facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يوميات عدنان ابو عودة


أ.د. عصام سليمان الموسى
25-06-2019 07:13 PM

وهي من المذكرات اللافتة التي تمتاز بعدة أشياء سأسعى لتبيانها في هذه العجالة: المذكرات لرجل سياسي قوي الشخصية يسجل ألأحداث يوما بيوم تبدأ تحديدا بتاريخ 15/9/1970 حين صدر المرسوم الملكي بتأليف الحكومة العسكرية وتعيين الرائد عدنان ابو عودة وزيرا للإعلام، وتنتهي يوم 21/11/1988. في هذه الفترة سجل ابو عودة أحداث الأيام المهمة نقطة بنقطة وشرح تفاصيل حدوثها.

يطلع الكتاب القارىء على الكيفية التي صنع بها القرار تلك الأيام. كان المغفور له الملك الحسين يتخذ قراره بمناقشته مع رئيس الوزراء (زيد الرفاعي) ورئيس الديوان الملكي (مروان القاسم)، ومدير المخابرات، والأمير زيد بن شاكر، وابو عودة. وفي أحيان يناقشهم في قصر الندوة حول مائدة الطعام. وترى جلالته يترك مكتبه ويذهب لمكتب رئيس الديوان ويتحدث مع هؤلاء السادة، او بعضهم، بمواضيع اليوم والقرار المناسب للتعامل مع أحداثه.

يبدأ الكتاب بالمقابلة الطويلة التي أجراها السيد معين الطاهر (محرر الكتاب) والصحفي معن البياري التي تعرف القاريء بشخصية ابو عودة وبداياته العملية معلما في الكويت ثم السلط ودراسته الجامعية في دمشق لمادة الأدب الأنجليزي ثم زواجه. وكانت له تجربة في حزبي التحرير والشيوعي.

وتصادق مع محمد رسول الكيلاني حين عملا في التعليم في السلط، والذي ضمه لاحقا لدائرة المخابرات العامة، وفيها تعرف الى الملك الحسين الذي كان يحضر للدائرة ويسمع التقارير من رؤساء الأقسام، واختاره للوزارة العسكرية. وتشعر وانت تقرأ المذكرات ان ابو عودة كان معجبا بجلالة الملك ومحضه النصح عن محبة وثقة، كما ان الملك كان يعتمد عليه في نقل الرسائل لزعماء الدول العربية وكتابة تقارير وخطابات مهمة ويسمع لنصحه.

كان ابو عودة جريئا وصريحا في المواقف المختلفة التي يعرض لها، فمثلا في معركة الكرامة يقول: "رفعتني معركة الكرامة الى الأعلى. انها قصتي الحقيقية في حياتي السياسية كلها. لما بدأت المعركة، كنا قلقين على جيشنا وعلى تقدمه، وكنا خائفين، لكن لما توسط النهار يوم 27 آذار/مارس، عرفنا في المخابرات، أن اسرائيل ترجو أمريكا العمل من أجل وقف إطلاق النار. كان مهما ان نجعل اسرائيل تضطر الى طلب وقف إطلاق النار...أما الفدائيون فكانوا موجودين تحت التدريب، والمعركة كانت معركة جيش، والذين حاربوا منهم كانوا من سبعين الى مئة شخص... لم يكن السلاح ولا طبيعة المعركة يسمحان للفدائي، حتى المدرب بمشاركة فاعلة، حيث المدفعية ومضادات الطائرات والدروع" (ص 29-30).

وكان ابو عودة مدركا لوضع الأردن الاقتصادي فهو يقول للحسين "ان الأردن لم يُنضج، منذ نشأ كدولة، تصورا اقتصاديا وطنيا" (ص 987).

يسخر صاحب المذكرات من المتملقين للحسين ويبين اسلوب تملقهم ومنهم رؤساء وزارات. كما يكشف بالتفصيل عن الاتصالات بالجانب الأمريكي والمفاوضات معهم سواء في واشنطن او في عمان لحل مشكلة احتلال الضفة الغربية.

ان هذا الكتاب الذي نشره (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات) قد حرره معين الطاهر تحريرا يشاد به، وانه يصلح للتدريس في أقسام وكليات السياسة والدراسات الدولية في باب صنع القرار في الأردن.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :