facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عمّانيات «ابو احمد واخرين»


عمر كلاب
02-11-2009 04:08 AM

تستجيب عمان طواعية لعشاقها ، ولا تنظر المدينة الى نسبهم ولونهم ، غناهم وفقرهم ، المهم شرط العشق ، وهذا ما اتقنه كثيرون رغم ضبابية ذاكرة المدينة ، التي تباعد في الذاكرة بين وسطها القديم ومواليدها الجدد من الاحياء ، فترة كان الدوّار الثالث ظاهرة الظواهر وكان ذاكرة المدينة ، وقبله كان شارع الامير محمد.

فجأة نما الشميساني الذي كان اخره "الفيلا روزا" وصار حجر الرحى للمدينة التي جاملت اخر عنقودها على حساب قلبها ، كان الشميساني حالة فرادة بمطاعمه ومحلاته وذاكرة مكانه "البرج ، اللاتراس ، والهورس شو" كانت مغامرة عمانية باتجاه بيروت المجروحة ومحاولة ثقافية لاحتلال الفراغ الناجم عن حرب لبنان.

هدات المدينة قليلا ونسي عشاقها جرحهم ، وغابات الاسمنت الممتدة غرب المدينة لم تجرح او تخدش وجدانهم ، فالفارق الاقتصادي ظل معقولا ، الى ان نبت شارع الجاردنز ، كمنتج لحرب الخليج الثانية ، صار الشارع مدينة بحد ذاته وصار عالما ، ومعلما لهجرة جديدة استقبلتها عمان برحابة صدرها المعهودة.

وغاص قاع المدينة مجددا في الذاكرة وبات عشاقه على قلتهم يغازلونه بتباعد ، وظلّت اللويبدة الجبل والذاكرة تحرس قاع المدينة كما القلعة ، فتستقطب العشاق الراغبين بنظرة الى قاع المدينة.

فجأة غافلتنا المدينة بجديدها ، الصويفية وعبدون ودير غبار ، فصارت الرحلة اكثر بعدا في المسافة والروح ، وصارت مكاثي البامية والفقوس قلاعا وعوالم مجهولة ، ناس لا نعرفهم رغم انهم منا ، لبسهم ، حياتهم ، قصة ، شعرهم ، لهجتهم ، تستذكرهم قبل سنين كانوا غير ذلك ، تقارنهم بمن سكن الشميساني ودواوير عمان فتكتشف ان الفرق بون شاسع يميل لصالح الغرابة والاغتراب.

نعود الى قاع المدينة كي نرتدي عباءة الذكرى واول البداية ، تلفحنا رياح تحمل غبار اتربة لها مخزونا في الذاكرة "السنترال ، شهرزاد" سينما الخيام ورغدان وبسمان ، كلها اتربة ، ومن خانه الحظ صار ركاما كما السنترال.

عمان تودع الان معلما بشريا كان هو وزكي "صانع الطحل" قصة مرادفة للمدينة ، ابو احمد النيجيري او ابو احمد الفستق ، تداهمه سيارة غافلت قدمه التي تعرف الدرب جيدا ، فتطرحه اسيرا لجبائر وكسور ، يغيب العاشق القادم من ادغال افريقيا كي يغتسل بطهر الكعبة ، لكن سحر عمان يدفعه للبقاء فهو على الارض الطاهرة ايضا وفي خير اجناد الارض.

رحلة الهجرة الى الله كانت اول حكاية "عمر النيجيري" قبل ان يصبح لاجئا حقيقيا بفعل الاحتلال الاسرائيلي لارض الاسراء والمعراج ، ابو احمد اورث محمصه الصغير لولده ، هذه سنة الحياة ، لكن من سيرث ذاكرة المدينة التي باحت باسرارها له؟ ومن سيكتب سيرة مدينة على لسان رجل صار منها وصارت منه؟ لا أظن مسؤولا زاره او اطمأن على سلامته ، فالرجل يستمد حضوره من المدينة ومن ذاكرتها ، وذاكرة المدينة انتقلت الى مواقع اخرى لا تعرف الفستق بل تعرف انواعا اخرى من التسالي ، لم يكن ابو احمد سندها الوحيد في التسلية لحضور فيلم في سينما الحسين او سينما فلسطين ، ولم يكن مصدر بوح لعاشقين اشتريا منه ما يكفي للوصول الى اخر شارع الشابسوغ ، قبيل مجمع رغدان الذي كانا فيه يفترقان.

ابو احمد ذاكرة كما حسن ابو علي وكما مطعم السلام والقدس ومقهى الاوبرج ، وكلها امكنة بشرية او حجرية بحاجة الى حارس كي لا تضيع نكهة المدينة؟.

omarkallab@yahoo.com





  • 1 عمر بسام سلامة الحمود ابومصعب 09-01-2010 | 12:14 AM

    رحمة الله عليك يا ابو احمد .. ستبقى ذكرى جميلة بكل نفوس الاردنيين وكل من عرفك وكل من مر من الاردن.. رحمك الله .. واتمنى عمل نصب له يضم صورته ونبذه عن حياته بوسط البلد وتكون رمزا للانتماء والاخلاص والكفاح .


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :