facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الكاتبة الاردنية احسان الفقيه تتساءل من الامارات .. "أما آن للضفادع أن تكُفّ عن النقيق في الاردن ؟"!


14-11-2009 12:42 PM

أتمنى ان نطوّر لقاحات - غير مشبوهة - للقضاء على هذا الوباء الاردني او العربي الذي تفشّى بفعل الشعارات السطحية والمعلبة والتي لا علاقة لها لا بالوطنية ولا بالولاء ولا بالانتماء. ومنها الشعار (اقصد العار) الذي اطلقوه بتسمية (الاردن اولا) وما شابه من سخف.

...................................................................................

إلى أين يتحتّم على الفلسطينيين المسير هذه المرة، وفي أي اتّجاه بعيد عن النهر مسافة الجرح يحقّ لهم نصب خيامهم وتعليق أحلامهم المكسورة في مرابعها.

قال الشاعر روبرت بيرنز: 'أَعجبكَ أم لم يُعجبك فنحن كلنا نعيش على هذا الكوكب وليس هنالك مكان آخر نذهب إليه'.

أما آن للضفادع ان تكفّ عن النقيق، لتتسرّب الى آذاننا تغاريد العصافير المدهشة الحرّة في تتنقّلها بين شرق النهر صباحا وغربه مساء او العكس؟.

أما آن لنا ان نتجرّد من قولبة الكلمات، تزيينها أو تشويهها لنقف أمام معطيات الواقع، مفجرين جُرم الصمت المُثقل بالحكايات البائسة؟.

وهل يحق لي كأردنية حسب المواصفات والمقاييس التي حددتها مجموعة المتأردنيين المتسلّقين السخفاء ممن يحاولون الارتقاء بحُفر نفوسهم لغاية في نفس التفاهة تملؤهم، هل يحقّ لي أن أكتب عن وجهة نظري في أنْ ليس هناك شرقٌ للنهر وليس هناك غربٌ له؟.
هناك فقط نهر، نهر مقهور، يسكب دماءه على أرصفة الغدر والخيانة والمؤامرات المُقترفة والصفقات المشبوهة مع العدو.

ثمّة متّسع للحكايا البائسة في وطني، بل ملاعبٌ ممتدّة لشخوص وأمكنة مسكونة بالوجد ومسافرة على متن خطوط زمن مشغول بفضّ تلك النزاعات الأزلية مابين الامكنة وقاطنيها، ما بين رغيف الحزن الصارخ فينا من فرط الألم والحسرة وما بين اغفاءة-ليست الاولى- لعدالة مشرّدة تتناوب فينا فِعل الاهراق لا الارهاق على أرصفة الجسد العربي المحموم.

تقول احدى الاساطير والتي تنسب الى القرن الثالث الميلادي، بأن كان هناك أسقُفا يدعى (ريجيليوس) في فرنسا وكان يحتفل بعيده في الثلاثين من مارس كل عام، وذات عيد بينما كان يُلقي موعظة في الكنيسة، سمع اصوات ضفادع تثير الضجيج، خرج وبصوت واثق أمرها ان تكٌفّ عن النقيق، فتوقفت عن ذلك في الحال، فسميت الكنيسة باسم ذلك الأسقف ونحتت على جدرانها او عُلّقت على جنباتها صور الضفادع.

في بلدي الاردن لا يملك -رجال الدين او الأساقفة ولا حتى السلطان او دائرة المخابرات- لايملكون جميعهم طريقة او أسلوبا او حلاّ ناجعا يقينا شرّ النقيق المدقع او يحمي أنوفنا من رائحة العفن المتكدّسة قرب نهرنا العزيز.

وعلى سيرة النهر، يقال ان جبل الشيخ في الجولان وهو والد النهر ورافده، كانت تقام في مغارة - تقع على أحد جانبيه- عرفت باسم 'مغارة رأس النبع' بالقرب من بلدة بانياس السورية- كانت تقام فيها مراسم وثنية في يوم معين خلال القرن الرابع للميلاد حيث كانت تُلقى فيه ضحية مذبوحة والتي ما تلبث أن تختفي بطريقة عجيبة بقوة الشيطان. وكان اصحاب المراسم تلك - على حدّ قول المؤرخ الروماني الذي روى هذه الاسطورة - يحاولون السيطرة على قوة الشيطان من خلال نحت جسم الضحيّة بالاوردة والاذكار المقدسة.

وفي الحقيقة لا اعرف ما اذا كانت بلادنا قد اتّخذت سياسة اقصاء الشياطين عن كراسيهم العتيدة بتقديم الاضحيات على نهجِ الاسطورة الرومانية ام ان كل مايحدث من تضحيات وكل من يسقط من ضحايا وكل ما يُسفك من دماء، كل ذلك هو مجرد نتاج طبيعي لصيق بالسلطة وسائل مبررة للوصول الى نعيمها المسموم، أم أنه من لوازم اثبات رجولة السلطان وجدارته بذلك العرش الذي لابدّ ان يتغذّى على جماجم الشعوب المسحوقة. وكما أن لكل سلطان عرش ياسادتي فإن لكل نهر ضفادعه، وعلى سيرة الضفادع -التي اثقلت بها عليكم - فقد كانت هي ايضا مصدراً للخرافات عبر التاريخ، إذ تقول اسطورة قديمة ان الضفادع سقطت من السماء مع المطر، والحقيقة ان كثيراً من الأنواع التي تعيش تحت الأرض تغادر مخابئها خلال موسم المطر او بعده في بداية فصل التزاوج ولأن الناس نادراً ما يشاهدون الضفادع خلال بقية السنة، فإنهم يتخيلون او يحسبون ان الضفادع قد سقطت من السماء مع المطر.

لا استطيع ان اجزم هنا بمدى تشابه هذه الاسطورة بحقيقة أن ضفادعنا في الاردن تتزاوج فتتكاثر باقتراف الشتاء جرم المطر، وبودي أن أقترح هنا وفي حال اثبتت الدراسات الاستراتيجية في علم الضفادع في بلدي بأن المطر هو المسبب الرئيسي لتكاثر الضفادع وتصاعد نقيقها، أقترح أن نصلي لله تعالى صلاة 'اللا استسقاء' فنتوسّل اليه أن يأتينا الشتاء كل ثلاثة اعوام مثلا لنخفف من الضجيج القميء في بلادنا، فالجفاف بل والتشقّق من الجفاف أهون علينا من التمزّق والكره والحقد الذي يسكن في اعماق الكثيرين بفعل ذلك النقيق، مع أني أتوقّع ان الدراسات والابحاث ستثبت أن المطر لا علاقة له بالموضوع، سبب توقعي هذا هو كوني أرى حمقى الضفادع في وطني يتقافزون باتجاهات متعدة، اراهم - 'في الشوارع والمدارس والجامعات والمنابر، ألمحهم امام المخابز وفي المقاهي، وفي صحفنا الاسبوعية ومحطّاتنا فضائيّاتنا الحكومية والخاصة والمفتوحة على الداخل فقط '-اقول اراهم على مدار العام بدون انقطاع وبدون الحاجة الى موسم مطر.

اعرف واعترف بل وأعتذر فقد بالغت كثيرا والى درجة مُمِلّة في الحديث عن الضفادع ومايرتبط بها من سلوكيات واهمها النقيق. وارجو المعذرة مجددا لان الضفادع في بلدي مزعجة ومؤذية الى درجة انها قد خدشت الطبلة واستوطنت بيوضها في الاذن الوسطى فبثّت العياء وبدأت الحُمّى ذروة الغليان الذي تسربت أبخرته الى المخ مؤثرة او مُتلِفة مركز الادراك في ادمغتنا.

في الاردن كثير من الكلام وقليل جدا من العمل، وما نحتاجه هناك هو العكس تماما، وهو ايضا ماتحتاجه منا فلسطين قبل الحديث عن اي برامج او خطط او اقتراحات.

نريد أن يكون الإنتماء لكل من الاردن وفلسطين عملا متواصلا، كفاءة وإتقان، وليس مجرد استعراض للشعارات.

نريد أن نحترم القانون ونؤمن بأن له السيادة فوق المصالح والعلاقات الأسرية والجهوية.
نريد بلادا خالية من الضفادع وصافية اجواؤها من النقيق وضجيجه.

أتمنى ان نطوّر لقاحات-غير مشبوهة- للقضاء على هذا الوباء الاردني او العربي الذي تفشّى بفعل الشعارات السطحية والمعلبة والتي لا علاقة لها لا بالوطنية ولا بالولاء ولا بالانتماء. ومنها الشعار (اقصد العار) الذي اطلقوه بتسمية (الاردن اولا) وما شابه من سخف.


ehanfakih@gmail.com

عن القدس العربي .





  • 1 زبن المجالي 02-01-2010 | 08:30 PM

    ان شعار الأردن أولا ليس عار بل هو شعار تنمية واقتصاد وتطوير للوطن ولا يعني تفرقة بين الاردنيين لذلك لا يجب ان نظلم من اطلق هذا الشعار ومن عمل به.
    كذلك عندما تقولين شرق النهر وغربه , نحن جميعا عرب ويوجد الاردن وفلسطين ويجب ان نحافظ على الهوية الفلسطينية على الاقل للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني .
    من ليس له خير بأهله ليس له خير بالناس لذلك الاردنيين يعتزون بأردنيتهم ويدعمون مشاريع التنمية والاقتصاد والتطوير في الاردن وهذا ليس عار عليهم ولا نقيق ضفادع .
    الأردن بلد عربي ديمقراطي نسمح به بسماع الرأي والرأي الأخر بصراحة تامة ولكن ليس .... قلنا صراحة وليس....
    فلا يجوز لك بوصف الشعب الاردني بالضفادع وبهذه.....


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :