facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




روسيا،والملف السوري، والجولان


د.حسام العتوم
27-03-2019 01:09 PM

في سوريا كان الاتحاد السوفيتي بقيادة روسيا منذ عام 1944، وساهم في بناء البنية التحتية ومنها العسكرية بعد الخروج من مصر بداية سبعينات القرن الماضي، وفي الزمن المشابه الذي رغب فيه جمال عبد الناصر تحرير فلسطين التاريخية 1948 بالتعاون مع سوريا، والأردن، وبدعم من العراق، وتحت شعار (ما أُخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة) هدد الاتحاد السوفيتي بقطع العلاقات مع إسرائيل إن لم تتوقف الحرب من جانبها، ولم يكن متوقعاً بأن خسران الحرب سيكون سريعاً بفقدان (سيناء، والضفة، وغزة، والجولان)، وتمحور السبب في التفوق الاستخباري للعدو الإسرائيلي، وبجاهيزته العسكرية المسنودة من الغرب الأمريكي.

وشهد عام 1973 أول وآخر محاولة لسوريا حافظ الأسد لتحرير الهضبة السورية (الجولان) عبر حرب سميت بـ أكتوبر في مصر، وتشرين في سورية، وبيوم الغفران في إسرائيل، وشاركت فيها مصر بهدف تحرير سيناء، وشارك الأردن بلواءه المدرع الأربعون بقيادة الجنرال خالد هجهوج المجالي من وسط جيشنا الأردني العربي القوات المسلحة الباسلة، وقدم باقة من الشهداء، ووقف السوفييت ومنهم الروس بشجاعة إلى جانب سوريا، ووقفت الولايات المتحدة الأمريكية بقوة إلى جانب إسرائيل، وشكلت فسيفساء الحرب نصراً محدوداً على إسرائيل، وتم تحرير مدينة القنيطرة وبلدة الرفيد الجولانية، بينما كانت مساحة التحرير أكبر قبل يوم واحد (من أكثر من 600 كلم إلى 60 كلم) فقط. ويومياً كانت الصواريخ البالستية السوفييتية تُسقط قرابة مائة طائرة عسكرية إسرائيلية فوق سماء المعركة، وشارك العراق في الحرب هذه في ساعاتها الأخيرة بسبب سوء التنسيق السياسي والعسكري آنذاك.

يتحدث فلاينت ليفريت في كتابه (وراثة سورية – اختبار بشار بالنار) ص314 بأن مجلس الشعب ينتخب بشار بتاريخ 27 حزيران من عام 2000 رئيساً للجمهورية. وفي ص 363 منه نقرأ معلومة مفادها بتسريب تقرير للحكومة الإسرائيلية من رئيسة مجلس الأمن القومي غيورا آيلاند لرئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون حيث يقول بأن الانسحاب السوري من لبنان لا يخدم المصالح الإسرائيلية حيث تحذر من أن الانسحاب يمكن أن يقود إلى تأجيج الوضع في الجولان المحتل (ديلي ستار 2/2/2004). وفي ص 401 من الكتاب أعلاه نقرأ أيضاً (بشكل أساسي ابتداء من حرب العراق، أو بفترة قصيرة بعد ذلك، كان بشار يصرح بشكل ثابت، وبشكل منتظم بأنه يريد استئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل.
وأكد خبر لقناة BBC بتاريخ 27 أبريل 2008 بأن رئيس الحكومة التركية آنذاك رجب طيب أردوغان قال بأن بلاده لعبت دور الوسيط بين سوريا وإسرائيل. وذكرت صحيفة الشرق الأوسط لعام 2009 بأن أردوغان كشف النقاب عن أن إسرائيل طلبت من بلاده الوساطة لإعادة المفاوضات مع سوريا. وكانت سوريا علقت مفاوضات السلام غير المباشرة الأخيرة مع إسرائيل على أن يتم استئنافها وفقاً لثلاثة شروط بينها التزام إسرائيل بالانسحاب التام من الجولان إلى خط الرابع من يونيو عام 1967، حيث طلبت إسرائيل عدم تقييد المفاوضات التي رعتها تركيا آنذاك بشروط مسبقة.

وفي المقابل لم يلجأ الرئيس بشار الأسد لخوض معركة جديدة مع إسرائيل بشأن الجولان وتمسك بقرار بلاده القومي الذهاب إلى السلام من دون شروط مسبقة، وهو الأمر الذي رفضته إسرائيل، ودخلت سوريا بعد ذلك ابتداءً من عامي 2010/2011 إلى أزمة دموية طويلة المدى بسبب تقديم نظامها للأمن على السياسة، ولاصطدامها مبكراً حتى مع دول الجوار من عرب وعجم، ولم تعد بعد ذلك متفرغة لبحث موضوع وقضية الجولان المحتل. وإلى وسط الأزمة السورية دخلت أمريكا أولاً بعد اشتباك سلطة دمشق مع المعارضة والمقاومة الوطنية، ومع الإرهاب الذي قدم إليها من 80 دولة وتصدره عصابتي (داعش) و(النصرة) المجرمتين، والباحثتين عن السلطة أيضاً. وحملت معها أمريكا الخطة (ب) البديلة للسلام والحلول السلمية، وزجت العرب أصدقاءها بها، وهي عسكرية بالمناسبة، وراوغت بورقتي داعش والنصرة، وعدَّ نظام دمشق قدومها من دون دعوة غير مرغوب به، لكنها -أي أمريكا- دولة عظمى وتتصرف كما إسرائيل على أنها فوق القانون الدولي. واستطاعت روسيا في المقابل أن تقلب الطاولة في دمشق، وبأن تُدخل حلولها السياسية الناجعة عام 2015 عبر مؤتمرات (جنيف) (والأستانا) و (سوتشي)، واستمالت أمريكا بهدف تفكيك ترسانة السلاح الكيماوي السوري عام2013 الذي فشلت أمريكا لوحدها بإيجاد حل لبقائها، وعملت في ذات الوقت على تخويف دول الجوار السوري من الخطر الكيماوي العسكري لدى سوريا، ولم تتمكن من دون روسيا تفكيكه، وهو ما حدث لاحقاً، ووصلت روسيا مع أمريكا والأردن إلى مرحلة مناطق خفض التصعيد، وبدأت تعالج مسألة اللجوء السوري خارج سوريا وداخلها بالمساعدات، والمساكن المؤقتة، وتدعو لإعادة بناء سوريا بنفس الوقت، وقدمت مساعدات إنسانية هائلة لأهل سوريا مع بدايات أزمتها.

لكن روسيا لم تعتبر الجولان المحتل جزءاً من ملف الأزمة السورية الحالية الشائكة، وحاربت الإرهاب في سوريا بقوة وبوضوح في المقابل، ونجحت في ذلك، مع أنها تعتبر احتلال الجولان إجراء غير مشروع، واستيطان مرفوض وغير شرعي، ويجب العودة لحدود الرابع من حزيران لعام 1967، وهو ملف منفصل يحتاج لمعالجة منفردة عجز الطرفان السوري والإسرائيلي عن الوصول لحل نهائي له كما عجزت الوساطة التركية عن إيجاد حلول وسطية له تناسب الطرفين السوري والإسرائيلي المتشددين، ولم يكلف الجانبين السوري والإسرائيلي في الوقت الحاضر ومع إشراف الأزمة السورية على الانتهاء والتعافي روسيا، أو مجلس الأمن، أو الأمم المتحدة على العمل مجدداً بهدف الوصول إلى سلام نهائي حول موضوع الجولان المحتل في وقت يعرف العالم فيه أن الاحتلال إرهاب واضح وصريح.

وأمريكا المنحازة بشكل كامل لإسرائيل، ولاحتلالها للجولان، ولفلسطين، وللأراضي اللبنانية غير معنية بأي حلول ناجعة، ولم تكن يوماً كذلك، وعلى العكس تماماً هي من أفقدت السلام هيبته ورسخت الاحتلال الإسرائيلي، وشجعت على الغطرسة، وعلى قصف سوريا ورام الله، وغزة، ولبنان، كلما اعتقدت أن ذلك يشكل أهمية بالنسبة لأمنها الذي تقدمه على السلام والسياسة العادلة.
وذهبت أمريكا أكثر مع إسرائيل بهدف تمرير صفقة القرن المشبوهة والتي تشمل كل فلسطين وإلغاء دولتها، وضم قدسها لإسرائيل، والتطاول إن أمكن حتى على الوصاية الأردنية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وإزالة صفة الاحتلال عن الجولان (الهضبة السورية) المحتلة، والتخطيط لخطوات أبعد ظالمة للمنطقة الشرق أوسطية العربية والإسلامية مثل إيران وأوسع. وأمريكا ترمب وبما تملك من هوس جنون سياسي لن تستطيع أن تشرعن الاحتلال لأراضي العرب في فلسطين، وسوريا، ولبنان، ما دامت الأمم المتحدة موجودة، وما دام مجلس الأمن موجود، وكلاهما يحتفظان بالقرارات الدولية الخاصة بالاحتلال، وفي الوقت الذي لا تحترم فيه أمريكا قبل إسرائيل مشاعر وكرامة العرب، آن أوان العرب أن يحترموا أنفسهم ويعلنوا وحدتهم الحقيقية على كافة المستويات.

وروسيا المعارضة لأمريكا ولإسرائيل والناقدة لقراراتهما الجوفاء أفضل ألف مرة لنا من أمريكا التي تتدعي أنها صديقة للعرب وتعمل تحت الشمس من أجل قذفهم إلى خارج التاريخ والمستقبل، وعلينا جميعاً ذات الوقت أن ننتظر ميلاد أمريكا جديدة منصفة للعرب ولغيرهم، ولقضاياهم العادلة مع انتهاء الحرب الباردة بين الغرب الأمريكي والشرق الروسي، وهو مجرد أحلام، مادامت غريزة السيطرة والطمع في سوق الاقتصاد العالمي ماثلة وعبر صنع الأزمات والحروب وبشكل مستمر من طرف أمريكا تحديداً المحتاج رئيسها (ترمب) لتقديمه لمحاكمة في محكمة لاهاي الدولية.
ويحضرني هنا تصريح هام لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي قال فيه بتاريخ 25 آذار الحالي 2019 بأن اعتراف واشنطن بسيادة إسرائيل على الجولان انتهاك سافر للقانون الدولي. (البوصلة).
وأُحيِّي هنا موقف جلالة الملك عبد الله الثاني الصلب إلى جانب القدس واعتباره خطاً أحمر، وبرفضه للتوطين، وللوطن البديل، وباعتزاز جلالته بجيشنا العربي المصطفوي، صاحب التاريخ المشرف في القدس وفلسطين.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :