facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بالعربية الفُصحى: الشّك


عروبة الحباشنة
10-04-2019 12:31 PM

هو الحالة المرضية الأكثر تعقيداً على النفس البشرية جمعاء، وهي تندرج تحت سياق الوهم وصياغة الخيالات المريبة ومن ثم تصديقها حتى يصل الأمر إلى فقدان الثقة بالنفس ومن ثم الآخر البرىء من تلك الخُزعبلات الطارءة على مجتمعاتنا العربية.

يقول" أبو حامد الغزالي "وهو من أهم الفلاسفة الذين اتخذوا فلسفة " رينيه ديكارت" منهجاً لأفكاره الفلسفية:

" إن العلم اليقيني هو الذي يُكشف فيه المعلوم انكشافاً لا يبقى معه ريب ولا يقارنه إمكان الغلط والوهم"

فإن كنت إنساناً يقينياً حذقاً فهذا يعني أن الآخر الشكّاك يُكشف أمامك لأنك ببصيرة اليقين قادر على كشفه دون أدنى" شك " أي أن اليقين هو الأقوى على ردع المريض بالشك وحامل قناع الطيبة وهو يخشاك ربما من تناول قطعة حلوى صَنعتها يديك بحب وصدق ونظافة روح ونظافة يد!!!

الأجمل من كل ذلك أن الإنسان الفطن والمجبول باللاشرور وأللاحقد والبعيد عن وسوسات الهواجس قادر على صياغة البعد الحقيقي للشخصية المريضة أمامه، فالنظر إلى قشور الأمور يُهلك صاحبه ولكن بحالة الشك الديناميكي الذي أؤيده هنا فقط فإنه ينتج عنه انقلاب بالأفكار السلبية والسعي لتحويل الواقع المر إلى واقع أجمل وهي " الافكار الانقلابية" ليست بالهدامة و التي استخدمتها معظم الشعوب في الثورات ضد الظلم والاضطهاد وفرعنة الأنظمة المستبدة.

الشك غير المرضي هو المؤدي إلى طريق البصيرة فقد قالها
" ديكارت" :

" كل موجود لا بُد لهُ من موجد "
" الطعام يختلف مذاقه عندما نكون مرضى"

ويتممها الغزالي :
" من لم يشك فلم ينظر، ومن لم ينظر لم يبصر، ومن لم يبصر، يبقى في متاهات العمى."

هذا الشك المبني على الحقيقة لا الوهم المنبثق من الرغبة في تقمص فكرة الحاسة السادسة والسابعة على الرغم من عدمها بالمطلق لديه وانها لا تقود إلا لعزلك اجتماعياً وكرهك من قبل الآخرين وتحسسهم من وجودك المريب وثقل دمك.

أزيلوا الأقنعة يا سادة يا كِرام فالنبلاء المجبولون على فطرة الخير لا الشر هم وحدهم أهلاً للثقة لا للشكوك والخيال المحبوك، أحبوا أنفسكم فالنفس تُساق بالثقة والمحبة والصدق.

عطروا بيوتكم بمن يستحق أن يدوس نظافة عتباتها فالدخلاء يجلبون لك روائح أنفسهم المريضة وأقنعتهم الديكارتية المُضحكة ولتمضي الحياة كما نستهوي أيامها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :