facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"نيتس دي جي" النسخة الأردنية


علاء مصلح الكايد
31-03-2019 04:22 PM

سلاح ذو حدين هي التّكنولوجيا المتطورة و المتسارعة ، و حتى لا نخسرها أو نخسر من جرّائها أصبح من الضروريِّ أن نبقي على قيمها الإنسانية و الرقابية الفعالة مع التخلص من فتنتها و آثارها الفتّاكة كمنصاتٍ لإطلاق للصواريخ اللّفظية و تناقل الدعاية الهدّامة .

و أمام ما يعصف بالمحيط ، أصبح التحوُّط من مسِّ الوحدة الوطنيّة و عوامل تماسك الدّولة و تحصين مؤسساتها و أمنِ مُجتمعها حاجاتٌ أساسيّةٌ تجاوزت الرّفاه و لم نعُد نملكُ ترف الوقت لنتبيّن إن كانت التكنولوجيا التعبيريّة ستُحدِثُ شرخاً أم لا ، بل الوقاية خير .

فالأمر أشبه بقانون السير ، حيث الجميع يرغب بأن يقود مركبته بالطريقة و السرعة التي يشاء مع حفظ سلامته و حقوقه عبر إجبار الغير على الإلتزام بتلك القواعد .

و أمام سلبيّة الإستخدام و آثاره المتمثّلة بسرعة الإنتشار و سعة النطاق و أبديّة الإساءة ، سنّت ألمانيا قانوناً صارِماً يُجرّم خطاب الكراهيّة و إثارة النعرات و الأخبار الكاذبة بما يمنح السّلُطات الألمانيّة الحقّ في إجبار إدارات مواقع التواصل - فيسبوك، وتويتر، ويوتيوب و غوغل و غيرها - على حذف المحتويات المخالفة خلال مدة تبدأ من أربع و عشرين ساعة حتّى أسبوع و بغرامة تصل قيمتها إلى ( ٥٠ ) ألف يورو على تلك المواقع و حَملَ القانون إسم " نيتس دي جي " .
و هذا تماماً ما تنتوي بريطانيا سلوكه من طريقٍ إذ شرعت بمشاوراتٍ أساسها " ورقة بيضاء " ستنتهي بحزمة قوانين منها قانونٌ شبيهٌ للقانون الألماني - تصل عقوباته لحوالي ٤٪؜ من أرباح شركات مواقع التواصل السنوية - و تشريعات محلّيّة تعالج سوء الإستخدام ،
و يتّضح من هذا أن فلسفة الإجراء لا تهدف لمصادرة الرّأي أو الحجر عليه بل الموازنة بين المصلحة العامّة التي يغلّبها القانون منعاً للأذى و المصلحة الخاصّة التي تُصان طالما إبتعدت عن تهديد حياة و مصالح و حقوق و كرامة الآخرين فرادى أو جماعات ، و يشبه هذا القانون الإجرائيّ إغلاق مسرح جريمة أو إغلاق طريقٍ يشهد حادثاً خطراً في سبيل تطويق مصدر الأذى و التعامل معه بإجراءاتٍ مُستعجلةٍ تكبح جماح الشّائعة و تُطفئها .

و قد إنتهجت دولٌ برتوكولاتٍ تضع ضوابطاً لإستخدام الفضاء الإلكترونيّ بالإضافة للقوانين الناظمة له و مثال ذلك إستحداث وزارة الثقافة السعودية وثيقةً تنظّم نشاط ( المؤثِّرين ) على مواقع التواصل مما يستوجب منهم إستصدار رخصةٍ سنوية ، و قد سبقتها دولة الإمارات بإجراءٍ مشابه و قانونٍ مُشَدَّدٍ للجريمة الإلكترونيّة عُدِّلَ فغُلِّظَت عقوباته ردعاً للمُسيء و زجراً لغيره حِفظاً لأمن المجتمع و النّأي به عن الفتنة .

و بمقارنة سريعة لقانوننا ، نجد أن أسوأ ما فيه هو التسمية ، إذ أنّ لفظة " الجرائم " نادرةٌ ولا تصلح لقانونٍ تنظيميٍّ بل تقتصرُ على فصلٍ من فصوله فقط ، لكنّه مرِنٌ بصورته العامّة مع الحاجة لإصلاحه تشريعيّاً بالتّركيز على إيجاد تعريفات جامعةٍ مانعةٍ تسهِّل تبيان الفعل المُجرَّم ، ليكون القانون أشبه بدليل إستخدامٍ يتيح للمواطن تبيُّن حدود الفعل بين الإباحة و التجريم و بما لا يفقدنا الوسيلة الفعّالة المستحدثة في الرّقابة و التي يمارس الشعب من خلالها دوره وواجبه في الإصلاح ضمن الثوابت الوطنيّة ، بلا إفراط ولا تفريط .

فمن يعتقدُ أنّ سِهَامَ الكَلِمِ المرافقة - و التي سترافق بعلاقةٍ طرديّةٍ - المتغيّرات التي تعصف بالمنطقة عبثيّةٌ كمن يدفن رأسه بالرِّمال ، و لعلّنا نشهد منها سيولاً يوميّةً كشائعة حضور ١٠٠ شخص لحفل عشاء في السفارة الإسرائيليّة بالتزامن مع التشديد و التشدُّد الملكي بحُمرة خطّ القدس و الوطن البديل و التلويحُ بمناوراتٍ سياسيّةٍ و دبلوماسيّة ، و كذلك سيل الفرضيات و التحليلات المفزعة و المؤلمة التي تم تناقلها قبل القبض على الجاني في الجريمة البشعة التي نالت من روح الطفلة البريئة " نيبال " - رحمها الله - إذ نريد بقاء هذا التكافل و التعاضد لكن بما يراعي شعور المجني عليهم و ذويهم و يكفل عدم تداول المعلومات المُضلِّلة و المؤجِّجة إبتداءً و التي تُظهر الحادثة الفرديّة كظاهرةٍ شائعةٍ و مُتكرّرة .

إنّ ما يجري مُفزع و لا أثر أو رابط بينه و بين حرية التعبير ، فإذا أردنا حرّيّة تعبير بأقلّ قدرٍ من التجريم و الإجراءات البوليسية و القضائية فعلينا أن نمكّن الدولة من ممارسة واجباتها الوقائيّة و المواكبة للأحداث ضمن إختصاصها لوأد الشائعة و/أو الإساءة في وقتها ضمن الحدود التي لا بدّ من أن تتيحها القوانين و الأنظمة ، و هي - الدولة - لا تمتلك أيّ حقٍّ بل هي مجرّد جهةٍ تنفذ ما عليها من واجبات في سبيل حماية الوطن و المواطن و أمنهما .

نريد الحِفاظ على النَّصلِ النّافع من السيف التقنيِّ القاطع ، الزّهرةُ لا الشوكة ، و ألّا نستهين بحدّة هذا الأداة إن هيَ إستُخدِمَت في غير غاياتها ، فلا يناهض سياسة الإحتواء الخارجيّ سوى سياسة التكتُّل الدّاخليّ .

فلنتعامل مع التشريعات النّاظمة للرّأي بموضوعيّةٍ و تفهُّمٍ فالمصلحةُ العامّة أَولى بالصّيانة و الرّعاية مع إحترام الخاصّة بقدر ما تنسجم معها .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :