facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كباب في سان ديجو .. بقلم : رائد صالحة


24-08-2009 09:07 PM

مدينة "سان ديجو" تشبه إمراءة تعيش في قارورة نبيذ ، وهى، بلا ريب، وراء الشهية التى انتابتنا فجأة لأرتياد المطاعم والتسوق بحثاً عن مآكولات تنتمي لقوميات متعددة، وهى هواية جديدة لم أكترث بمزاولتها في " ولاية نيوجرزي" الغراء لأسباب لا داعى لشرحها !.

كاليفورنيا تضم جالية ايرانية كبيرة جداً مما يفسر الأنتشار الواسع للمطاعم التى تحمل اسماء فارسية ، بدءت مهمة (نداء المعدة) في مطعم بديع الشكل يدعى (الجوهرة الفارسية)، وطلبنا لائحة الطعام فإذا بها : كباب .. كفتة.. شيش كباب.. حمص.. ، لم اتمكن من الصمت وقلت للمضيفة المهذبة .. هذا طعام عربي اريد تجريب طعام ايراني .. المضيفة تخلت عن لبقاتها وبدأت مهمة الدفاع عن العرش الفارسي بالقول: الكباب آكلة إيرانية .. الأسم دليل على ذلك .. وتأملتني بنظرات لا تخلو من حقد ... (الكباب مش عربي )!.

في اليوم التالي اخترنا مطعماً تركياً يدعى ( تاج استنبول)، من الواضح أنه يفخر بالأمبراطورية العثمانية ، لعل وعسى أن نتذوق وجبة مختلفة وإذا بلائحة الطعام مزينة الكباب والكبدة والشورما والحمص ، والأنكى من ذلك كله .. لائحة طعام تصلح لمطعم عربي في وسط عمان ولكنها مكتوبة فقط باللغة التركية .

ابتعدنا قليلاً عن اطراف المدينة وعثرنا عى مطعم لاتني .. الطباخ والنادل يتحدثان الأنجليزية بلكنة مكسيكية واضحة، ولكن لائحة الطعام لا علاقة لها بالتأكيد ب(مكسيكو سيتي) ... همص .. جايروا(شاورما)..، حاولنا الهروب إلى مطعم يوناني النادل وعدنا بوجبة إغريقية ممتدة إلى التاريخ ، وأحضر لنا أسياخ الكباب المؤلوفة مع محاضرة عن عراقة أثينا، ولكي يبرهن عن كرم ضيافة احفاد آرستو وآفلاطون والأمبرطورية الرومانية البائده فقد أحضر لنا قطعاً من الفلافل.

سألنا إحدى الحسناوات عن مطعم مختلف يقدم وجبات تبتعد عن الشطائر االأميركية العسيرةالهضم .. فكرت ملياً، وأشارت بيدها إلى مطعم مقابل تبدو عليه ملامح شرقية ، اقتربنا قليلاً وإذا بكلمات عبرية صارخة تلطخ صالة المكان مع صورة ملونة لصحن فلافل تبدو عليه ابتسامة نزقه!.. هربنا بعيداً ونحن نتذكر مشاهد فيلم( الأرهاب والكباب ) لعادل إمام ، ووجدنا انفسنا في مطعم لاتبدو عليه اية بشرة سمراء او بيضاء ، سألنا النادل عن لائحة الطعام وإذا بها كالعادة ... كباب.. كفته.. حمص سألنا النادل ثانية عن جنسية صاحب المطعم فخرج علينا رجل بشاشة ولطف وابتسامة مرحة قائلاً : ابو ضرار من وادي موسى!

قصة نسب وحسب الكباب والفلافل بغض النظر عن هوية الأب المجهول اثارت لدينا علامات إستفهام تتجاوز بالتأكيد فنون الطهي عند شعوب وقبائل العالم غير الأميركي!.

سان ديجو استضافتهم جميعاً ولكنهم اصروا على العراك تحت اسم الكباب ، سان ديجو احتضنتهم جميعاً ولكنهم اصروا على الخلاف حول الفلافل، سان ديجو اجمل المدن، عامرة، ومدنهم .. كلها خراب !
فما رايكم دام او "طاب" فضلكم !.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :