الفكر القيادي الهاشمي في حل مجلس النواب
د. بلال السكارنه العبادي
27-11-2009 03:50 AM
إن الفرحة التي عمت ارجاء الوطن بصدور الارادة الملكية بحل مجلس النواب لم تأتي من فراغ ولم اكن اتوقع انه لهذا الحد قد وصل بالاردنيين عدم محبتهم ورغبتهم في استمرارية المجلس النيابي المنحل ولكن كل ما اتمناه ان يتفهم المواطن الرساله الملكية في حل هذا المجلس والتي تعطي مؤشرات جديدة وذات حداثة في الفكر الديمقراطي للقياده الهاشمية وذات ابعاد استراتيجية في فن القيادة والاداره الحكيمه التي تعبر عن مدى التواصل ما بين القيادة والشعب وخاصة انه كانت هنالك اصوات عالية تنادي بضرورة حل مجلس النواب منذ فترة طويله ولابد من الخلاص من التبعيات المتعلقه به كونه لم يأتي من رحم الشفافيه وفي ظروف غير طبيعيه وبدلالة التركيبه المتنوعه والمتناقضه لاعضاءه وما سمعناه من الاحاديث والروايات عن التجاوزات والبحث عن الامتيازات والذات وكأنهم نواباً لشخصهم وهمومهم وطموحاتهم ومكتسباتهم فاصبحوا حجر عثرة في طريق الانجاز والتغيير والتقدم.
وان التمعن في حكمة القرار الملكي واختيار التوقيت المناسب له والرؤية القيادية السليمه في اصداره فنرى من خلاله وكأن الشعب هو الذي اصدر هذا القرار حيث جاءت الاراده الملكية متفقه ومتناغمه مع ارادة الشعب في حل مجلس النواب وهذا بحد ذاته يعتبر درساُ من دروس المدرسة الهاشمية في فن القيادة والحكم والذي يعتبر سابقة في الديمقراطية والاداره المعاصره ومدى التوازن والتوافق ما بين القياده والشعب والتي تشكل نبض الشارع وهمومه .
وحتى يصبح التوافق اكثر ايجابية على كل مواطن اردني مسؤولية مضاعفة في الانتخابات القادمه وهي ان يتأكد ويثق تماماً بالشخص الذي سيمثله في المجلس النيابي القادم ، واختيار الاشخاص ذوي الكفاءات المتعددة الحريصون على مصلحة الوطن والمواطن القائمون على خدمتهم وليس على خدمة انفسهم مكرسين الهم الوطني في جل عيونهم .
وبعد ان اصبح المجلس النيابي المنحل في طي النسيان وفي ارشفة واوراق ومباني المجلس الحقيقي نتمنى ان يعود اليه ويجلس به ابناء الوطن المخلصين والذين لا يمكن الوصول اليه الا باراده ابناء الشعب الاوفياء واختيار الاشخاص الشرفاء بحجم الوطن وهمومه .ونتمنى على الحكومه الموقرة ان تأتي بقانون مؤقت للانتخابات يحاكي الوطن ويتماشى مع روح العصر والديموقراطيه ويتناسب مع الفكر الهاشمي المتجدد في الحكم والقياده لانتخاب افراد يكونون مع القياده والوطن لا عليهم .
bsakarneh@yahoo.com