facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




روسيا في ليبيا .. ما هو الهدف؟


د.حسام العتوم
01-05-2019 11:40 AM

اينما تكون امريكا تحط روسيا رحالها، والعكس صحيح أيضاً، وهكذا كان الأمر إبان الحقبة السوفيتية عندما انقسم العالم إلى اتحاد سوفيتي وولايات متحدة أمريكية، وحليفيهما العسكريين (وارسو) و(الناتو) وكل ذلك جرى ويجري الآن من وسـط الحـرب الباردة (Cold War) المتجددة ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية (العظمى) 1945 رغم رفض روسيا لها ومناداتها بعالم متعددة الأقطاب ومتوازن وخالي من سباق التسلح. وإلى ليبيا جاءت الفدرالية الروسية متأخرة وبعدما وقع الفأس بالرأس واغتيل القذافي على يد الثورة والمقاومة الليبية وحلف (الناتو) العسكري بدايات الربيع العربي عام 2011، وهي أي روسيا التي كان بأمكان قصرها الرئاسي (الكرملين) أن يوقف الحرب عليها باستخدام (الفيتو) وشجبت الاغتيال الذي حدث بطريقة غير حضارية، وخارج إطار قانون محكمة أمن الدولة الليبية، ولم يخطر ببال موسكو وقتها دخول ليبيا حالة الثورة الجارفة، ولم تستطيع أن تستوعب بداية فسيفساء خارطتها السياسية القبلية. وفي العراق كمثل كان الاتحاد السوفيتي حاضراً.
وكانت روسيا حاضرة أيضاً تقدمها يفغيني بريماكوف رئيس الوزراء الأسبق والمبعوث الخاص، ولم تتوفق في قلب معادلة عسكرة (الناتو) إلى السياسة المعتدلة، واغتيل صدام، وأعربت موسكو عن اسفها لسقوط بغداد عام 2003، ولإعدام الرئيس، ولم تحرك (الفيتو) وشهد العراق اجتياحاً أمريكيا غير مسبوق تسبب في كارثة بشرية، وأدخل إيران وهلاله الشيعي إليه، ثم انسحبت أمريكا عبر حركة تكتيكية كعادتها، وبقيت روسيا تراقب من خارج حدوده لانتظار دعوة رسمية منه ولم تحصل عليها حتى الساعة لتشارك في إعادة البناء.
وإلى سوريا جاءت روسيا متأخرة أيضاً عام 2015 وسبقتها إلى هناك أمريكا عام 2011، لكنها نجحت في قلب معادلة طاولة العسكرة والخطة (ب) وإلى صعق الإرهاب وسحب ترسانة السلاح الكيماوي الخطير، وإلى التقدم بالسياسة عبر (جنيف) و(الاستانة) و(سوتشي) مستقطبة ذات الوقت أمريكا، وتركيا، وإيران.
وكل ما كنت أعرفه شيخصاً عن ليبيا هو أنه بلد عربي مستقر قاده رئيس بحجم زعيم مثل القذافي 42 عماً، وماج في حكمه بين معاداة أمريكا وضبط حراك الداخل الليبي، وبين الخطابات الساخرة، بينما هو الاقتصاد ورغم غزارة النفط وبنسبة بلغت 3.94% من أحتياط العالم في خطر بسبب شح انتاج الخام، وازدهار السوق السوداء لاحقاً بعد حدوث الانهيار لكن عندما اقتربت من كتاب حسن صبرا "نهاية جماهيرية الرعب" تغير انطباعي، وهو الذي كتب في صفحة (5) منه "إلى التاريخ الممتد عبر ثلاثة مواعيد: الموعد الأول في 1/9/1969 عندما عدت إلى منزل الأهل ليخبرني شقيقي علي أن ثورة حصلت في ليبيا وأنها ناصرية، قام بها ضابط أحرار، فصرخت حينها: يا الله لقد اقتربت الحرب مع إسرائيل!! الموعد الثاني في 12/5/1985 حيث عقدت آخر لقاء مع معمر القذافي في خيمته في باب العزيزة استمر ساعة ونصف الساعة، قلت فيه للعقيد ما لم يقله مالك في الخمر ... ثم خرجت حياً، وكلما رويت للمقربين وقائع هذا اللقاء هتفو ... حمداً لله على السلامة ... وإلا كنت ستلحق بالإمام موسى الصدر ورفيقه ... الموعد الثالث في 17/2/2011 حين تناقلت الأنباء أخبار ثورة الشعب الليبي ضد معمر القذافي نفسه وأولاده وكتائبه (انتهى الاقتباس)، وفي الصفحتين (13) و(17) منه لفت انتباهي ما كتبه (صبرا) أيضاً حيث قال: "كانت الحرب سجالاً بين معمر القذافي وبني غازي وأهلها.
ولعل المفارقة التي تسجل لوطنية هذه المدنية وأهلها أن بداية ثورة الخلاص الوطني جاءت جزءاً من تداعيات جريمة القذافي ضد نزلاء سجن أبو سليم في طرابلس، وفيه قتل 1270 إنسان من كل اتحاد ليبيا وخرجت التظاهرات في بني غازي ليلاً بعد تطورات الوضع نهاراً أمام المحكمة وفي الشوارع، هتف المتظاهرون: نوضي نوضي يا بني غازي جاك اليوم اللي فيه تراجي (أي أنهضي يا بني غازي وقد جاءك اليوم الذي تنتظرينه أو ترحينه) (أنتهى الاقتباس).
وللوصول إلى طرابلس المقر السيادي للسلطة الليبية المتنازع عليها بين قوات الجنرال خليفة حفتر وفائز السراج اختارت موسكو الانحياز لحفتر واستقبلته في موسكو، وأبقت الباب موارباً لمحاورة السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني، وهدفها ضرب عصفورين بحجر واحد، واتهامات صحفية لروسيا من قبل الصحافة البريطانية مثل (ديلي تلغراف) و(ذي صن) بتزويد حلف حفتر بالسلاح سراً عبر شركة (واغنز) الروسية الأمنية، وللعرب بتدخلاتهم في الشأن الليبي وبأن العين الروسية تحدق في النفط الليبي المتميز وبأهمية السيطرة على شمال أفريقيا، لكن روسيا والحق يجب أن يقال هنا تتمسك بالحلول السياسية والدبلوماسية الوسيطة، وترفض تصعيد القتال وهو الأمر الذي لاقى اهتماماً لدى الرئيس بوتين وأكدته ماريا زاخاروف الناطقة باسم الخارجية الروسية، ووزير الخارجية لافروف، ونائبه بغدانوف.
وفي المقابل لامريكا موقف مختلف اظهره وزير خارجيتها مايك بومبيو (رجل الاستخبارات الأمريكية السابق C.I.A) وهو الذي دعا بدوره إلى وقف القتال في طرابلس خاصة من جانب قوات حفتر المدعومة من روسيا، وفي الأفق إعادة صنع قذافي جديد في ليبيا ممثلاً (بسيف الإسلام) الذي تسانده روسياً، وهو الذي ينسجم مع طروحاتها ولا يتفق مع الغرب بكل تأكيد الذي شجع على تصفية والده بواسطة (الناتو) أيضاً إلى جانب تحريك نيران الثورة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :