاهُ يا وجعًا على الآهَاتِ يسكبُنِي ابتِسَاماتٍ

كوجْهِ البدْرِ يطْوِيْنِي بحُبٍّ سرْمَدِيٍّ

كالرُّؤى تجتاحُ أخْيلَتي لها

أمَّاهُ هذا الوجْدُ مُنْسَكِبًا على

شُرُفَاتِ طلَّتِكِ الحَييَةِ لِلُّقَا

تسْبِيْحةٌ للروح يأتي

نفْحُهَا أرَجًا إلهيَّ النسيمْ

أمَّاهُ هذا الوجْدُ

ينثرُني عبيرًا في سكونِ الياسمينْ

فَأنا كأنْتِ وأنتِ نَهْرٌ من أمانِي الطَّيبينْ

غنَّيْتُك الأشعارَ مثلَ سَحَابَةٍ أرْوَتْ

ربيعَ القلْبِ بعدَ هُطُوْلِهَا

سَكَنًا على ألمِي فَأحْيَتْ

كُلَّ أغْصَانِ الحَنِيْنِ فَأنْتِ بَدْءُ حِكايتِي

منْذُ التَقَيْنا في الثَّوَانِي

وافترقنا في الغروبْ

بوابةٌ للذكرياتِ تهُدُّ ذاكِرَتي

بأنواعِ الهُمُومِ وتهْتَدِي للقلبِ

يجْفُلُ طاعِنًا بِرُمُوِشِ عينَيْكِ المَنُونْ

والمُؤْرِقَاتُ من الليالي أوْجَعَتْ

دَفْقَ الفؤادِ

فنبضهُ بَرْقٌ بلا مطرٍ

كَأنَّ الرِّيْحَ تَحْتِي

والنَّهَاراتُ احْتراقْ

ما زِلْتُ طِفلا يبتغِي رِمْشًا يُخَبِّئُ وجهَه في ظلِّهَا

يا ليتني ما زلتُ في فجرِ الحكايةِ طِفْلَها

أحكي مسَرَّاتِي وليْ ما أشتهي

منْ مُشْتَهَى

فأراكِ بوحَ قصيدةٍ

هُـزِّي إليك بجذعِها يأتي الشَّذَى

يهْتَاجُنِي ويعيدُني للصورةِ الأولى قريبًا منْ تراتيلِ الإلهْ

صَبًّا على أعتابِ رائحَةِ النَّـبِـيِّ وآيةِ الكرسيْ.

يرسُو على شطِّ اللِقاءِ مُخَدَّرًا

ومِنَ الحنانِ إلى الحنانِ يطيْرُ

مثلَ فراشَةٍ ريَّانَةٍ منْ دِفْئهَا

أمَّاهُ يا دِفْئا يُدّثِّرُنِي بفيضِ دُعائِهَا

منْ بَعْدِ موتِكِ ظَامِئٌ قلمي

وبِيْ وجَعٌ يُسَهِّدُنِي

ويرمي حَسْرتِي نَايًا على نوْحِ الحمائِمِ في النُّؤى

من بعدِ موتِكِ عادَنِي

صوتُ الرَّدى

شُطْآنِيَ العطْشَى أُلمْلِمُهَا

وأنتظِرُ الرَحِيْلَ منَ المماتِ

إلى الحياةِ ، فرحلَـتِيْ هِيَ ساعةٌ في الانتظارْ.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :