غسيل الأموال إلكترونيا في ظل كورونا
قصي حمدان الجمال
16-04-2020 08:53 PM
يعرف غسل الأموال على أنه اكتساب الأموال بطرق غير شرعية والعمل على إخفاء مصدرها الأصلي وإضفاء الشرعية القانونية عليها وهي متحصلات جريمة وتعتبر جريتمين وليست جريمة واحدة فالجريمة الأولى هي الحصول على المال غير المشروع وطرقها كثيرة منها :(تجارة المخدرات , السرقة, الاحتيال والنصب,الاختطاف, الاختلاس, الاحتيال والابتزاز الالكتروني......الخ) والجريمة الثانية هي إخفاء المصدر الأصلي للمال من اجل إدخاله بالاقتصاد الوطني على ان مصدره نظيف ومشروع بإستخدام الطرق الثلاث لغسل الأموال وهم : (الإيداع والتغطية والدمج) ومن الآثار الإقتصادية لجرائم غسل
الأموال التشويه الإقتصادي وانعدام الإستقرار وانخفاض سعر صرف العملة الوطنية والمخاطر على سمعة الدولة ،وكما ينطبق على غسل الأموال تقليديا أيضا ينطبق عليه إلكترونيا من حيث المفهوم والطرق ولكنها محصورة داخل الإنترنت ،فمع التطور التكنولوجي الهائل أصبح التوجه إلى غسل الأموال إلكترونيا الأكثر رواجا لعوامل عدة منها توفير الوقت والتكلفة وبمجهود اقل .
وبظل وجود جائحة كورونا التي عصفت أغلب دول العالم والخوف الشديد من تفشيه وحرص الناس للوقاية والشفاء منه فعمل الكثير من المحتالين الذين ينتمون إلى مجموعات الجريمة المنظمة إلى إستغلال خوف وقلق الناس باكتساب أموال غير مشروعة ومحرمة من خلال قيامهم بتسويق وبيع أدوية عبر الإنترنت على أنها تشفي من الفيروس وطرح منتجات مزورة على أنها وسائل للحماية والوقاية منه.فالتوجه الى كسب المال غير المشروع عن طريق الإنترنت ينشط بسبب الحظر وعدم تجوال الناس وإغلاق الحدود وتوقف الأنشطة التقليدية
لأفراد المنظمة كجرائم التهريب والسرقة والسطو والاختطاف وغيرهم, وبعد عمليات الاحتيال الإلكتروني والكسب غير المشروع للمال يتم العمل على إضفاء الصفة
القانونية والشرعية على الأموال من خلال مجموعة عمليات مشروعة من بيع وشراء داخل الانترنت ويتم ايداع النقود داخل المصارف الإلكترونية بعد مجموعة تحويلات مالية معقدة بين الحسابات الالكترونية تأتي مرحلة الدمج
التي يتم فيها إدخال المال بعد غسله في الإقتصاد الوطني وبالعادة يتم إستخدام شراء عملات بتكوين وبيعها وقبض الأموال عن طريق شركة الحوالات السريعة او البنكية .
وأفادت وكالة إنفاذ القانون الأوربية (يوروبول) في تقريرها أن الشرطة في أنحاء العالم ضبطت 34 ألف قناع جراحي مزيف في عملية كبيرة استهدفت ما يسمى "مجرمي كورونا" في وقت سابق من هذا الشهر. وأضاف التقرير: "كان المحتالون سريعين للغاية في تكييف مخططات الاحتيال المعروفة للاستفادة من المخاوف التي تراود الضحايا خلال تفشي الأزمة".
فعلى الجهات المختصة الرقابة على جميع مواقع الالكترونية التي تطرح منتجاتها وعمل على تتبع مسارها والتحقق من صحتها وتوعية الناس من التعامل
معهم او شراء اي منتج من موقع غير آمن او يعرض منتجات مزورة وبالذات التي تتعلق بالحماية والوقاية من فيروس كورونا .