facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"القرم" والعلم الروسي الأكبر في العالم


د.حسام العتوم
21-03-2019 01:49 PM

شهدت الأيام القليلة الماضية من هذا العام 2019 وتحديداً بتاريخ 16 آذار الجاري احتفالاً في الفدرالية الروسية ومنها في إقليم القرم/ الكريم بمرور خمسة أعوام على عودة الإقليم إلى عرين وطنه روسيا بما يشبه عودة السيف إلى غمده وبالطرق السلمية والقانونية والديموقراطية وعبر استفتاء حصد 95% من أصوات القرم، وهو الذي ألحقه الاتحاد السوفيتي إدراياً واقتصادياً عام 1954 لأوكرانيا في عهد الرئيس نيكيتا خرتشوف، بينما هي جذوره في التاريخ روسية خالصة وتعود لعام 1783 إبان حكم كاترين الكبيرة الثانية، وترك لاحقاً في العهدة الأوكرانية في الفترة الزمنية الواقعة بين عامي 1991 و2014 أي حتى بعد الانهيار السوفيتي وبمسافة زمنية تقدر بـ 23 عاماً، ولسبب يعود لانسجام السياسة الأوكرانية مع الروسية خاصة في عهد الرئيس فيكتور يونوكوفيج، وتم رفع أكبر علم روسي في العالم من حيث الحجم في إقليم القرم هذا العام أيضاً بالمناسبة وبحجم وصل إلى 1423 متر مربع، ودخل موسوعة ريكورد (الرقم القياسي) الروسية، وهو يستحق أيضاً أن يدخل في موسوعة (غينتس) العالمية في ذات الوقت، وبكل الأحوال أعطى مؤشراً على ثقل الشرعية الروسية على الإقليم رغم معارضة ساسة أوكرانيا الحاليين، وفي مقدمتهم الرئيس الحالي بيترو باراشينكا المرشح الرئاسي رقم (2) في الانتخابات الأوكرانية الرئاسية المزمع عقدها في أوكرانيا بتاريخ 31/ آذار الجاري تحت توقعات روسية بفوز الفنان الكوميدي الأوكراني الشهير فلاديمير زيلنسكين وبكل الأحوال ستبقى صناديق الاقتراع الأوكرانية هي الحكم والفيصل التي لن يشارك فيها سكان إقليم القرم، ولا حتى شرق أوكرانيا، ولا الأوكرانيين القاطنين في العمق الروسي والرقابة الروسية محظورة فيها بطبيعة الحال، وتجاذبات سياسية وإعلامية بين موسكو وكييف حول الانتخابات الرئاسية الأوكرانية هذه يتصدرها الإعلامي سالفيوف.
وأمريكا على الخط تساند الانفصال الأوكراني السياسي والاقتصادي عن روسيا، وهناك توجه روسي للبحث عن صداقة جديدة دافئة مع أوكرانيا خالية من الرئيس باراشينكا ومن التيار اليميني المتطرف البنديري المعيقان للعلاقات الجديدة المطلوبة بين كييف وموسكو وخاصة بكل ما يتعلق بأهمية تنفيذ اتفاقية (مينسك) الضابطة للاستقرار الأوكراني، والمنظمة للعلاقات الأوكراينة الروسية تحديداً.
وزيارة الرئيس فلاديمير بوتين لإقليم القرم وتهنئة أهله من شتى الأصول والمنابت، وافتتاح محطتين لتوليد الكهرباء بتاريخ 16 آذار، وزيارة سبقتها لافتتاح الجسر المعلق الأطول في روسيا والأغلى في العالم بتاريخ 15 مايو 2018 الذي يربط الأراضي الروسية بإقليمها القرم، وتحديداً فوق مضيق كيرتش بين بحري آزوف والأسود وبطول بلغ 19 كيلو متراً بين مدينتي كراسنادار وكيرتش، وسوف يشمل خدمة السكك الحديدية في العام 2020، ورسخ بدوره من أهمية عودة إقليم القرم إلى عرينه الروسي، والإقليم فعلاً عاد ولم يُضم فقط. وقابل الخطوة الروسية الرئاسية هذه احتجاج من قبل رئيس وزراء أوكرانيا فلاديمير غروسمان وقتها، واجتاحت حالة من عدم الرضا غرب أوكرانيا طالت الساسة والبرلمان ونسبة من عامة الأوكران.
وللأسطول الروسي في البحر الأسود مهمة أمنية وعسكرية هامة على حدود روسيا الجنوبية، وأعطت أهمية خاصة لتمسّك موسكو بإقليم القرم وسط حرب باردة تثير غبارها وعقوباتها واشنطن، وهنا في عاصمتنا الأردنية عمان احتفل الجانب الدبلوماسي الروسي بالمناسبة هذه في مركز العلوم والثقافة برئاسة ستانيسلاف سيماكوف، وتم عرض فِلم خاص عن إقليم القرم وأهميته، وتصدر السفير الروسي الجديد غليب ديسياتنيكوف كلمة الحفل باللغة الروسية مباشرة حيث قال فيها بأن القرم سيخضع لبرنامج إصلاحي يستمر حتى عام 2022، ويشهد إعادة بناء لمطاره الدولي، وارتفاع لرواتب العاملين إلى الضعف، وطريق معبد بمسافة 250 كلم يربط جسر القرم بالعاصمة سيمفيروبل، وهو الإقليم الذي صوت بنسبة 92% لصالح بوتين عام 2018، وتحويل للقرم لمنطقة حرة اقتصادية، والتخطيط لخلق 14 ألف فرصة عمل جديدة، وتحويل القرم إلى محطة لأنظار الاستثمارات الأجنبية ومنها التركية، والإيطالية، والهندية، والصينية. وعلاقة مع رجال أعمال أردنيون زارو القرم ويعقدون العزم على الاستثمار فيه في مجال الزراعة، ولقاء اقتصادي استثماري هام سيعقد في القرم في الفترة الزمنية الواقعة بين 18 و 20 نيسان المقبل.
ولقد لفت انتباهي ما ورد في الكلمة الهامة باللغة العربية للوزيرة الدكتورة نانسي باكير شاهدة العيان التي زارت القرم والتقت بقادة الإقليم ساسة ونواباً كبار، وأشادت بالطريقة القانونية والحضارية لعودة الإقليم، وانتقدت الهجمة الأمريكية والغربية الشرسة والادعاء بالوقوف إلى جانب أوكرانيا. وخرجت بانطباع مفاده بأن الإقليم لم يشهد اية إصلاحات منذ التحاقه بأوكرانيا في فترة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 وحتى عام 2014، وذكّرَت بالتدخل الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط في العراق، وليبيا، والسودان، واليمن، والجزائر، وكيف عملت روسيا على إنقاذ سوريا من مصير قاتم. وهو الأمر الذي أعطى مؤشراً على أن أوكرانيا استشعرت عودته لروسيا وتركته من دون إصلاحات لهذا السبب.
وذات الوقت كنت أتمنى لو أتيحت الفرصة لأي من الكتاب الأردنيين الكبار في الشأن الروسي السياسي أن يُظهروا رأيهم وموقفهم من موضوع عودة إقليم القرم أسوة بشهود العيان بعد زيارتهم له. ومبارك من جديد عودة إقليم القرم، ونعم لعلاقات روسية أوكرانية سليمة خالية من التدخلات الخارجية ذات العلاقة بالحرب الباردة التي يُراد لها أن تستمر لأسباب سياسية واقتصادية وعسكرية قاتمة. ونعم لقيادة روسيا لعالم الأقطاب المتعددة والمتوازنة، ومرحبا حتى بعلاقات حميدة روسية أمريكية وبالعكس لما فيه كل الخير للتنمية الشاملة وللبشرية جمعاء.





  • 1 اياد السلمان 26-03-2019 | 06:10 AM

    مقال جميل وعميق ومتكامل

  • 2 اياد السلمان 26-03-2019 | 06:10 AM

    مقال جميل وعميق ومتكامل


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :