إفتتاح الندوة الدولية بعنوان"رؤى معاصرة للاصلاح ودورها في تعزيز السلام العالمي" تجربة فتح الله كولن انموذجا
16-01-2010 04:44 PM
عمون - قال رئيس حزب الامة السوداني رئيس المنتدى العالمي للوسطية الصادق المهدي
خلال إفتتاح الندوة الدولية بعنوان"رؤى معاصرة للاصلاح ودورها في تعزيز السلام العالمي" تجربة فتح الله كولن انموذجا، والتي نظمها المنتدى العالمي للوسطية بالتعاون مع مجلة حراء التركية امس في المركز الثقافي الملكي ان لتركيا مكانة خاصة في الفضاء الاسلامي فقد كانت مركز اطول دول الاسلام عمرا ومن اكثرها تاثيرا في العصر الحديث.
واشار الى ان الاتراك المصلحين والصالحين نادوا بتنوير إسلامي فرق بين الجوهر الفاضل واعراض الانحطاط، لافتا الى ان العلمانية الكمالية لم تقف عند حد الاعتدال وفصل مؤسسة الدولة عن مؤسسة الدين، متجاوزا ذلك لاعداء الدين.
وبين المهدي بأن المصلح فتح الله كولن ساهم بتجربة ثرية تحاشت النزاع على السلطة وركزت على كسب العقول والقلوب وبسط الخدمات الاجتماعية وتشتبيك المصالح الحياتية للناس.
واشار الى ان التجحربة الكولونية وما مهد إليها من اجتهادات تجد ترحيبا وتقديرا لاسباب اهمها الجهاد هو ذروة سنام الاسلام واقترن في كثير من الاذهان بالقتال، لكنه اوسع ويشمل جهاد النفس والجهاد المدني.
من جانبه قال رئيس الوفد التركي المشارك مصطفى اوزجان ان فساد الانظمة الفلسفية في القرنين الاخيرين ادى الى عدم المقدرة على تحقيق السعادة للبشرية، التي هي بحاجة لمن يحقق لها السعادة المطلوبة.
واشار الى ان السيرة النبوية الشريفة حل اساسي لكافة مشكلاتنا، وهي الفترة التي سعدة بها الارض حين احتوت على حلول لكل المشاكل التي تواجهها، واصفا الرسول الكريم صلوات الله عليه وسلم بان الارض هي مسجده والمدينة المنورة محرابه التي القى منها خطبا لكل الانسانية.
وقال نحن ابناء القرن كيف يمكننا ان نفهم هذا النبي العظيم وكيف نلبي مطالب البشرية، ولكي نعيش النور من هذه الشخصية العظيمة للرسول صلي الله عليه وسلم.
ووصف اوزجان القبول الروسي للافكار الاسلامية التي تنطلق من التعليم كاساس لتحقيق الرؤى الاسلامية الحقيقية للبشرية، إنطلاقا من الفطرة والجوهر التي هي في اعماق البشرية جمعاء لاتي تؤمن بالخير.
وثمن امين عام المنتدى المهندس مروان الفاعوري التجربة التركية التي قادها فتح الله كولن لاقامة صرح للروح يكون بناء شامخا ترتوي منه الانسانية، مؤكدا بأن قوة الايمان بمدلول الكلمة لدى كولن تعبير عن الصدف الابهى مع الله والذات في إستلهام المشاعر الانسانية.
وقال لقد قرأ واقع أمته وأمعن النظر فيه، فأيقن أنه لابد من ولادة جديدة لهذه الأمة، تستعيد بها نهضتها وتعود بها الى سابق عزها، بعد أن ضحى المسلمون بدينهم (مصدر عزتهم) في سبيل دنياهم.
واضاف بأن الجديد لدى الداعية الاسلامية كولن أنه قرأ ملياً واقع العالم كله، وأختط لنفسه منهجاً قدم فيه أولويه الإصلاح الإجتماعي والتربوي والإقتصادي على الصراع السياسي، فلم يستنزف جهده في الصراع السياسي كأولوية وهدف كما أستنزف كثيرون في تجاربهم المريرة طاقاتهم وطاقات أمتهم، مما أدى الى إنفراط العقد السياسي للأمه وإضعافها عند مواجهة التحديات.
إننا في هذا اليوم نحتفي بتجربة عظيمة أفادها رجل عظيم مجدد، عاش لأمته ولازال، أعطاها ذوب قلبه وروحه ووجدانه، وسعى لإقامه صرح الروح ليكون بناءً شامخاً ترتوي منه الأنسانية، تجد فيه الجمال والأمن والأمان والطهر، رجل عرفناه من خلال أتباعه وتلامذته، عرفناه من خلال آثاره، لم يقدس ذاته ورفض أن ينسب العمل له أو تنسب لإسمه جماعة، علا بروحه وتدفق، فاض على كل من عرفه أو التقى به أو قرأ له أوسمع منه، فاض علما وإخلاصا وتجردا وحرقة ودموعا على هذا الدين وعلى هذه الأمة، رجل جمع حضاره القلب والروح والخدمة.
لقد أدرك صاحبنا أن السر العجيب ليس في بريق الكلمات وموسيقى العبارات، وإنما يكمن في قوة الايمان بمدلول هذه الكلمات، وما تحمله في ثناياها من معاني وآثار، صمم بشكل حاسم على تحويل الكلمات الى حركة حية، وهذا ما سماه الأستاذ محمد فتح الله كولن مهر الوجدان، ومهر الوجدان تعبير عن الصدق الأبهى مع الله ومع الذات، في إستلهام المشاعر الإنسانية المرتبطة بالمفهوم الأجمل والأرقى للإنسان والكون والحياة.
لقد قرأ واقع أمته وأمعن النظر فيه، فأيقن أن لابد من ولادة جديدة لهذه الأمة، تستعيد بها نهضتها وتعود بها الى سابق عزها، بعد أن ضحى المسلمون بدينهم (مصدر عزتهم) في سبيل دنياهم، وبعد أن ضيعوا التوازن بين الكون والانسان والحياه، وتنكروا لتراث أكثر من ألف سنة وإستبدلوه بنظم هزيله لاتناسب فطرة الانسان، فأدخلوا أنفسهم في جحر الضب، فكان لابد من نور في نهاية النفق، ولا بد من إنبعاث بعد الموت، وإلى ولاده جديده في فهم الدين وإحياء لعلوم الدنيا، لإقامة صرح حياه صحيحة تستجيب لحاجات البشر والحجر والشجر والحياة، ولادة شعارها الحياة في ظلال الدين العظيم وواحة الأيمان.
لئن كان الإمام فتح الله كولن معروفا كمفكر ومصلح على مستوى تركيا وأوروبا، إلا أن قلة من المعنيين بجديد الفكر في العالم الاسلامي تهيأت لهم فرصة معرفته عن كثب، وإكتشاف عبقريته الفكرية والروحية، ومن هنا تأتي أهمية هذه الندوة.
إن المطلعين على آثار هذا الرجل العظيم جعلوه أول الشخصيات المؤثرة في العالم لعام 2009 م ، وهذا لم يأت من فراغ، وإنما جاء بعدما برزت آثار هذا المفكر على الإنسان أولا، وعلى الواقع ثانيا في كل ألأقطار التي وصلها عبر تلامذته.
نجتمع اليوم في هذا اليوم لدراسة منهج هذا الرجل من خلال دراسات قام بها علماء ومفكرون من جميع انحاء العالم العربي والاسلامي، جاءت هذه الدراسات بعد أن زاروا تركيا وأطلعوا على تجربته في التربية والإعلام والصحة والأقتصاد والبناء والتغيير، و رأوا عن كثب تلامذته وهم يحملون همَ الخدمة في سبيل هذا الدين.
لذا كان حماسنا لنقل هذه التجربة إلى عالمنا العربي حرصا منا على أن يستدرك الدعاة والمفكرون الأمر فيعيدون ترتيب أولويات الإصلاح بما يحقق إستئناف دورهم ودور حركات الإصلاح، فلعل هذه التجربة تجد من يحملها ويقتبس منها ما يفيد إصلاح واقعنا والنهوض بأمتنا.
واختتم كلمته " كان حماسنا لنقل هذه التجربة إلى عالمنا العربي حرصا من المنتدى على أن يستدرك الدعاة والمفكرون الأمر فيعيدون ترتيب أولويات الإصلاح بما يحقق إستئناف دورهم ودور حركات الإصلاح.
وتطرق رئيس جامعة صنعاء الدكتور خالد الطنيم الى تجربة كولن الذي إستطاع ان ينهج منهجا علميا مميزا بحيث درّس النظرية الاسلامية الصالحة لكل زمان ومكان متجردا من الانغلاق والانكفاء.
ووصف منهجه بأنه لم يخلق عداء مع السلطة لادراكه بان دخول الصراع لن يحقق نجاحا لهذه التجربة.
واشار الطنيم الى ان المجتمعات الاسلامية تتلقى التوجيهات والتسيير من الغرب بحيث اصبحنا مسيرين لامخيرين في كل مرحلة من المراحل.
وعرج على فلسفته في افهام الدين الاسلامي الصحيح للبشرية من خلال المدارس النوعية التي انشاءها داخل وخارج تركيا بحيث انفتحوا على الدول الاسلامية وغير الاسلامية لاقناع العالم انها قادرة على الابداع والانتاج العلمي.
وختم كلمته بالاشارة الى ان التجربة الكولونية لم تنظر نظرة انانية بل شمولية للشعوب الاسلامية التي وجد بلأن لديها ابداع حقيقي يمكن ان يحدث التغيير، مبينا ان الدين الاسلامي انقى الاديان وافضلها غير اننا لم ندرّس ديننا كما هو بل اتجهنا الى القشور في حين ان الغرب اتجه الى الجوهر.
وفي كلمة للداعية الاسلامي الدكتور محمد راتب النابلسي بشر فيها باهمية الدعوةى التركية التي اسماها بالدعوة الصادقة لانها استطاعت ان تقنع الطرف الاخر بالدين الاسلامي وفلسفته في الحياة.
وقال المسلمون نائمون في ضوء الشمس في حين ان اعدائهم يعملون في الظلام كما ان الغرب كان حضارة رائعة لكنه تغير بعد 11/ايلول ليصبح قوة غاشمة.
وبين ان الاسلام هو في عصره الدعوي الذهبي، مؤكدا بان العالم سيركع امام اقدام المسلمين لالقوة ولكن بحاجة الى الاسلام.
واشار الى ان معنى الجهاد الذي يقفز الى الذهن هو القتال غير ان ثمة جهاد دعوي وجهاد النفس، واذا نجحنا في ذلك فاننا سننجح في الحهاد القتالي، لافتا الى ان الغرب كان يجبرنا بالقوة المسلحة على ان نفعل ما يريد لكنه يجبرنا الان على ان نفعل ما يريد وما نريد.
اوراق العمل
وعقد المشاركون في المؤتمر اربع جلسات عمل، ناقشت جوانب مهمة من تجربة فتح الله كولن الاصلاحية حيث شهدت الجلسة التي ترأسها وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور عبد السلام العبادي اوراق عمل حول (فتح الله كولن... الشخصية والرؤية) للدكتور نوزاد صواش/ تركيا، و معرفة التاريخ وإحداث النهضة من منظور فتح الله كولن)، للدكتور سليمان عشراتي/ الجزائر، والرؤية التربوية عند فتح الله كولن)، للدكتور سمير بودينار/ المغرب، و( الوسطية في فكر فتح الله كولن).
للدكتور الأحمدي أبو النور/ وزير الأوقاف السابق في جمهورية مصر العربية.
وناقشت الجلسة الثانية من المؤتمر والتي ترأسها الاستاذ فهد أبوالعثم من الأردن اوراق عمل أولويات الإصلاح بين مدرسة فتح الله كولن والتيارات الإسلامية المعاصرة) للدكتور موفق دعبول/ سوريا، و
( المراحل السبع في تحويل المعرفة إلى سلوك عند فتح الله كولن) للدكتور محمد بن موسى بابا عمي/ الجزائر، و(منهج فتح الله كولن في قراءة السيرة النبوية)، الدكتور مأمون جرار/ الأردن