facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في ذكرى وادي عربة .. "مرارة السلام"!


د. محمد أبو رمان
25-10-2009 01:56 PM

تشهد العلاقات الأردنية- الإسرائيلية أسوأ مراحلها وحالاتها، بالتزامن مع مرور خمسة عشر عاماً على توقيع معاهدة السلام بين البلدين غداً الاثنين.

بقراءة سريعة لمسار هذه العلاقة، تتبدى الخيبة الكبيرة للأردن، بالمقارنة بما كان يعوّل عليه، بالتزامن مع التسوية مع الفلسطينيين، من مشاريع اقتصادية وتنموية ضخمة تعيد تأهيل المنطقة، كما كتب بيريس في كتابه "الشرق الأوسط الجديد" وبين ما جرى على أرض الواقع.

مؤخراً، نشرت الصحافية الإسرائيلية، سمدار بيري مقالاً مطوّلاً في يديعوت أحرنوت عن مسار العلاقات الأردنية- الإسرائيلية، خلال السنوات السابقة، التي تحولت بعد مرور سنتين من توقيع المعاهدة إلى كابوس يؤرق القيادة الأردنية، وأوردت فيه رسالة من الراحل الحسين إلى نتنياهو (1997) تتبدى فيها مرارة كبيرة من توجهات نتنياهو ومشاريعه السياسية.

في مذكراتها عن الراحل الحسين، تشير الملكة نور إلى أنّ المرض عندما عاود الملك آنذاك أطلقوا عليه "جرثومة بيبي" (كناية عن درجة استياء الملك من نتنياهو).

وفي تصريحاته الأخيرة للصحيفة الإيطالية، (قبل أيام قليلة) بالتزامن مع ذكرى المعاهدة، صعّد الملك من لهجته ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي، نتنياهو وحكومته. والمقربون من "مطبخ القرار" المصغّر (في عمان) يدركون تماماً حجم خيبة الملك من الحكومات الإسرائيلية، ويلمسون "الحرب السرية- الباردة" القائمة اليوم بين الأردن وإسرائيل.

في الأسابيع الماضية، وعلى خلفية المعركة السياسية في القدس بين الأردن وإسرائيل تبادل الطرفان استدعاء السفراء والتعبير عن الاستياء، وقبل ذلك كان الملك يقود هجوماً دبلوماسياً لدفع الإدارة الأميركية نحو المسارعة في الحل النهائي.

نتنياهو أثبت جَلداً كبيراً في مواجهة الضغوط الدولية، والرهانات الأردنية على عزل الحكومة الإسرائيلية لا تصمد أمام ضعف الإدارة الأميركية الملاحظ أمام الحكومة اليمينية الإسرائيلية، فضلاً عن الوضع الفلسطيني السياسي المتدهور.
لن تحتفل الأردن بمرور خمسة عشر عاماً على معاهدة السلام، (كما لم تفعل مصر هذا العام مع ذكرى كامب ديفيد).

لم يعد "مطبخ القرار" متحمّساً لأحلام التسوية السلمية، بل أصبحت المشاريع اليمينية الإسرائيلية المعادية للأردن بارزة للعيان. أخطر ما في ذلك، هو الاستهتار السافر والعلني الإسرائيلي بالأردن، كما يعترف عدد من الكتاب والسياسيين الإسرائيليين. وهو استهتار أحسب أن العلاقة بين الطرفين لم تصل إليه حتى قبل توقيع معاهدة السلام!

بات النقاش في خطورة الحكومة اليمينية الإسرائيلية على الأمن الوطني الأردني بدهية لا ينكرها إلاّ من لا يقرأون ولا يكتبون، ولم يعد الرهان الوحيد على المسار الحالي في التسوية يخدم المصالح الأمنية والسياسية الأردنية.

ذلك، بالضرورة، يدفع إلى مراجعة أردنية جادّة عميقة لبدائلنا وخياراتنا الاستراتيجية في التعامل مع الإسرائيليين والقوى العالمية والإقليمية، بخاصة أنّ الجدار الاستنادي العربي اليوم يكاد يتهاوى، ولا يمكن الركون إليه.

السؤال المستقبلي الحيوي للأردن في سياق هذه المراجعة هو: إذا كان رهان التسوية السلمية وصل إلى طريق مقلقة جداً، ووادي عربة تحولت إلى عبء سياسي، وهنالك ملامح لتصورات إسرائيلية تستهدف الأمن الوطني، والحالة العربية لا يمكن الاستناد عليها، بينما يعتمد الأردن بصورة كبيرة على علاقاته بالولايات المتحدة الأميركية والغرب،.. ما الحل؟..

سؤال برسم الإجابة لدى السياسيين والمسؤولين في عمان، مع الأخذ بعين الاعتبار "النموذج التركي"، الذي يقع في سياساته ضمن منظومة المصالح الغربية، لكنه يحتفط بهامش مناورة وحرية وبدائل واسعة لا تقيد حركته.

الخلاصة: علينا التفكير بسيناريوهات وخيارات جذرية للخروج من اللحظة الراهنة، التي نتجرّد فيها من أوراق مواجهة إسرائيل.

عن الغد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :