facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




(الكرامة) حربنا .. وأهل فلسطين


د.حسام العتوم
13-03-2020 12:25 AM

تعتبر معركة الكرامة العظيمة بتاريخ 21 آذار 1968 أول محطة لنصر عربي حققه الأردن وجيشه العربي – القوات المسلحة الأردنية الباسلة، وأهل فلسطين وصنوف مقاومتهم المختلفة من (فتح)، و(شعبية)، وتوج النصر في عهد عظيم الأردن الراحل الملك الحسين طيب الله ثراه، وعندما كان ياسر عرفات في أوج زعامته لمنظمة التحرير الفلسطينية وقوات العاصفة.

وإسرائيل التي شنت حربين رابحتين قبل ذلك تمثلتا في عام 1948 و1967 لم تتصور بأن خسارتها المعنوية والمادية ستكون ماحقة وسريعة في الكرامة القرية الأردنية الشامخة المطلة على اكناف بيت المقدس، وهي التي مثلت ولا زالت منطقة غور الأردن الشرقي (سلة الخير) المقابلة لمنطقة خير مثلها في الجانب الفلسطيني الذي تلاحقه عيون الصهيونية وصنيعتها اسرائيل لضمه إلى احتلالاتها السابقة ولكن من دون حرب في زمن حولت فيه السلام إلى سراب.

يكتب اللواء محمود الناطور في مؤلفه (معركة الكرامة) ص63 «أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية ليفي أشكول في «الكنيست» في نفس يوم حادثة جنوب النقب الفدائية بتاريخ (18/3/1968) أن الأردن لا يفعل شيئاً ليضع حداً لأعمال الفدائيين التي تنطلق من أراضيه، والأردن مسؤول عن الخرق المستمر لوقف إطلاق النار والنتائج التي يمكن أن تسفر عن ذلك، وسنضطر نحن لحماية امننا». ويكتب الناطور قائلاً أيضاً بأن مندوب الأردن الدائم في الأمم المتحدة بعث برسالة إلى رئيس مجلس الأمن اعلن فيها أن اسرائيل تعد العدة لشن هجوم كبير على الأردن، يمكن أن يؤدي إلى تجدد القتال في الشرق الأوسط». وفي ص328 وحتى ص334 يرصد المؤلف الناطور بالاسم شهداء الجيش العربي الأردني حيث بلغ عددهم 74 شهيداً، وشهداء حركة فتح وعددهم 74 شهيداً، وشهداء قوات التحرير الشعبية وعددهم 27 شهيداً أي ما مجموعه 101 شهيداً عسكرياً فلسطينياً. إنتهى الاقتباس..

وملاحظتي هنا هي بأن اسرائيل في حروبها التي سبقت الكرامة كانت تصطدم مع المقاومة الفلسطينية ومع الجيش العربي الأردني في اللطرون وباب الواد، وعامي 1948 و 1967 وليس جديداً عليها أن كررت سلوكها العدواني في الكرامة التي اعتبرها الأردن معركة الخط الاحمر، واستعد لها جيداً وباحتراف على مستوى التدريب، والسلاح، والاستخبار، والتمويه، والرد على التمويه المعادي المقابل.

وترتيب سرية عسكرية انتحارية قادها العميد المرحوم محمد الروسان لتقابل جبناء جيش الدفاع الاسرائيلي الذين تم تقييدهم داخل دباباتهم بالجنازير والسناسل، وتم تسليط جميع فوهات المدافع لتواجه المدرعة الاسرائيلية المهاجمة الواحدة ليصبح النصر أكيداً، وليدخل الرعب في صفوف المحتل، وهو ما حدث - فعلاً وعلى أرض المعركة.

إن من أبرز قادة الكرامة الميدانيين المرحوم الفريق الركن البطل مشهور حديثة الجازي ابن مدينة معان مستقبلة ثورة العرب الكبرى المجيدة وبانية الأردن ونظامه الأميري الملكي لاحقاً، واشترك معه وسط غبار المعركة اثنان من عشيرة الحويطات نفسها كما ذكر لي الدكتور سعد ابو دية سابقاً وهما: كاسب صفوق الجازي، وراكان عناد الجازي. وهو الذي قال عن الكرامة ووثقه الناطور في كتاب معركة الكرامة. ص174.»... لم يكن لإسرائيل خيار آخر لا بد من سحب البساط كله من تحت الحركة الفدائية الموزعة في مختلف المدن المجاورة، بل والمناطق النائية داخل الأردن، وهكذا كان قرارهم ضرب الأراضي الأردنية، بل احتلال جزء منها لجعلها منطقة امنية من جهة ثم السيطرة على الحركة الفدائية ضمن دائرة اقل من جهة أخرى.

والكرامة المعركة الحاسمة اسست لنصر جديد في تشرين عام 1973 عندما اجتمعت سوريا ومصر وعقدتا العزم على تحرير الهضبة السورية - الجولان، وسيناء، وانتهت المعركة بنصر نوعي اشترك الأردن عبر الفرقة العسكرية اربعون التابعة لقواته المسلحة الباسلة/ الجيش العربي، فتم تحرير جزء مهم من مدينة القنيطرة الجولانية، ووقعت اسرائيل لاحقاً عام 1994 معاهدة سلام مع الأردن رغم عدم قناعتها بجدوى السلام مع العرب خارج شروطها المسبقة، وقبل ذلك قبلت بسلام مع مصر وفق معاهدة سلام 1979 بالارتكاز على معاهدة كامب ديفيد، وذهبت تغازل العرب إلى الامام وحتى اليوم سراً لاستقطابهم لسلام يتماشى مع مقاس مصالحها الاستراتيجية.

وكتب جلالة الملك عبدالله الثاني «حفظه الله ورعاه» في مؤلفه (فرصتنا الأخيرة - السعي نحو السلام في زمن الخطر ص49 »... قرر الجيش الإسرائيلي أن يرد على تلك الهجمات، وفي الساعات الأولى من الحادي والعشرين من آذار/مارس 1968 أرسلت إسرائيل لواءين مدرّعين عبر نهر الاردن وهي تتوقع تحقيق نصر سهل. كانت الخطة الاسرائيلية تقضي بتوجيه ضربة إلى مخيم الكرامة على مسافة عشرين ميلاً إلى الغرب من عمان، حيث يتمركز الفدائيون الفلسطينيون، ومن ثم الاتجاه نحو العاصمة.

تصّدى الجيش الأردني، الذي كان لا يزال يلملم جراحه جراء حرب العام 1967، للقوة الاسرائيلية المهاجمة والتحم معها في معركة طاحنة كبّد خلالها المهاجمين ما يكفي من الخسائر بحيث بدأوا، بعد بضع ساعات من القتال، يصرخون مطالبين بوقف لإطلاق النار. رفض والدي أي وقف لإطلاق النار قبل أن ينسحب آخر جندي إسرائيلي من الكرامة.

بعد خمس عشرة ساعة من بدء الهجوم اكملت القوة الإسرائيلية الغازية انسحابها متلاشية تجرّ أذيال الهزيمة. (انتهى الاقتباس).

والآن نلاحظ كيف يقف غور الأردن صانع (الكرامة)، وكل الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني مع الغور الفلسطيني غرب النهر، ولما له من أهمية استراتيجية وسط عملية السلام الهادفة من جانبنا نحن العرب، ومعظم دول العالم إلى بناء دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، ونصح إسرائيل للعودة والاندحار إلى حدود الرابع من حزيران، والاعتراف بحق العودة والتعويض. وشخصياً لا أصنف قلمي بالمنحاز للفدرالية الروسية المساندة بقوة للقضية الفلسطينية العادلة، والمنادية بعالم متعدد الاقطاب ومتوازن، والرافضة للحرب الباردة التي يفرضها عليها الغرب الاميركي تحديداً، ولسباق التسلح ايضاً، مع احتفاظها بحقها الطبيعي في تطوير قدراتها العسكرية التقليدية وغير التقليدية النووية وغيرها، ومنها الصاروخية البالستية والفضائية، وحرصها على التوازن العسكري مع امريكا بشكل اساسي رغم فجوة الاقتصاد.

وفي المقابل فإن روسيا المعارضة للتغول الاميركي على قضايا العالم، ومن وسطها التطاول على القضية الفلسطينية عبر صفقة القرن (صك القرن)، وعلى الأراضي العربية الأخرى المحتلة مثل الجولان الهضبة السورية، ومزارع وتلال شبعا تواجه فوبيا ورُهاباً غير مسبوق عبر اشاعات مبرمجة تقودها مؤسسات داخل اميركا نفسها مثل (الايباك)، و (البنتاغون)، و (الكونغرس) إلى جانب دول عالمية مؤازرة مستفيدة بكل تأكيد.

ويضع الأردن معاهدة سلامه بالكامل مع اسرائيل على الرف، وفي كفة ميزان تراجع العلاقات الأردنية الاسرائيلية الدبلوماسية منذ اعلانها عام 1994، ويهدد بتجميدها وتصفيرها إذا ما عملت اسرائيل عبر حكومتها، واحزابها الكبيرة (الليكود) بزعامة نتنياهو و(ابيض ازرق) بزعامة غانتس على ضم الغور الفلسطيني بهدف إحباط حل الدولتين والمضي في بناء الدولة الاسرائيلية العنصرية الواحدة المرفوضة فلسطينياً، واردنياً، وعربياً بشكل عام، وبكامل عمقهم الاسلامي المسيحي المشترك.

ولا كرامة ولا مستقبل لمنطقتنا الشرق أوسطية الساخنة من دون إزالة الاحتلال من وسطها، وفي مقدمتها احتلال إسرائيل لفلسطين وقدسها، والتهديد السياسي العدواني المتواصل لتوسيع الاحتلال فيها باتجاه الغور الفلسطيني، والعمل من اجل هدم مشروع الدولة الفلسطينية وقدسها وربطه تاريخياً بحجة اسرائيلية تكرر سماعها ومفادها رفض العرب لقرار التقسيم الصادر عن عصبة الأمم المتحدة عام 1947 تحت رقم 181، بينما الحقيقة التاريخية تقول بأن العرب رفضوا قرار التقسيم بالكامل لتطاوله على ارض فلسطين المرتبطة جذورها بالتاريخ الكنعاني في عمق العصر البرونزي اي قبل سبعة الاف سنة خلت، بينما رصد التاريخ مرور اليهود من هنا من وسط منطقتنا العربية منذ عام 1882 فقط حسب المؤرخ (بيان الحوت) في كتابه فلسطين القضية. الشعب. الحضارة ص82.

ورسالتي هنا الواضحة لأميركا صديقة العرب أيضاً إلى جانب دول العالم، أو على الأقل كما ترى هي ذاتها تجاهنا أن تعدل، وأن تخلص حنجرتها من النبرة الصهيونية المساندة للكيان الإسرائيلي من طرف واحد وعلى حساب العرب، فالعدالة الدولية مطلوبة، والتمسك بالشرعية الدولية حق انساني وقانوني مشروع، ولا حلول نقبل نحن العرب خارج القانون الدولي، ومن خلف اسوار الامم المتحدة، ومجلس الامن، والمحكمة الدولية، والقرارات الشرعية المؤسسية. ولن نكون في المقابل طرفاً في الحرب الباردة وعلى حساب حقوقنا الشرعية. وفي الختام الف تحية للأمة الأردنية والفلسطينية في ذكرى نصر (الكرامة)، ومبارك عيد الأم لكل أمهاتنا العربيات النشميات.

(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :