facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حين أغرَى بِنا الذل، الجُناة َالطَّغام


د. نضال القطامين
01-02-2020 06:37 PM

في استعراض انتخابي مثير، أفشى رئيس الولايات المتحدة، بخطة سلامه "العظيمة"، وأباح ما وقر في صدره، بينما كان في معية هذا الإستعراض، رئيس وزراء الكيان الغاصب، للغاية ذاتها: الخروج من الوحل.

على مسافة قيد الرمح عن بيكاديللي في لندن، حيث تتيح لك الشاشات الكبيرة رؤية العالم من زوايا نظر استثنائية، يقرر الأصدقاء المتسامرون، من العرب المثقفين وغيرهم، أن الخطبة العظيمة للرئيسين المنهكين، لم تكن سوى صفاقة هزلية أخرى، لم تكن سوى قمامة سياسية لم تقم وزنا لا للاخلاق ولا للكياسة، ولا لقرارات الأمم حتى.

لم تكن سوى نفايات سياسية تعبأ في أكياس يعوزها الخجل وتنقصها اللياقة. في الواقع، كان وقعُ المسرحية قاسيا على الممثلين، حد الخزي وحد البلاهة.

تتعاقب قوى الجوّر والشطط والضيم على زرعنا، يمعن القساة والطغاة في تشطير المحصول، وفي ظل مزيد من الإختلال الذي وسم العالم المتحضر نفسه به، فإن مزيدا من الفوضى والتداعيات قادمة، في منتصف السكون وعلى مستطيلات الخوف والقوة والسلطة.

اليوم يرفض وزراء الخارجية العرب خطة السلام الهزيلة. لا يكفي ذلك الصراخ والخطب والكلمات كيلا تنفّذ الصفقة بالجبر وبالقوة وسط هذا التراخي العالمي واسع النطاق.

على العرب ان يسألوا بالفم الملآن، ما بال العالم صامت عن كدماتنا المتورمة، عن هذا التمادي البذيء في الإحتقار وفي السادية وفي تطبيق صلف لنظريات الإقطاع ومبادىء شيلوك، عليهم توحيد الكلمة والموقف، ووقف النزيف المغلّف بأزمات هامشية مفتعلة، وقبل ذلك وبعده، حثّ العالم على بيان كلمته في انتهاك ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ومبادئ القانون الدولي، واختزال قضية شعب كامل في خطبة انتخابية مقيتة.

منذ اللاءات الثلاث في الخرطوم، مرورا بكامب ديفيد وأوسلو ثم وادي عربة، لم يكن بوسع المفاوض العربي قراءة التاريخ جيدا على مستمعيه.

لم يكن بوسعه أن يقول أن الحق المزعوم لليهود في فلسطين، طارىء وخارج التاريخ والجغرافيا، وأن قواعد الدولة الغاصبة نشأت وفق تواطؤ دولي أنكر الحق وتنصّل من تبعاته، وهم الذين ملأوا الفضاءات بصراخ كاذب للحقوق المقدسة للإنسان والشعوب.

لا حق في فلسطين لليهود. هذا ما يقوله التاريخ وتقوله الجغرافيا، تعرف الدنيا كلها أن أوَّل مَن سَكَنَ فلسطين هم "اليبوسيون"، العرب قبل ان يقدم إليها سيدنا ابراهيم الذي أتى من نسله اليهود، فإذا ما قبل العرب والفلسطينيون بوجودهم وأعلنوا ذلك عبر خطط سلام ومعاهدات واستعداد وفير للجلوس لطاولة المفاوضات الزائفة، فإنه ينبغي للطغمة ذاتها التي أنفذت مقررات مؤتمر بال ووصايا هيرتزل، ووجدت في فلسطين منفذا للخلاص من أحياء الجيتو، أن تكون أكثر إنصافا وأقل إجحافا فيما يتعلق بالتوزيع والتقسيم والهبات، وتمنح الفلسطينيين جزءا مقبولا من حقوقهم، دون التمادي في تقديم دعمها غير المحدود لكيان ينتهك كل يوم مواثيق الدنيا كلها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :