facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بوتين غرب النهر .. ما هو المعنى؟


د.حسام العتوم
31-01-2020 12:15 PM

كثيرون في منطقتنا العربية ومنهم المثقفون لم يستوعبوا زيارة رئيس الفدرالية الروسية فلاديمير بوتين لإسرائيل وتحديداً للقدس الغربية، ومن ثم للسلطة الفلسطينية، ولفلسطين غرب نهر الأردن، وهي الزيارة الرئاسية الروسية التي حُددت مسبقاً لتكون بتاريخ 23 كانون الثاني الجاري، ولتتزامن مع احتفالية إسرائيل بذكرى حصار لينيغراد، والمحرقة النازية إبان عهد أودولف هتلر في فترة الحرب الوطنية العظمى (الثانية) 1939 - 1945، ولمن لا يعرف فإن التاريخ السوفييتي، وخاصة إبان الحرب المدمرة والدموية العالمية الثانية كان جامعاً لمصير عدة قوميات وتجمعات بشرية ومن بينهم اليهود، وعندما قرر هتلر غزو السوفييت لم يفرق بين يهودي، وسوفييتي، وروسي، ورغب بأن يمتد شعاره وبلاده المانيا النازية وقتها (المانيا فوق الجميع، وهاي هتلر) ليحتل مساحات واسعة من دول العالم، وبقوة الدعاية النازية التي قادها وزير دعايته جوزيف جوبلز صاحب مقولة (كلما سمعت كلمة مثقف تحسست مسدسي.-كفاحي، ص 230)، واتخذ من معاداة السامية نهجاً لحكمه، وكان فاشياً بامتياز، وأخذ خبرته العسكرية من الحرب العالمية الأولى، ومات منتحراً بعد تحقيق السوفييت النصر الأكيد على النازية الألمانية وحلفائها، والذي تقدمه الجيش الأحمر بقيادة جوزيف ستالين، وجيورجي جوكوف، ورفعوا وقتها الراية السوفييتية فوق الرايخ (البرلمان) الألماني نهاية الحرب 1945 في عمق برلين.

وزيارة بوتين وجمع من زعماء العالم المناهضين للفاشية الهتلرية، والمواجهين للسامية (معاداة اليهودية) أخذت طابعاً خاصاً، واحتلت مساحة واسعة من وقت الزيارة الرئاسية الروسية والضيوف من زعماء العالم، وكان بوتين نجماً فيها، وسلط الإعلام كاميراته وأقلامه عليه، ولم يكن بالإمكان بحث قضايا المنطقة والتي تتقدمها القضية الفلسطينية العادلة، إلا لفترة زمنية قصيرة أثناء لقائه محمود عباس بعد ذلك، وبحضور قادة السلطة الوطنية الفلسطينية، وبصيغة المجاملة، تخللتها دعوة من بوتين لعباس للمشاركة في حضور العرض العسكري الروسي في 9 أيار القادم من هذا العام في الساحة الحمراء بمناسبة مرور 75 عاماً على دحر السوفييت وجيشهم الأحمر للنازية والفاشية الألمانية. وهي الدعوة التي قبلها عباس وركز وسطها على العلاقات الشخصية، ومع الشعب الفلسطيني من طرف بوتين وروسيا، ورغب في المقابل بحث الانتخابات الفلسطينية الرئاسية والشريعية مع بوتين على عجالة.

لقد تحشرج الكلام، واغرورقت عيون بوتين، وكاد أن يبكي وهو يلقي خطاب حصار لينيغراد معبراً عن حزنه لمن فقدتهم بلاده روسيا والسوفييت أثناء الحصار، مذكراً بقائمة الجنود التي وصلت إلى 27 مليون جندي وأكثر في الحرب الوطنية العظمى الثانية، وكيف جمع المحاصرون وقتها من أهل مدينة لينيغراد البطلة 1941 - 1943 اطناناً من الدم بلغ حجمها 144 طناً، رغم المجاعة، وهول الحرب والحصار معاً، وخسران 600 ألف جندي في الحصار فقط.

إذن العلاقات الإسرائيلية الروسية والسوفييتية سابقاً كانت ولا زالت وطيدة بحكم المد والتداخل اليهودي بينهم، ومنبع اليهود في روسيا يأتي من بارادبيجان، وابلاست، ومعابدهم منتشرة بقوة، والهجرة اليهودية السوفييتية إلى إسرائيل 1969 – 1975 حسب الكاتب محمود محارب في صفحة عرب 48 الإلكترونية وصل إلى 100 ألف يهودي وقتها، والآن تعدادهم يقارب المليون نسمة، وسط حضور روسي – سوفييتي ديموغرافي يقارب المليون.

لا مشكلة لدينا نحن العرب مع اليهود، واليهودية كدين سماوي، لكن مشكلتهم معنا هي في التصاقهم مع الصهيونية الماكرة التي صنعت مؤسسة (الايباك) عام 1953 تحت اسم (American Zionist Committee for public Affairs)، وهي التي ترفع داخل اميركا نفسها شعار (إسرائيل أولاً)، وتدفع صوبنا ما يسمى بصفقة القرن، وتهدد العرب بها كونهم مفرقين غير موحدين، وبسبب حظرهم من دخول النادي النووي العالمي، وهي الصهيونية في التاريخ المعاصر التي اعترضت ثورة العرب الكبرى التي انطلقت عام 1916 بقيادة ملك العرب وشريفهم الحسين بن علي، وشكلت من معاهدة سايكس - بيكو 1916، ومن وعد بلفور 1917 سدين مانعين لاجمين لتحقيق أهداف ثورة العرب النبيلة في وحدة بلاد الشام وكل العرب. وهنا يحضرني القول بطبيعة الحال بأن روسيا دولة مختلفة تماماً عن أميركا في سياستها الخارجية مع العرب، وهنا لا أتحدث بانحياز للطرف الروسي، ولنتصور لدقائق لا سمح الله لو أن روسيا تشبه أميركا في سلوكها السياسي معنا نحن العرب لوقعنا في كارثة أكبر من صفقة القرن، لكن نقول دائماً الحمد لله إن روسيا موجودة وشكلت الكفة الراجحة في ميزان السياسة الدولية، وتنتهج سياسة الاعتدال، والمعارضة لشيطنة العرب، والدفع بهم للهلاك عبر صفقة القرن المشبوهة التي تهدف لطمس القضية الفلسطينية العادلة برمتها، وباقي قضايا العرب الاحتلالية، وزيارة بوتين 23 الجاري لبيت لحم في فلسطين أعطت مؤشراً قوياً على عدم انسجام روسيا مع سياسة إسرائيل، وحتى أميركا تجاه العرب، وعلى تمسكها بحقوق الفلسطينيين والعرب التاريخية عبر بناء دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، ومطالبة الاحتلال الإسرائيلي بالعودة إلى حدود الرابع من حزيران 1967، وبعدم المساس بالوصاية الهاشمية الأردنية التاريخية التي تأسست عام 1924 في عهد الحسين بن علي شريف العرب وملكهم، ويرفض احتلال الجولان (الهضبة السورية العربية)، وبدراسة حق العودة والتعويض، ولقد سبق لبوتين أن زار دمشق قبل أيام فقط.

والملاحظ وسط زيارة بوتين الأخيرة لإسرائيل ولفلسطين هو غياب حضور الرئيس الأميركي ترمب الذي أعلن عن إمكانية حضوره للمناسبة الإسرائيلية الخاصة بالمحرقة مسبقاً، وعدم جلوس الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في مناسبة حصار لينيغراد على الكرسي المخصص له لرغبة كل منهما ربما لعدم الاستماع لكلمة بوتين، رغم أن أميركا شاركت في الحرب الثانية العالمية في ساعاتها الأخيرة، وعندما انتصر السوفييت أعلنت الحرب الباردة عليهم، وأبقت عليها موجهة ضد روسيا حتى الساعة واوكرانيا تعتبر روسيا محتلة للقرم/ الكريم، ولا تنسجم معها خاصة فيما يتعلق بملف الشرق (الدونباس)، وهو أمر لا يضير، روسيا بوتين كثيراً، وعالجته بقوة القانون وصناديق الاقتراع، وتمضي في تنفيذ سياستها الخارجية بخطوات واثقة. وحضور شخصية سيرجي لافروف وزير الخارجية ذي الوزن الثقيل للمناسبتين له معناه في الميزان الدولي، وحضور مساعد بوتين يوري اوشاكوف (كبير المستشارين) دلالة وازنة أيضاً على رزانة ميزان السياسة الروسية الخارجية ذات المعايير الدولية الدقيقة.

وكنت في المقابل أراقب وانتظر شمول الأردن لزيارة الرئيس بوتين لمنطقتنا بحكم الجوار لفلسطين، ولوجود اتفاقية سلام مع إسرائيل منذ عام 1994، والمعني مباشرة بالحلول النهائية للقضية الفلسطينية، واتفهم ذات الوقت ضيق وقت الرئيس بوتين الذي اختصر زيارته من يومين إلى يوم واحد بسبب انشغال موسكو بتشكيل حكومة جديدة برئاسة ميشوستين ندعو لها بالتوفيق والنجاح بكل تأكيد.

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :