facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أخلاقيات زمن كورونا


أ.د.محمد طالب عبيدات
03-05-2020 11:36 PM

البعض يتطلع إلى إستثمار الأزمات للحصول على مردود أو مكاسب أنّى كانت بإستخدام مظاهر فوضى أو تغوّل ليعكس ما بداخله من أخلاقيات؛ وفعلاً عند الأزمات تظهر الأخلاق الحقيقية للناس؛ ولهذا نكتشف فجأة بأن أهم المشاكل التي يعاني منها الكثير في المجتمع ربما تكون أزمة أخلاق؛ وشيء طبيعي أن يتزامن مع الثورة التكنولوجية للألفية الثالثة تراجع في منظومة القيم، لكن من غير الطبيعي أن نرى إنحطاطاً مطرداً للأخلاقيات في الشارع وأماكن العمل وكنتيجة ﻹستخدامات التكنولوجيا العصرية والتواصل اﻹجتماعي وغيرها ، فالوضع بالنسبة لإستغلال صفحات الفيس بوك ووسائل التواصل الاجتماعي بالتحديد لم يعد يطاق:
1. هنالك أزمة أخلاق متأصلة عند البعض وجذورها تربوية، ويحاولوا أن يعكسوها على الآخرين، والمطلوب أن ترقى الناس بأخلاقياتها.
2. دور اﻷسرة والمدرسة بدأ ينحسر تربوياً مع اﻷسف، واﻷسباب معروفة ﻷن التكنولوجيا وأدواتها تدخل من الشبابيك دون إستئذان وكل يحمل هاتفه الذكي بيده.
3. أزمة اﻷخلاق إنعكست على كل شيء، فالناس باتت نزقه ولا مجال للحوار، وحتى حوارات التواصل اﻹجتماعي أصبحت سجالات وتصفية حسابات وكر وفر ودموية وأدوات لمجتمع الكراهية واﻷحقاد والحسد واﻷمراض اﻹجتماعية والنفسية لتعكس وتسقط الناس ما بداخلها.
4. اﻹعلام اﻹلكتروني مع اﻷسف أصبح غير نظيف ويحوي تخندقات مبرمجة وشللية ومناطقية وجهوية ضيقة وشخصنة وإغتيال شخصيات وغيرها.
5. أزمة كورونا وأزمة السير والأزمة المالية واﻹقتصادية واﻷزمات اﻷخرى أهون بكثير من أزمة اﻷخلاق التي بتنا نشعر بها كل لحظة وخصوصاً في تصرفات البعض في الشوارع ومن خلال التواصل اﻹجتماعي.
6. أزمة اﻷخلاق تتوسع بشكل يومي لعدم فهم معظم الناس لمبادئ الحوار وإحترام اﻵخر والحرية المسؤولة لا المنفلتة على الغارب، لذلك نرى كثيراً من حالات الإنفلات والفوضى؛ والمصيبة الأكبر أن الشباب وهم الفئة التي نعوّل عليها للمستقبل هم أكثر فئة تعاني من هذه السموم مع الأسف.
7. صوت العقل والحكمة يجب أن يبقى حاضراً دون غياب في كل المحافل لغايات ضبط إيقاع ونغمة السجالات المهمة، وكبح جماح بعض السموم اﻹجتماعية والفتن ما ظهر منها وما بطن.
8. المطلوب في زمن كورونا أن تحكم الناس ضمائرها وأخلاقياتها ووطنيتها وإنسانيتها وعواطفها وإيمانها لوقف مهزلة تراجع المنظومة القيمية واﻷخلاقية.
9. مطلوب تطبيق لغة القانون وهيبة الدولة بصرامة ودون هواده، وعدم السماح بتفاقم حالات التنمّر والبلطجة والتعدّي على الناس والإساءة لهم وغيرها.
١٠. مطلوب أن تطفو على السطح لغة التسامح والمحبة وثقافة العفو وحُسن النوايا والإحترام وتغليب لغة الحوار والإستماع للآخر والعودة لجذور بناء الأخلاقيات الإيجابية لأن الآخلاق تظهر في الأزمات.
بصراحة: أزمة اﻷخلاق تمتد وتستشري في الشارع والعمل ومن على صفحات الفيس بوك والتواصل الإجتماعي، ومطلوب اﻹبقاء على ما تبقى من ماء الوجه ووقف كل مهازل المهاترات ونشر الغسيل والتركيز على لغة الحوار المهذب والمبني على إحترام اﻵخر لنجعل من الحوار قيمة وطنية وإنسانية وأخلاقية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :