facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




جدار مصر


د. ربا زيدان
28-12-2009 01:11 PM

لي صديقة مصرية..بروح شقية..وانتماء قومي وعربي بحت..وحماس دائم لكل قضية وطنية.. منذ سماعها نبأ الجدار الفاصل بين غزة ورفح وأنا لا أكاد أراها. أبحث عنها لأجدها متسمّرة امام شاشة الحاسوب تلتهم كل ما تقع عليه عيناها من كتابات حول هذا الأمر، الذي أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه مخز ومشين.

صديقتي هذه.. تؤلمني براءتها وهي تحاول أن تقنعني أن ما تفعله حكومتها لا يمثّل بالضرورة ما يريده الشعب..وأن تصرفات "الرّيس" التي لا يرضى عنها نصف المصريين لا تعكس موقف أبناء النيل من قريب أو بعيد.. وأخبرها أنا انني أدرك كل هذا..وأشعر بالأسى من أجلها ..فشعورها العميق بالذنب تجاه ما يحدث يكاد يقتلها..ومحاولاتها المضنية لتلميع صورة مصر – على حد قولها – تستنزف طاقتها.. وما يزعجها حقا أنها مهما اخترعت من حجج وابتكرت من أعذار لن تستطيع أن تبرر ما يحدث.

ورغم اشفاقي عليها..وعلينا، أشعر بمزيج من السعادة والالم..سعادة من نوع معين، مصدرها أن بعضا من ذوي الضمائر الحيّة يتواجدون في الأرجاء، وقد يكون منهم عدد حولنا. أولئك الذين مازالوا يعبتبرون أن شرف الأمة جزء من كرامتهم. أولئك الأحياء المتصلون بقضايا الخارج.. المختلسين بعضا من أوقاتهم ليطلّوا برؤوسهم من قماقم ترهات الحياة اليومية وتفاصيلها الكثيرة متفاعلين مع مآسي الغير ونكباتهم.

صديقتي تلك.. أوجعتني، ففي دفاعها المستميت عن رغبات الشعب المصري الحقيقية وعباراتها المبعثرة حول التضامن والتآخي والعروبة، شممت رائحة الاستياء ..
أنا لا أحتاج لشروحات مطولة لأدرك أن توجهات أي حكومة لا تعبّر بالمطلق عن تلك التي يتبناها الجمهور، ولا عن آرائه.. أعلم يا صديقتي أن أي مصري صادق ... لا بد يرفض حجب الغزّيين عن المنفذ – أو شبه المنفذ – الوحيد المتبقي أمامهم..

ليست صديقتي وحدها التي تشعر بالذهول والعجز امام هذا الخبر..أحاول أن اصدق أن دولة عربية وشقيقة كمصر تزرع الفولاذ في الأرض لمنع الضوء والهواء عن شعب متعب وجائع ومظلوم.

مذ تأكّد خبر الجدار على الحدود الفلسطينية المصرية وخيبة الأمل تأكلني..كنت حتى تلك اللحظة احاول ايجاد تبريرات يقبلها العقل أو المنطق أو حتى الأخلاق تفسّر لي السبب وراء رفض مصر السماح استقبال قافلة شريان الحياة التي تحمل مساعدات الى الشعب المنكوب..عبثا كنت أحاول أن اجد أي رابط بين رؤية الحكومة المصرية لمفهوم السيادة على أراضيها ورفضها للاعتراف بشرعية حماس وبين السماح لموكب امل أن يعبر حدودها، موصلا بارقة تضامن من اخوة في أراض بعيدة.

ماذا اقول لصديقتي المصرية حين تدمع عيناها واصفة لي حجم المعارضة في الداخل لهذا القرار غير المفهوم..وهل تكفي محاولاتها اليائسة لاقناعنا أن مصر اليوم هي ذاتها مصر الأمس؟ أم تراها تحاول دون طائل اقناع نفسها بذلك أولا؟

غاضبة أنا .. وحزينة، وأشعر بالاشمئزاز...فان كنت لا تقدر أن تمد يد العون لنصرة اخوتك الذين تأكلهم النيران من كل حدب وصوب، فلا تكن حطبة أخرى تشتعل سادّة امامهم الطريق..
مساكين هم الغزيّون.. فلا يكفيهم عدو واحد يقاتلونه كابطال ، عليهم الآن أن يردموا أنفاق القوت التي حفروها بأظفارهم وأرواحهم ويستعدّوا لمواجهة عدو جديد... عدو أشدّ وأمرّ... عدو أخ وصديق، وموغل في (...) والسّلبية.....





  • 1 أشرف الراعي 28-12-2009 | 03:37 PM

    في ذكرى "نكبة" غزة والعرب ،،، قتل الإسرائيليون عددا لا يستهان به من الفلسطينيين والعرب في "سبات عميق" والحمد لله، لم نسمع أحدا يندد أو يصرح أو يستنكر ... الكل نيام ... كل ما في الأمر أننا خرجنا من دائرة العروبة ولبسنا ثوب الخزي.... أحيي صديقتك يا ربى ولكن ماذا يفيد كل ذلك ... إنه محاولة للخروج من إيقاع مألوف حفظناه ورددناه وأعدناه مرات ومرات ... واسلمي دائما يا صديقتي

  • 2 28-12-2009 | 04:22 PM

    تسلميلي يا رب

  • 3 Jihad 28-12-2009 | 06:44 PM

    Well-written Ruba.. Thanks.

  • 4 MOHANNAD-ROME 28-12-2009 | 06:53 PM

    هذه المره تقومين بغزل الكلمات وتحاولين ايصال الرساله بريشة تمسكها اناملك الرائعه يختلط بها احساسك المرهف تجاه القضيه من جهه وتجاه من حولها من جهة اخرى .لا تعليق على مصر لان كلمات النقد قد نفذت من القاموس العربي لكم الله يا ابناء غزه

  • 5 علي/ مغترف 29-12-2009 | 01:38 PM

    يكفينا قول الشيخ يوسف القرضاوي: الجدار الذي تقيمه مصر حول غزة (حرام شرعاً)

  • 6 أبو عرب 29-12-2009 | 10:16 PM

    شكراً للكاتبة وتحية للنساء الوطنيات

  • 7 د. عبدالله عقروق \فلوريدا 30-12-2009 | 04:08 AM

    يا ابنتي الشفافة الحساسية ،الكبيرة القلب ،الوطنية الغيورة أرجو أن تطمئني صديقتيك الحزينة على ما يفعله وريث الكرسي الناصري ، الذي قبل يوم من وفاته كان يعمل على اقامة صلح لصالح اهل فلسطين ..واليوم هذا الوريث يعمل عكس ما فعله الرئيس المغفور له باذن الله جمال عبد الناصر ، خبريها يا نشمية أن شعب غزة سيجد طريقة شجاعة لهدم هذا السور الفولاذي مهما علا ارتفاعة وامتد طوله ... تماما كما فعل المصريون يوم الأعتداء الثلاثي على ارض الكنانة في بورسعيد وضواحيها...في تاريخ الشعوب عادة النصر للشعب


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :