facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خَلَصْ .. ماتْ صدّامْ يا بابا


كامل النصيرات
03-01-2007 02:00 AM

قبل شهرين..عندما صدر قرار إعدام صدام ؛ قلتُ لكم ما نصه ((كان الشهيد صدّام هنا ..يلعب مع أطفالنا ..وهذه ابنتي ( بغداد ) والتي يا دوب تجاوزت السنتين بأيّام ..ها هي كلّما أمسكتْ جريدة فيها صورة صدّام ..تخطفها وتركض بها عليّ : بابا..صدّام ..!! وكعادتي ابتسم في وجهها ..فتبوس الصورة وتأمرني أن أبوسها وتقول بلسانها الطفولي : بوسها زيي..فأصدع لأمرها وأبوسها ..!! ولا أذكر أن أحداً علّم طفلتي ذلك ..من أين جاءتها الفكرة ..لا أعلم ..؟! ولكن الذي أعلمه ..كيف إذا نشروا بعد وقت صورة الشهيد صدّام وهو يتدلّى بحبل المشنقة ..ماذا سأقول لها حينها ..؟؟..)) انتهى اقتباسي والآن ..وابنتي بغداد ؛ صار عمرها سنتين وأكمّنْ شهر..رأته وهو يتدلّى..اقتربت مني ؛ قبّلتني..جلستْ في حجري..تنظر إلى التلفزيون تارة وإلى عينيّ تارةً أُخرى ..قالت : بابا ؛ إنتَ عيِّطْ ..؟؟؟؟؟ لم أجبها ..لأنّ دموعي وشهقة أنفاسي كانتا جواباً لابنة السنتين..!!
قبلها بليلة ..يعني يوم الوقفة..كنتُ أُلاعبها وأحكي لها عن العيد وبرنامج العيد..وأين سنذهب ( عند جدّو وعمّو و خالو ..نور وأمل وزاهرة وكل رفيقاتها اللواتي تلهج باسمهن دائماً )..!! وجاء العيد وليته لم يجيء..!! جاء يحمل حبلاً بطول ( تسعة وثلاثين قدماً ..هذا الخبر من مصادر عراقية ..) نعم ..طول حبل مشنقة الإعدام تسعة وثلاثون ( نفس عدد صواريخك يا أبو عدي التي ضربت إسرائيل )..!! شكراً على العيد ..شكراً على الإعدام..شكراً على التسعة وثلاثين..!!
كلّما أعادوا لقطة الإعدام ؛ ركضت طفلتي بغداد نحوي ..وتضع يدها على عيوني وتقول بصوت سنتيها الغافلتين ( لا عيّطْ ..ماشي ) ..؟؟ ماشي يا بابا..لا عيّط..وكيف أعيّط وقد ذبحوا فينا العياط ..؟؟ ما أكذبني ..فمهما تماسكتُ فسأنهارُ بعد قليل..فهذا صدام الذي يتجلّى بالموت وليس الخاروف الذي أرادوه ..!! هذا صدّام الذي أخبروه بقرار الإعدام فلمّع حذاءه ( هذا الخبر أكيد )..!! هذا صدّام الذي شتموه وهو مقيّد اليدين والقدمين والرقبة ؛ فضحك وعلّمهم ( المرجلة ) وغادر إلى ربّه ..!! هذا صدّام الذي قرأ قرآنه فخافوا من قرآنه ؛ فغطّوا وجوههم وتدثّروا بظلمة المكان ..وصدّامنا يؤسِّس صورته الأخيرة حاسر الرأس ( فارعاً دارعاً ) يتجهز للشوط الأخير الذي كتبه بيديه..!!
خَلَصْ..مات صدام يا بابا يا بغداد..ولن أضمن لك ألاّ أعيط..ولكني أضمن لك أن عياطي القادم ما هو إلاّ ( عياط الفرح ) بـِ ( أبو الشهادتين ) الذي علّمنا كيف نموت بشكلٍ صحيح..!!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :